وبالتالي، هل يطلع قرّاء هذه اللغات الثلاث على الموضوعات نفسها؟ نعم ولا.
نعم.
تصدرّت مدوّنة "انضموا إلى فريقنا" قمة القراءات عام 2012. إذ في منطقة تندر فيها فرص التوظيف للشباب، حظيت هذه الدعوة للتقدم بطلبات للالتحاق ببرنامج جديد للمتحدثين بالعربية لدى البنك الدولي بأكثر من 3 آلاف مشاهدة باللغة العربية، وبأكثر من ضعف هذا العدد من المشاهدات باللغة الإنجليزية (لم يكن متاحا باللغة الفرنسية).
وبشكل عام، لاقت المدونات المتعلقة بالتوظيف إقبالا كبيرا بكافة اللغات. فمن بين المدوّنات العشرين التي تصدرت القائمة في كل لغة، شكلت المدونات المتعلقة بالتوظيف أكثر من الثلث باللغتين الإنجليزية والفرنسية والخمس باللغة العربية.
وحلّ التعليم في المرتبة الثانية من حيث القضايا الرئيسية للمدونات في كل اللغات ليشغل ما بين 3 إلى 4 من الموضوعات العشرين الأولى.
كما لاقت مدوّنات التشاور إقبالا كبيرا في اللغات الثلاث لتشغل ما بين 2 إلى 3 من الموضوعات العشرين الأولى. ومدونات التشاور هي تلك التي تدعو القراء إلى المشاركة بالرد أو السؤال حول الموضوعات المعنية.
بالعودة للسؤال في مطلع المدوّنة، يمكن أيضا أن تكون الإجابة بلا. إذ أن الموضوعات نفسها لا تتناول بكل اللغات.
وقد لاقى موضوع الحكم الرشيد إقبالا باللغتين العربية والفرنسية أكبر مما لاقاه باللغة الإنجليزية. وشغلت موضوعات كالديمقراطية والفساد والتوريدات الحكومية ما بين 3 إلى 4 من الموضوعات العشرين الأولى في كل لغة. أما موضوع الحكم الرشيد فلم يكن يتقدم قائمة الموضوعات العشرين باللغة الإنجليزية.
أما قضية المساواة بين الجنسين فكانت أكثرقراءة باللغة الإنجليزية. وقد احتلت مدونتان عن المساواة بين الجنسين صدارة الموضوعات العشرين الأكثر قراءة باللغة الإنجليزية، ومدونة واحدة فقط ضمن قائمة العشرين الأولى باللغة العربية، في حين غاب هذا الموضوع عن قائمة العشرين الأولى باللغة الفرنسية.
أما مصادر الطاقة المتجددة فقد لاقت إقبالا أكبر باللغتين الإنجليزية والفرنسية، حيث حلّت مدونتان في هذا الموضوع ضمن قائمة العشرين الأولى. و يبدو أن قراءناباللغة العربيةيبدون أقل اهتماما بالطاقة.
إذن، ما الذي نستخلصه مما تقدم؟
فرص العمل هي شأن اقتصادي جامع. هذا و يحوز موضوع تحسين التعليم أهمية كبرى لدى جمهورنا العريض (وإن كان هذا يعكس في جانب منه سمات الجمهور الذي يقرأ المدونات).
و تبرز أيضا بعض الاختلافات.إذ يبدي قراء اللغتين الإنجليزية والفرنسية اهتماما أكبر نسبيا بالمساواة بين الجنسين والطاقة المتجددة، بينما يهتم قراء العربية أكثر نسبيا بأسس الديمقراطية والحكم الرشيد.
وأخيرا، تظهر الأرقام أن هناك اهتماما أقل فيما بين كافة القراء بالقضايا الاقتصادية الأساسية كاستقرار الاقتصاد الكلي، ودعم أسعار الطاقة، وعجز الموازنة العامة، إلخ. ولا أعتقد أن هذا يعود إلى أن هذه القضايا هي أقل أهمية للتنمية في المنطقة، بل ربما بسبب كونها عصية على استيعاب البعض أو غير مهمة على المستوى الشخصي. كما يمكن أن يعزى ذلك إلى أنه في أزمنة التحولات السياسية تبدو هذه الموضوعات ببساطة مملة بعض الشيء. وهذا لا يعني أننا يجب أن نكتب أقل عن هذه الموضوعات، بل بالأحرى نحتاج لأن نكتب بشكل أفضل.
انضم إلى النقاش