الانطباع الرائع والإيجابي جاء نتيجة شعوري بمدى اهتمام و حماسة شباب المنطقة ومدى اتصالهم ووعيهم لما يجري في مختلف انحاء العالم كما أثارني تحمسهم للتعلم والمعرفة. شبابٌ منفتح يعي جيّداً أنه يعيش في عالم صغير تنافسي وهو مقبل على الرغم من ذلك على مواجهة التحديات.
وقد أثار هذا الحوار اعجابي لما لمسته لدى الشباب المشاركين من اطلاع و حسن دراية بالموضوع المطروح إذ استطاعوا تسليط الضوء على المسائل الشائكة والمواضيع الصحيحة دون العودة إلى التقارير العديدة حول سوق العمل والاحوال الاقتصادية. وتطرقوا بشكل كبير إلى تأثير العلاقات الشخصية والوساطة والرشوة في الحصول على وظيفة في القطاع العام كما أثاروا موضوع المشروعات الصغيرة والمتوسطة وأشادوا بأهمية المبادرات الشخصية في هذا المضمار. بحث الشباب المحاورون أيضا مسألة التفاوت بين القطاعين العام والخاص و أظهروا بأنهم يدركون الحاجة إلى تغيير نظرة الناس في المنطقة إلى القطاع المهني. لاشك أن هذه التجربة أي الحوار بحد ذاته كان بالنسبة لي مشجعاً إذ برهن وأكد لي أن هؤلاء الشباب عازمون على النجاح. وقد سألوا عن القطاعات التي قد تزدهر مستقبلاً وعن المهارات التي من شأنها تعزيز فرصهم بالحصول على وظيفة في المستقبل وعن الاماكن التي يمكن ان يرتادوها لتعلم المزيد. وقد أظهر لي ذلك مدى عزمهم على تعزيز فرصهم المستقبلية وبيّن لي إدراكهم أن دولهم لديها امكانية التقدم. هؤلاء الشباب واعون تماماً أن على دولهم السير الى الامام واللحاق بمسيرات الاصلاح على مختلف الصعد وهم على اتمة الاستعداد للمشاركة بهذه المسيرة.
غير أنني شعرت ببعض القلق وذلك لأنني أعي أن الاقتصاد العالمي حالياً ليس في أفضل حالاته وأن هناك عوامل عدة خارجة عن سيطرة هؤلاء الشباب وتؤثر في مستقبلهم. وأنا أعلم أيضاً أن ديمغرافية المنطقة تجعل أعداد الباحثين عن عمل سنوياً في تزايد مستمر. كل هذه الامور دفعتني الى التفكير بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا كوننا نعمل في منظمات دولية تعمل على انماء الدول والشعوب. نحن في الواقع نسعى جاهدين الى تقديم النصح لحكومات هؤلاء الشباب بناءً لما نشهده في مناطق اخرى من العالم واستناداً لتحليلاتنا لاقتصادات هذه الدول، مدركين بالطبع أن المسألة ليست علماً بحد ذاته وحل هذه المشاكل ليس بالامر السهل.
ختاماً، أنا على اتم الثقة بأن هذه العزيمة وهذا الحماس لدى شباب المنطقة العربية سوف يؤدي حتما إلى تغيير مصيرهم نحو الأفضل.
المدونة هي جزء من سلسلة أسبوعية نأمل أن تقدم بعض الغذاء الفكري من واقع ما لدينا من أحدث البيانات والأبحاث. والغاية والقاسم المشترك لهذه المدونات هو التحفيز على إجراء نقاش حول "ما ينبغي أن تقوله لوزير مالية بلدك" استعدادا للاجتماعات السنوية للبنك الدولي في أكتوبر/تشرين الأول 2012. ونود أن نعرف ما الذي تعتقد أنه يجعل الناس تحجم عن المشاركة، وما الذي يمكن فعله لخلق وظائف أكثر وأفضل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. نرجو أن توافينا بأفكارك وأن تنضم إلينا في الحوارالمباشر في 17 سبتمبر/أيلول حول الوظائف.
انضم إلى النقاش