يعيش قرابة 20 مليون مواطن من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارج.يمثل هؤلاء المغتربون منجماً من المعارف والمهارات والشبكات التجارية التي لا تزال غير مستغلة إلى حد كبير.ويعكس تقرير جديد للبنك الدولي بعنوان "حشد جهود المغتربين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي وريادة الأعمال" الأسباب الداعية إلى أن تقيم حكومات المنطقة شراكة مع مواطنيها المغتربين لأنهم يمكن أن يكونوا مصدراً لما هو أكثر من مجرد التحويلات النقدية.وتهدف سلسلة المدونات هذه إلى تعريف القُرَّاء بأفراد من المغتربين لإظهار الوجه الإنساني للإمكانات الهائلة التي يمثلونها.
حنان بن خلوق
"يمكنك إخراج المرء من بلده، لكن لا يمكنك إخراج بلده من داخله".
بدأت حنان بن خلوق، وهي مواطنة مغربية، حياتها المهنية في نيويورك قبل أن تنتقل إلى دبي في عام 2005. وخلال مسيرتها، شغلت مناصب عليا في مجالات المبيعات والتسويق، والاتصالات، وتطوير الأعمال. وقد تولت قيادة العديد من فرق العمل متعددة الجنسيات والتخصصات في مشاريع مختلفة في الأسواق الدولية -الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وآسيا، وأوروبا، والولايات المتحدة- وفي قطاعات متنوعة بدءاً من التمويل والأنشطة المصرفية، مروراً بتجارة التجزئة والاستثمار العقاري وتنمية مشاريع الامتياز والخدمات الاستشارية.
وقد أسست حنان شركة
C2C (
Concept to Completion)، وهي شركة استشارية تركِّز على أصحاب المشاريع الصغرى ومؤسسات الأعمال الصغيرة، وقد بدأت ذلك كنشاط خارج المنهج الدراسي أثناء إعداد رسالة الماجستير في إدارة الأعمال. وتطورت هذه الشركة بعد ذلك إلى أخرى أكثر تنظيما لتقديم الخدمات لرواد الأعمال، بالاعتماد على ما تتمتع به حنان من خبرات فطرية في التدريب والتوجيه.
كما صُقِلت مهاراتها التدريبية بدرجة أكبر عندما طُلب منها، بصفتها عضواً في الفريق الرئيسي لمؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي أعد تقرير "تحدي رأس المال البشري"، قيادة فريق المؤسسة المعني بالابتكار وريادة الأعمال في العالم العربي. واستشهاداً ببيان رسالة المؤسسة الذي يذكر أن "المؤسسة تهدف إلى تطوير المعرفة والقدرات البشرية في العالم العربي"، فإنها استلهمت من ذلك تركيز طاقتها على إحداث أثر برعاية المواهب القيادية والمساهمة في تنمية رأس المال البشري في العالم الناطق بالعربية.
وتدعم حنان بن خلوق عددا من المبادرات الاجتماعية، وتشارك أيضاً بنشاط في الجمعيات التي تساند تمكين المرأة ورائدات الأعمال في المغرب. وهي موجِّهة وعضو مشارِك في تأسيس مبادرة "لينك" التوجيهية للمهنيات، كما أنها نائب رئيس فرع سوروبتمست إنترناشيونال في دبي، وهي منظمة عالمية تهتم بمشاركة المرأة في مجال الإدارة.
وهي أيضاً عضو في مجلس الجالية المغربية بالخارج، وهو منظمة استشارية تأسست بمبادرة من الملك محمد السادس. ويقوم هذا المجلس بمتابعة وتقييم السياسات العمومية الوطنية تجاه المغاربة المقيمين بالخارج. وينشر المجلس تقارير تدافع عن مصالح المغاربة المقيمين بالخارج، مما يعزز مساهمتهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للبلاد.
وترغب بن خلوق في إنشاء موقع ويب كهمزة وصل بين الجالية المغربية المغتربة والمشاريع الصغرى المغربية التي تبحث عن تمويل، "ليس لإرسال الأموال إلى العائلة، بل كاستثمار طويل الأمد في التنمية الوطنية"؛ أي تمويل جماعي مع إحداث تحوُّل، وهو أداة محددة للاستفادة من النوايا الحسنة للمغاربة المغتربين.
انضم إلى النقاش