نشر في أصوات عربية

نظرة للوراء: فرصة رائعة لريادي من غزة

الصفحة متوفرة باللغة:
Photo of Basem Khalaf at the World Bank Youth Summit Photo of Basem Khalaf at the World Bank Youth Summit

لقد غادرت غزة لأول مرة في حياتي في نوفمبر 2019م الماضي، حيث تم اختياري للمشاركة في قمة الشباب التي يعقدها البنك الدولي سنوياً والتي كانت بعنوان مدن ذكية لمستقبل أكثر مرونة، للمشاركة والانخراط مع آلاف الشباب في بعض الموضوعات الأكثر إلحاحاً في العالم اليوم.

اسمي باسم خلف، أحد ملايين الشباب الذين وُلدوا وترعرعوا في أحد أكثر الأماكن ازدحاما على وجه الارض ( قطاع غزة ) حيث حركة الناس والبضائع والعمال محدودة، و %78 بالمئة من الخريجين الجامعيين عاطلين عن العمل. أنا محظوظ في عملي ووظيفتي كمهندس اتصالات وريادي اجتماعي الذي جعلني جزءاً من ثلة متميزة نسبياً، قادرة على استخدام موهبتها لدعم مجتمعها.

منذ البداية ، كنت أعلم أن الدراسة الأكاديمية وحدها لن تكون كافية لأتمكن من تحسين حياتي أو النهوض بالعالم من حولي، لهذا السبب بمجرد أن بدأت المرحلة الجامعية بحثت عن تجارب عملية مثل التدريب المهني في الشركات والمنظمات المحلية، على الرغم أن معظمها لم يكن مدفوع الأجر.

بعد بضع سنوات، اكتسبت أكثر من 2500 ساعة من الخبرة في هندسة الاتصالات والكهرباء والقيادة وريادة الأعمال. لقد شعرت بسعادة غامرة عندما أصبحت عضواً في مجتمع المشكلين العالميين في منتدى الاقتصاد العالمي ، وبعد بضعة أشهر حصلت على وظيفة في شركة اوريدو متعددة الجنسيات للاتصالات الخلوية في غزة كمهندس اتصالات.

في قمة الشباب في واشنطن العاصمة، كنت الميسر الرئيسي لنشاط "تحدي القضية" لمدة يومين موجهاً لمجموعة من الشباب من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نحو البحث عن حلول لعدد من قضايا الحياة الواقعية مع الدعم الفني من شركة الاستشارات والمحاسبة (ديلويت).

أخيرًا وعندما تمكنت من السفر، استغرق الأمر ثلاثة أيام للوصول من مدينة غزة إلى القاهرة وهي فترة كافية للتحضير لقيادة جلستي في القمة. من هناك  سافرت إلى واشنطن في 30 نوفمبر 2019م,وبعد ستة أشهر من حضوري للقمة أعتقد أنه من الصعب أن أتخيل أنه لا يمكنني السفر الأن.

 تكفل منتدى الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بتكاليف سفري وإقامتي حتى أتمكن من حضور القمة. بدأت القمة التي استغرقت يومين مع الميسر المشارك. رحبت بـ 18 شابًا آخرين من دول مختلفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. لقد قُدناهم في جلسة عصف ذهني للتوصل إلى حلول لتحديات الاستدامة الموجودة في العالم اليوم.

بدأت خمس فرق العمل على ثلاثة مواضيع لمعالجة القضايا المتعلقة بالطاقة والنقل والصحة وتلوث الهواء، ثم عرضوا أفكارهم المبتكرة على فريق من متخصصي وخبراء البنك الدولي. كما تم تنظيم سلسلة من الاجتماعات التي كانت فرصة فريدة بالنسبة لي لمشاركة وجهة نظري على أرض الواقع كريادي مقيم في غزة مع موظفي البنك الدولي كذلك تمكنت من مشاركة تجربتي في الحياة وآرائي حول مشاريع البنك الدولي في غزة.

في الواقع، أخبرتنا آنا بيردي - مديرة شؤون الإستراتيجية والعمليات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - أنه من خلال إطلاق أعمال جديدة مبتكرة وتوسيع الفرص الاقتصادية في مواجهة المصاعب الهائلة، أظهر الشباب والشابات الفلسطينيون: "مستويات أعلى من العزيمة و البراعة" وشهدت روح ريادة الأعمال لدينا على الإمكانات الإبداعية الهائلة للشباب في المنطقة: "إن دعم هذه الإمكانات وتسخيرها يمثل أولوية قصوى لمجموعة البنك الدولي". شجعني هذا الاجتماع على متابعة جهودي في مجال ريادة الأعمال، وقد ألهمني ذلك للبحث عن فرص للحصول على الماجستير في علوم البيانات لأتمكن من تقديم الدعم أكبر بما يسهم في خدمة المجتمع.

كما أُتيحت لي الفرصة لمقابلة بيا بيترز -مديرة ممارسات التنمية الاجتماعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا- ، لقد استعرضنا طرق تطويرعمل الرياديين الفلسطينيين وربطهم مع الشركات والمؤسسات الاجتماعية الأخرى في المنطقة. أخبرتني أن منصة الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي كنت جزءًا منها قد تم إنشاؤها خصيصًا لعرض هذه الأمثلة الناجحة للتجارب التي يقودها الشباب والموجهة نحو الابتكار الاجتماعي والعيش المرن.

بالنسبة لي كانت التجربة رائعة برمتها في العاصمة الأمريكية واشنطن. لقد ساعدني ذلك على تحويل قضية غزة المعتادة في السرد الثقيل والمعاناة، وبدلاً من ذلك منحني دعماً دولياً متبادلاً في فرص تطوير الأعمال وريادة الأعمال الاجتماع.

,

بقلم

باسم خلف

مستشار تنمية إجتماعية، مكتب البنك الدولي بالضفة الغربية وقطاع غزة

انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000