نشر في أصوات

كيف تصبح مبتكرًا رقميًا في باكستان

الصفحة متوفرة باللغة:
هذه المدونة متوفرة باللغات التالية: English
طلاب يتعلمون عن طريق برانامج (Earn) من خلال التدريب الحر.  التصوير: تمكين باكستان من أسباب القوة/البنك الدولي
طلاب يتعلمون عن طريق برانامج (Earn) من خلال التدريب الحر. الصورة: تمكين باكستان والبنك الدولي
 

من الممكن اليوم أن تجلس في أي مكان في العالم وتعمل على مشروعات دولية، أو تتعلم من خلال دورات على شبكة الإنترنت، أو تتعاون مع شباب آخرين في جميع أنحاء العالم، ولكن بشرط أن يكون لديك جهاز كمبيوتر وشبكة إنترنت.

وهذه الأنواع من الجماعات والتجمعات المرتبطة من خلال شبكة الإنترنت أو ما يُطق عليه مجتمع الإنترنت تستطيع أن تقدم حلًا هائلًا على المدى القصير لبعض التحديات التي تواجه باكستان فيما يتعلق بإيجاد فرص العمل.

ويقطن باكستان عدد كبير من الشباب يبلغ حوالي 100 مليون شاب وفتاة دون سن الرابعة والعشرين.  ويمثل إيجاد المزيد من فرص العمل الأفضل لهذا الجيل الجديد تحديًا إنمائيًا هائلًا. وتشير التقديرات إلى أن باكستان بحاجة إلى تحقيق نمو بمعدل يبلغ حوالي 7 في المائة سنويًا لاستيعاب الشباب في مشاركة اقتصادية منتجة.  لكن القيود على إمدادات الطاقة، وكذلك قيود الموازنة وضعف الإمكانات لدى الحكومة يجعل هذا الأمر حافلًا بالتحديات على المدى القصير.

لكننا رأينا شيئًا من النجاح يتحقق في باكستان على مدى السنوات القليلة الماضية تمثل في التحول الثقافي حيث أصبح من المقبول العمل الحر والقيام بمشروعات حرة باعتبار أن ذلك يمثل مسارًا مشروعًا للعمل أمام جمع الشباب.

وعلى ضوء القيود التي تواجه النشاط الاقتصادي المحلي والتي تغل يده عن استيعاب كل هؤلاء الشباب، فإن العديد من فرص العمل ستأتي من خلال إنشاء شركات وأنشطة أعمال جديدة. ويُلاحظ أن صناعة التكنولوجيا في باكستان قد حققت معدلات نمو مطردة وصحية في السنوات الأخيرة الماضية  مع إمكانية دفع عجلة النمو من خلال تطوير نماذج أعمال جديدة، وإقامة شركات جديدة، وتحقيق المزيد من الابتكار في هذا الشأن.

ومن النماذج التي رأيناها ناجحة هنا شغف الشباب بمعرفة كيف توفر التكنولوجيا والإنترنت فرص عمل، لكنهم لا يعرفون على وجه التأكيد من أين تكون البداية.

ما هو المسار المهني الرقمي؟ كيفية تبدأ:

بالنسبة لهؤلاء الذين يرغبون في تعلم بعض المهارات والربط من خلال شبكة الإنترنت بهدف العمل من خلال أسواق دولية ــ وهو ما يُطلق عليه العمل الحر ــ هناك العديد من الموارد المتاحة لمساعدتهم على التدريب. وهناك العديد من مواقع التعلم الحر التي تتيح مواد أولية لتعلم أسس العمل الحر مثل موقع (Upwork )، وموقع (SamaSchool)، .كما أن هناك مواقع مستقلة على شبكة الإنترنت تقدم دورات وشهادات، وأكثرها شهرة هو موقع (Coursera).

لكن أفضل ما تقوم به كممارس لعمل حر هو البدء في إعداد لمحة موجزة عنك تبين مهاراتك وملكاتك، على سبيل المثال، تصميم غرافيكي، أو أعمال الترميز، أو بناء المواقع، أو الفوتوشوب، أو كتابة المحتوى، أو المدونات، إلخ. ويمكن الاطلاع على عرض عام لأفضل أنواع الدورات هنا.

طلاب يتعلمون عن طريق برانامج (Earn) من خلال التدريب الحر.  التصوير: تمكين باكستان من أسباب القوة/البنك الدولي
طلاب يتعلمون عن طريق برانامج (Earn) من خلال التدريب الحر.  الصورة: تمكين باكستان والبنك الدولي
 

لدى باكستان جماعات ومجموعات هائلة ونشطة تمارس نشاط العمل الحر على فيسبوك. وباعتبارهم أفضل ممارسي العمل الحر تصنيفًا على مستوى العالم، يقدم العديد من ممارسي العمل الحر الباكستانيين المشورة مجانًا هنا و هنا.

وتشهد باكستان في الوقت الراهن عددًا من مساحات العمل المشترك ظهرت في المدن الكبرى، ومن بينها (Basecamp ) في بياشور،و(IVY ) في إسلام آباد، و(Tech Hub) في لاهور، و (Dotzero) في كراتشي، ومن الممكن أن يساعد الانضمام إلى هذه الجماعات والمجموعات ممارسي العمل الحر والناشئين من أصحاب المشروعات الحرة الرقمية على بناء شبكات تمثل أهمية كبرى في إيجاد أنظمة المساندة الصحيحة.

وسيجد أصحاب المشروعات التكنولوجية الحرة الذين يرغبون في تجاوز ممارسة العمل الحر وإطلاق ابتكار هائل ذي قيمة نظامًا داعمًا لتعزيز ودعم وتوجيه ودفع أفكارهم إلى برامج حضانات الأعمال وتسريع وتيرتها. وتتيح هذه البرامج مزيجًا من دورات التدريب والتلمذة والمساندة للمساعدة في إطلاق وتحويل هذه الأفكار إلى أنشطة أعمال. وعلى الرغم من أن تمويل تأسيس هذه الشركات وأنشطة الأعمال في هذه المرحلة المبكرة لا يزال حديث النشأة، فهناك العديد من المبادرات لإضفاء الصبغة الرسمية على شبكات المستثمر الملاك، وهو ما يعني إدخال عنصر مهم في تطوير وتنمية أنشطة الأعمال، مع تعزيز مجتمع التكنولوجيا بأكمله، وبناء أنظمة مساندة لمبتكري المستقبل.

وكل هذه المبادرات والأنشطة تمثل قوام النظام البيئي للابتكار الذي يتمتع بإمكانات وقدرات كامنة يمكن أن تساعد على دفع عجلة النمو في باكستان على مدى السنوات العشر القادمة. وستؤدي مشاركة الشباب في النشاط الاقتصادي الرقمي إلى إحداث تغيرات اجتماعية واقتصادية في باكستان ، وسيتمثل ذلك في تغيير طريقة إصدار المخالفات المرورية، وتنسيق الأعمال الموسيقية، وطريقة شراء المنازل، والمشاركة في وسائل النقل والمواصلات.

وتقوم كل هذه التغيرات على فكر إبداعي وعبقرية وروح خلاقة وتفان من جانب الشباب الباكستاني لرؤية ووضع بلدهم في مكانة أفضل.


بقلم

انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000