مقياس التدريس: معالجة أزمة التعلُّم، فصل دراسي واحد تلو الآخر

|

الصفحة متوفرة باللغة

هذه المدونة متوفرة باللغات التالية: English | Español | Portuguese, International
 معالجة أزمة التعلُّم، فصل دراسي واحد تلو الآخر

على الرغم مما تحقَّق من تقدُّم هائل في إلحاق الأطفال بالدراسة، فإننا نواجه أزمة تعلُّم عالمية حيث تُكمِل نسبة كبيرة من الأطفال مرحلة التعليم الابتدائي وهم يفتقرون حتى إلى المهارات الأساسية للقراءة والكتابة والحساب. فما الذي يُفسِّر هذه الظاهرة؟ للإجابة عن هذا السؤال، فلننظر إلى الأمثلة التالية لفصول دراسية من غير المحتمل أن تضع الطلاب على الطريق إلى النجاح.
 
في كابول بأفغانستان، يبدأ المُعلِّم درسه بقراءة الهدف المتوقع من الدرس بصوت مرتفع. ثم يسأل الطلاب واحدا تلو الآخر أن يقرأوا نفس المعلومة مرة ثانية. ويستغرق هذا النشاط أكثر من 20 دقيقة.
 
وفي دار السلام بتنزانيا، يُترَك الطلاب بلا رعاية ودون أي نشاط تعليمي خلال الدقائق العشرين الأولى للحصة الدراسية. وحينما يصل المُعلِّم، يسأل الطلاب أن يحلوا كلٌ بمفرده مسألة جمع 39 زائد 19. وخلال هذا الوقت، يجلس المُعلِّم على مكتبه. وبعد عشر دقائق، يسأل المُعلِّم أحد الطلاب حلَّ المسألة. فإذا عجز الطالب عن حلها، يسأل المُعلِّم طالبا آخر أن يفعل ذلك.
 
وفي روالبندي بباكستان، يسأل المُعلِّم الطلاب قسمة أربعة على اثنين. ويُمهِل الطلاب خمس دقائق لحل المسألة كُلاً بمفرده قبل أن يسأل أحد الطلاب حلها على السبورة. وبعد أن يحل الطالب المسالة حلاً صحيحا، يزيلها من على السبورة، ويسأل خمسة طلاب آخرين حل المسألة نفسها مرة أخرى.
 
ليست هذه أمثلة فردية معزولة. فمجموعة متنامية من الشواهد تُظهِر أن أزمة التعلُّم في جوهرها هي أزمة تدريس (انظر الشواهد المستخلصة من أفغانستان وأمريكا اللاتينية والفلبين وأفريقيا جنوب الصحراء). فالمُعلِّمون يؤدون دورا حيويا في مساعدة الطلاب على التعلُّم (انظر الشواهد المستقاة من الهند وباكستان وأوغندا). لكن عوامل المسار الرسمي لتأهيل المُعلِّم، وسنوات خبرته (بعد أول عامين)، ومهاراته المعرفية، وأدائه في امتحانات القبول لا تُفسِّر إلا جزءا ضئيلا من التفاوت في مستوى التحصيل الدراسي للطلاب. وتُسلِّط نتائج بحوث من شيلي وإكوادور وغانا الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه ممارسات التدريس في تفسير نواتج التحصيل الدراسي للطلاب. وعلى الرغم من أهمية هذا الدور، فإن البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل نادرا ما تُجرِي تقييما لممارسات التدريس. ويرجع هذا في جانب منه إلى عدم توّفر أدوات كافية للمشاهدات في الفصل الدراسي وارتفاع تكلفة المعاملات المرتبطة بإجرائها.

"مقياس التدريس مثال رائع للارتقاء بالبحوث إلى المستوى العملي مع إمكانية أن يساعد على تحقيق قيمة اجتماعية هائلة. وتهدف هذه المبادرة إلى تحويل البحوث والتقييم إلى آلية واضحة لتحسين الأداء."
إيريك هانوشيك - زميل متميِّز (Paul and Jean Hanna Senior Fellow) معهد هوفر، جامعة ستانفورد
للاطلاع على مزيد من الشهادات، اضغط على هذا الرابط هنا

مقياس التدريس هو أداة مفتوحة المصدر للمشاهدات في الفصل الدراسي تتيح نافذة للاطلاع على ما يجري في الفصل الدراسي.
 
ولمقياس التدريس عدة خصائص تجعله مُتميِّزا فريدا. فهو أول أداة لدراسة الوقت المستغرق في عملية التعلُّم، ليس هذا فحسب، فالأهم أنه أيضا أداة لتقييم جودة ممارسات التدريس. ويستخلص هذا المقياس ممارسات التدريس التي ترعى المهارات المعرفية و-للمرة الأولى المهارات الاجتماعية والعاطفية- للأطفال. وأخيرا، ابتُكِر مقياس التدريس مع أخذ ظروف البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل في الاعتبار، ويمكن مواءمته مع مختلف البيئات والأوساط.
 
ويتيح دليل المُشاهِد في مقياس التدريس نافذة يمكن من خلالها تكوين صورة موضوعية لما يجري في الفصل الدراسي. ويتضمَّن الدليل وصفا متعمقا لنظام التقييم في مقياس التدريس، يشتمل على أدوات لقياس جودة التدريس ونماذج مستمدة من الحياة الواقعية. وهو متاح باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية، وسيصبح قريبا متاحا باللغة العربية. وتُقدِّم مُذكِّرة موجزة لمقياس التدريس عرضا عاما لمضمون هذا المقياس، وجوانب اختلافه عن الأدوات الأخرى، ومُلخصَّا لعملية الإعداد والتحقُّق.
 
أجرى فريق مقياس التدريس بحوثا دقيقة لدراسة وتنقيح وتجريب مختلف نماذج الأداة على مدى عامين. ويُقدِّم التدريس المستند إلى الشواهد الأسس النظرية والعملية لمضمون هذه الأداة. وتم تجريب مقياس التدريس في أكثر من ألف فصل دراسي في موزامبيق وباكستان والفلبين وأوروغواي، واختباره مع مقاطع فيديو عالمية من 12 من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. وتشير تحليلات بيانات التدريب إلى أنه بعد أربعة أيام فحسب، اجتاز نحو 90% من المشاهدين امتحان موثوقية مقياس التدريس الذي يتضمن الترميز الدقيق لثلاثة مقاطع فيديو. وهو ما يعني أنه بالنسبة لكل مقطع فيديو سجَّل المشاركون درجة في حدود نقطة واحدة من الرموز الرئيسية "master codes" (التي يُحدِّدها خبراء مقياس التدريس) في 80% على الأقل من الوقت المستغرق. وحقَّق ذلك مشاهدون محليون لديهم مستوى تعليمي يعادل مستوى المواطن العادي في بلدهم وليست لديهم خبرة سابقة بإجراء مشاهدات الفصول الدراسية. ويتسم المشاهدون أيضا بمستويات عالية من الثبات الخارجي للتقييم في ميدان العمل. وتُظهِر النتائج المستخلصة من 845 مدرسة في باكستان أن المشاهدين المرتبطين بالطلاب سجَّلوا نسبة اتفاق قدرها 97% في حدود نقطة مئوية من الرمز الرئيسي واتفاق نسبته 87% في حدود نصف نقطة من الرمز الرئيسي. وأخيرا، فإن المعلمين الذين يتميزون بممارسات تدريس ناجعة حسب تقييم مقياس التدريس يرتبطون بالطلاب الذين يحققون نواتج أعلى في التحصيل الدراسي. للاطلاع على المزيد، انظر قياس ممارسات التدريس على نطاق واسع.
 
يتسم مقياس التدريس بأنه يرتكز على المُستخدِم، ويشتمل على طائفة من الموارد التكميلية التي تساعد المستخدمين على تطبيق المقياس في بيئات جديدة. ودليل التدريب التفصيلي وبرامج التشغيل الآلي لتنقية وتحليل البيانات، ونماذج التقارير ليست سوى بعض المنتجات التي تشتمل عليها حزمة الموارد. وتتضمن المذكرة الموجزة لتنفيذ مقياس التدريس تفاصيل إضافية عن الإطار الزمني لتنفيذ المقياس وتكلفته وإجراءاته.
 
والغرض من مقياس التدريس هو أن يُستخدَم كأداة لتشخيص النظام والتطوير المهني. ويساعد مقياس التدريس، باعتباره أداة لتشخيص النظام، الحكومات على رصد مدى كفاءة وفعالية سياساتها لتحسين ممارسات التدريس، أما باعتباره أداة للتطوير المهني، فإن مقياس التدريس يساعد على تحديد مواطن القوة والضعف لدى المعلمين.
 
ومع وضع احتياجات البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل نصب أعيننا، تهدف رؤيتنا إلى إحداث تغيير جذري في الطريقة التي تقوم بها الأنظمة التعليمية بتتبع جودة عملية التدريس وتحسينها. إننا ندعوك للتعرُّف عليها، ودعنا نتعرف على رأيك. وإذا كانت لديك استفسارات عن مقياس التدريس أو أفكار ومقترحات للتعاون، فيرجى الاتصال بنا في الموقع الإلكتروني: teach@worldbank.org.
 
انضم إلينا في 31 يناير/كانون الثاني الساعة 10:00 صباحا بتوقيت واشنطن في إطلاق المنصة العالمية للمعلمين الناجحين التي تشتمل على نهج السياسات المعنية بالمعلمين ومقياس التدريس من أجل "معلمين ناجحين وطلاب ناجحين". يُرجى التسجيل هنا إذا كنت مهتما بالمشاركة شخصيا. وإذا لم تكن مقيما في واشنطن، فإن الفعالية ستُبث كباشرعلى هذا الرابط.