إن سوقطرة هي جزيرة ضخمة معروفة باسم جنة البيئيين. وتسمى كثيرا بأنها "العالم المفقود" لأنها موطن مئات النباتات والطيور النادرة وأكثرها لا يعيش إلا على هذه الجزيرة. ولا يتعدى عدد سكان الجزيرة 40 ألف نسمة، وتفتقر إلى البنية التحتية الكافية، فقد شيد أول طريق ملائم فيها عام 2011. ولموقعها البعيد عن الساحل الجنوبي لليمن على مسافة 350 كيلومترا لم يصلها الصراع الدائر في البلاد منذ ثمانية أشهر. لكنها لم تنج من أثر تغير المناخ.
فقد اجتاحها إعصار تشيبالا وإعصار ميج في غضون أسبوع واحد. وهي أول مرة تشهد فيها إعصاران في فترة متقاربة خلال موسم واحد (وإن كان إحداهما تم خفضه إلى عاصفة مدارية).
ويعزي الباحثون هذه الظاهرة غير العادية - الإعصارات في بحر العرب - إلى تأثيرات النينو إلى جانب تغير المناخ وتغير مستويات تلوث الهواء التي ربما تغير من أنماط النشاط الإعصاري في المنطقة حيث تحرك الأعاصير من منطقة لأخرى في المحيط الهندي.
وقال علي سالم، وهو صياد يعيش على سوقطرة عمره 37 عاما "لسنا على استعداد لهذه الكوارث الطبيعية، فلم نعرف ماذا نفعل... كنت أشعر أن البحر غاضب منا. وفقد الناس موارد رزقهم."
وأوقف الإعصاران البنية التحتية المتواضعة في الجزيرة من طرق وشبكات اتصال. وكان لهما أيضا أثر هائل على مناطق في بر اليمن كمحافظات حضرموت وشبوة وأبين. وتوفي بسبب الإعصارين 26 شخصا وأصيب 78 شخصا في السيول ودمر حوالي ألف منزل تشرد نحو 50 ألف شخص 18 ألفا منهم في سوقطرة أي نحو نصف سكان الجزيرة.
ومازال اليمن يعاني من كارثة الحرب. فقد نشب الصراع في أبريل/نيسان وألحق تأثيرات جسيمة بالقدرات المحدودة للبلاد للتعامل مع كوارث طبيعية غير متوقعة.

انضم إلى النقاش