استضاف البنك في الأسبوع الماضي منتدى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي ضم خبراء دوليين وإقليميين للتركيز على الموضوعات المهمة الخاصة بالحوكمة والتوظيف والنمو الشامل للجميع.
وفي هذه الفترة المضطربة كانت المخاوف والآمال هي المشاعر السائدة. وكانت المخاوف هي مخاوف من المجهول، ومن تكرار أخطاء التحولات التي فشلت، ومن استمرار الاضطرابات في بعض أرجاء المنطقة. أما الآمال فتعلقت بمستقبل أفضل يقوم على الكرامة واشتمال الجميع؛ والسلام والرخاء في المنطقة. وتحدث قليلون عن العودة إلى الحلول الوسط في الماضي.
وتم إبراز العديد من جوانب الشك والريبة. وأوضح البروفيسور فالي نصر أنه من غير المرجح أن تكون الثورات غير موجهة كما كان الحال في شرق أوروبا أو أمريكا اللاتينية. لكنه شدد أيضاً على أن الحل طويل الأمد لا يأتي إلا مع ديمقراطية العولمة؛ وبدونها ستستمر طموحات الشعوب في التباعد عن الحكومات التي لديها. وأثارت الدكتورة رولا دشتي مخاوف بشأن إحراز تقدم على مستوى وضعية المرأة فتخوفت من ألا تخدم ثورات الربيع العربي مصالح العديد من الشباب والفتيات الذين شرعوا فيها. وأبرز السيد أفشين مولافي مخاطر عدم اكتمال التحول والمخاوف الأمنية المستمرة التي تهدد تحقيق الانتعاش وسبل كسب العيش. وشدد السيد عبد الله الدردري على الحاجة الملحة للإصلاحات الاقتصادية والسياسية.
وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن الكثيرمن المشاركين غمرتهم روح التفاؤل. وأشارت السيدة نيفين الطاهري إلى علامات تبشر برجوع عجلة النمو إلى الدوران وعودة السياحة في مصر، كما أنها ترى العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة تهيئ فرص العمل. كذلك فإن لدى السيد راضي المؤدب خططاً لتوسيع نطاق أنشطة أعماله في تونس نظراً لأنه يتوقع أن يسفر تحسين الحوكمة عن خلق المزيد من الفرص وتحسينها . وفي نهاية المطاف، أعرب السيد عبد الله الدردري عن آماله بشأن وجود نهج للتنمية يقوم على تأصيل حقوق الإنسان في المنطقة.
ومن المعروف أنه من المعتاد أن يعقب تغيير النظم فترات حافلة بالتحديات. وقد لفت السيد دانيال كوفمان الانتباه إلى أنه جرت العادة أن يستغرق الخروج من فترات التحول الصعبة سبع سنوات نظراً للحاجة إلى إصلاح المؤسسات وتدريب المسؤولين.
وشدد البروفيسور روجير ميرسون على أن الحوكمة على المستوى المحلي تعتبر طريقة بالغة الأهمية للمضي قدماً. وأكد أن اللامركزية تحسن تقديم الخدمة كما أنها تمثل مجالاً أساسياً لتدريب الساسة في المستقبل. وتعتبر أجهزة الحكم المحلي هي الأقرب للناس، وهذا ما يجعلها تقدم الخدمات على نحوٍ أكثر كفاءة وتخضع للمساءلة أمام المستفيدين على نحوٍ أكبر مقارنة بالحكومات المركزية. وفي هذه المرحلة المفصلية، نجد أنه من الأهمية البالغة تحقيق نجاح في السياسة المحلية حيث إن ذلك يتيح خبرات مهمة للغاية للساسة كما يوفر معلومات شديدة الأهمية بشأن أداء الناخبين.
وأثناء هذا المنتدى، وجدت نفسي محاطةً بآمال ومخاوف المشاركين. والأمل هو شيء طيب لأنه يعني أن الناس تؤمن بالمستقبل؛ لكن الخوف قد يكون شيئاً طيباً أيضاً لأنه يعني أن بعض المخاطر الضرورية يجري أخذها في الحسبان. وفيما بعد تذكرت قول الشاعر العربي "الْخَوْفُ وَالرَّجَاءُ هُمَا كَجَنَاحَيِ الطَّائِرِ، إِذَا اسْتَوَيَا، اسْتَوَى الطَّيْرُ وَتَمَّ طَيَرَانُهُ".ومن ثم يتعين أن نضع هذه الحكمة نصب الأعين ونحن نرى التغيير يمتد بجذوره.
انضم إلى النقاش