هذه المدونة كتبتها شيرين علام، وهي من رائدات العمل الحر ومحبي المغامرة ومؤسِّسة شركتين ناشئتين في مصر. وقامت أيضا بتأسيس أوتاد (المؤسَّسة التنموية للسيدات المصريات للعمل الحر) وهي منظمة غير ربحية في مصر تهدف إلى مساندة المشتغلات بالأعمال الحرة وتمكينهن لإطلاق العنان لطاقاتهن كاملة.وأسست شيرين أيضا بيبي بومBabyBoom وهي شركة لصناعة ملابس الأطفال، وإيكو تكEco-Tek وهي شركة لإعادة تصنيع علب أحبار الطابعات ونجحت في تنمية وتطوير إيكو تك في فترة زمنية قصيرة جدا.وتشغل حاليا منصب رئيسة شركة أوتاد، وتحاول جاهدة تمكين رواد العمل الحر في مصر وتقدم التوجيه والنصح والمشورة لهم. لقراءة الجزء الأول من هذه المدونة إضغط هنا.
أنا سيدة أعمال ومن أصحاب العمل الحر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد نجحت في تأسيس وتنمية شركتين ومؤسسة غير ربحية خلال حياتي.فهل هذا دليل على المساواة بين الجنسين؟ فلم أكن محل ترحيب أو محل عدم ترحيب من جانب الرجال في هذا المجال من مجالات العمل، لكني كنت أؤمن بشيء وحرصت على أن يتحقق. فهل يمكن أن يسهم مثل هذا الموقف في تغيير واقع النساء؟ وهو، كما تقول دراسة البنك الدولي، يظهر أن عدد النساء اللاتي فعلن شيئا مماثلا لما فعلته قليل جدا. وعليه فأنا أشكِّل نسبة مئوية صغيرة! وهو أمر رائع ولا شك أنه يبدو حسنا.
ولكن انتظر! فالأمر لا يتعلق بي بل بملايين من النساء في المنطقة ممن يعشن واقعا يسوده الكثير من مظاهر عدم المساواة بسبب قطاع خاص آخذ في الانكماش، وعجزه عن توظيف أعداد من النساء تعادل أعداد الرجال. ولا يزال الكثير من أصحاب مؤسسات الأعمال يعتقدون أن النساء استثمار سيء لأن دورهن الطبيعي في الحياة يتمثل في كونهن أمهات وزوجات. ولكن هذا لم يمنع قط ملايين أخريات في كل أنحاء العالم، فلماذا يكون الوضع مختلفا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟ هل الأمهات والزوجات في المنطقة غير قادرات على أن يكن محترفات؟ هل هن أقل قدرة على أداء مهام متعددة من النساء الأخريات في العالم؟ الإجابة القاطعة هي لا، لكن المجتمع يصور النساء على أنهن مجرد كائنات منزلية، ويستاء حينما يكن طموحات أو لديهن إصرار على امتهان حرفة. وإذا لم تكن قد سمعت، فإن النساء بوسعهن أن يكن كائنات منزلية وكائنات مكتبية بطبيعتهن، ولديهن كل المهارات الطبيعية اللازمة للتفوق في أداء الدورين! وما حدث في الآونة الأخيرة في بلدان الربيع العربي أظهر ما هو الدور الذي يمكن للنساء أداؤه ومدى فعاليتهن في تحقيق التغيير، ومع ذلك فإن نظمنا لا تساند هذا التغيير ولا تساند النساء أيضا. ومن ثم ما الذي تستطع النساء عمله؟ إني أدعوكن إلى اتخاذ خطوات كبيرة من أجل إبقاء أنفسكن في السباق - مثل إنشاء مؤسسات أعمال وتوظيف نساء أخريات ومساندة احتياجات النساء. هل هذه أسطورة أم أنه أمر يمكن أن يحدث؟ أيتها النساء هل ستشاركن في السباق ويساند بعضكن بعضا؟
فعندما تسهم النساء في النمو الاقتصادي، يصعب التهوين من شأنهن.ومن ثم، فإني أدعو النساء إلى البقاء في السباق بإنشاء مؤسسات أعمال وتحقيق أرباح كبيرة حتى يصبح من الصعب للغاية على المجتمع أن يدفعهن إلى الهامش. وإني أدعوكن أيضا إلى الدفاع عن احتياجاتكن حتى تستطعن تحقيق التوازن بين حياتكن العملية وحياتكن الزوجية والمنزلية وقتل أسطورة أنكن لست هنا للبقاء. طالبن بمراكز للرعاية اليومية قريبا من أماكن العمل وجداول ساعات عمل مرنة، والأهم من ذلك كله طالبن بأن تكون قدراتكن ومهاراتكن محل ثقة وتقدير.
لا شك أن ركود الاقتصاد لا يساعد في معالجة أي من مظاهر عدم المساواة الحالية، ولكن إذا كان يجعلكن أيتها النساء تشعرن أنكن أحسن حالا، فإن الجنسين كليهما يتضرران.ولذلك فحينما تسوء الأوضاع، فإن الرجال والنساء على السواء يتضررون، ويجب على الفريقين كليهما إيجاد حلول من أجل البقاء: وهي إنشاء مؤسسات أعمال.
إني أدعوكن إلى التفكير بالمساواة، والسعي لإنشاء مؤسسات أعمال، وألا تنسين إذا كنتن من أصحاب المشروعات أن توظفن نساء أخريات، وإن كنتن مستثمرات أن تستثمرن في مشروعات النساء الأخريات، وإن كنتن مدربات أن تقدمن التوجيه والنصح لنساء أخريات.أيتها النساء ساندن بعضكن بعضا وإلا فلن يساندكن أحد.
انضم إلى النقاش