قال والد منيرة: "لقد فقدنا الأمل. فمع تدهور حالتها الصحية وضعف حالتها الجسمانية، أصبحنا نشعر بالقلق من أنها قد لا تستطيع البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة." قبل ستة أشهر من بلوغها عامها الرابع، كانت منيرة تعاني من آثار سوء التغذية مما عرض حياتها للخطر. وعلى الرغم من أن أسرة منيرة كانت تعيش بالقرب من مستشفى العاصمة صنعاء، فإنها لم تكن تملك الموارد التي تمكنها من نقلها إلى هناك لرعايتها صحيا. وكما هو الحال بالنسبة للعديد من الأطفال في اليمن، فقد أدت الظروف المتردية بسبب استمرار عدم الاستقرار إلى إصابتهم بسوء التغذية.
ولحسن الحظ، تمكن فريق طبي متنقل من الوصول إليها. واستطاع هذه الفريق أن يزود منيرة بالتغذية العلاجية والتغلب على آثار سوء التغذية، ومن ثم لم تعد حياتها في خطر.
قال والد منيرة: "بقيت بدون عمل لفترة طويلة بسبب الحرب ولا أستطيع أن أوفر لأسرتي ما يكفيها من طعام". لو لم يزر فريق مستشفى الحيمة الطبي أسرته، فقد كان على يقين من أنه كان سيفقد ابنته. يدعم البنك الدولي عبر المؤسسة الدولية للتنمية مستشفى الحيمة في إطار المشروع الطارئ للصحة والتغذية. يقوم هذا المشروع، الذي يجري تنفيذه بالاشتراك مع اليونيسف بدعم المنظومة الصحية في اليمن، ويقدم الإمدادات الضرورية ويوفر نفقات التشغيل ودعم أطقم العاملين والأطباء حتى يتمكنوا بدورهم من توفير الرعاية الصحية للمواطنين اليمنيين. ويمول المشروع الفرق المتنقلة للبحث عن أكثر الناس ضعفا والتيقن من تلقيهم للرعاية.
بدأت منيرة الخضوع للعلاج في الأول من يونيو/حزيران 2018 بإحدى العيادات المتنقلة في إطار المشروع الطارئ للصحة والتغذية. وبعد أسبوع من المتابعة والإشراف من قبل الفريق الطبي، تحسنت حالتها الصحية. قال إبراهيم ربيعة، رئيس الفريق الطبي إنه في 31 مايو/أيار عندما عثر الفريق لأول مرة على منيرة، كانت تعاني من سوء التغذية وما صاحبها من مضاعفات صحية، مثل الإلتهاب الرئوي الحاد، والحمى وصعوبة الحركة. وعندما عجزت أسرتها عن نقلها إلى المستشفى، استجاب الفريق للحالة وقدم المساندة الطبية الأولية. ثم تابع الفريق حالتها وتمكن من زيارتها كل 14 يوما حتى تجاوزت مراحل الخطر في مرضها. وأثناء زيارة قام بها الفريق الطبي مؤخرا، كانت منيرة قد بدأت تتعافى بالفعل ونهضت وكانت تلعب مع أقرانها بالقرب من منزلها. ومازال المشروع الطارئ للصحة والتغذية يعمل من أجل المساهمة بشكل فاعل في علاج ما يقرب من 400 ألف طفل يمني يعانون من سوء التغذية الحاد والحاجة الملحة للرعاية. وأسهم هذا المشروع حتى الآن في علاج أكثر من 130 ألف من الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد في اليمن بين شهري يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران 2018. كانت منيرة واحدة من هؤلاء.
انضم إلى النقاش