أسلوب حياة صحي من أجل مجتمع سليم واقتصاد أقوى

أحاطت سحب من دخان السجائر بالطفل البالغ من العمر 18 شهرا وهو يقف بجوار جده وجدته اللذين يدخنان بشراهة في غرفة المعيشة، بينما راحت طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات تبحث عن علبة بيبسي كولا في الثلاجة بالمطبخ. وفي الناحية الأخرى، حيث غرفة الطعام، يجري إطعام طفل عمره سبعة أشهر كعكة من الكريمة والسكر والشيكولاته، بينما يلعب مجموعة أخرى من الأطفال "بيت بيوت" في الفناء الأمامي بتناول مجموعة غير محدودة من قطع الشيكولاته والكعك مع شرب الصودا.
لم أستطع أن أصدق عيني. بملاحظة هذه السلوكيات، بدا لي كأب أنني كنت أشاهد موتا بطيئا وأمراضا ستظل تلازم هؤلاء الأطفال باقي حياتهم.
كان الأمر هكذا على الدوام، لكنني لم ألحظه أبدا حتى خرجت من العراق وأصبحت أبا. لقد نشأت في مكان لم يكن أسلوب الحياة غير الصحي فيه يثير الكثير من القلق. فهناك مباعث قلق أخرى عديدة أكثر إلحاحا تشغل الناس - عن حق - أكثر مما يشغلهم المأكل والمشرب.
إلا أن ما لا يدركه الناس في وطني الممزق بالحرب هو أن السيارات المفخخة ليست هي قاتلهم الوحيد. فالسجائر والوجبات السريعة وعلب الصودا تقتلهم أيضا.