المخيم أدارته شاباتان أمريكيتان تبلغان من العمر 23 عاماً و قد درستا اللغة العربية في كلية الآداب.ضم المخيم اثنتين وثلاثين مدربة: عشرة منهن من فريق كرة القدم الوطني للنساء في الأردن، أما باقي المدربات فحاصلات على شهادة البكالوريوس الجامعية في الصحة الرياضية.وتولت عشرة من المشاركات من المجتمعات المحلية شؤون الدعاية و الدعم الإداري للمخيم.وأخيراً، تطوعت العديد من الأمريكيات وطالبات من مدارس النخبة الثانوية في الأردن، وكلية الملك، للمساعدة في الإشراف على المخيم.
تراوحت الأنشطة بين تمارين التمدد ومط العضلات إلى لعب كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة والصحن الطائر المعروف بـ "الفريسبي" والدفاع عن النفس وسباقات كيس الفول "Bean Bag".وقد سبق للعديد من المشاركات في المخيم ممارسة ألعاب رياضية في دوري كرة القدم لفصل الخريف ودوري كرة السلة لفصل الشتاء اللذين نظمتهما منظمة "استعادة الطفولة".أما غالبية الفتيات السوريات المشاركات فلم يكنّ قد شاركن مطلقا في برامج منظمة "استعادة الطفولة"، وكانت هذه مشاركتهن الأولى في ممارسة الألعاب الرياضية.
في الواقع، شكل المخيم بالنسبة للمشاركات والمدربات على حدّ سواء تجربة للتعلم . اذ مارست المدربات لعبة الصحن الطائر "الفريسبي" للمرة الأولى في حياتهن، وتعلمن أساسيات الدفاع عن النفس التي قدمتها شركة "She Fighter"، كما طورّن مهارات القيادة من خلال إدارة الأنشطة على مستوى المخيم وتحملن المسؤولية عن فرقهن من المشاركات في المخيم.وكانت هذه أول تجربة بسوق العمل حصلت خلالها جميع المدربات (عدا واحدة) على أجر، وتعرفن على مسؤولياتهن (كالوصول في الموعد المحدد، ومتطلبات العمل بأجر)، كما حصلن على لوازم رياضية قدمتها الجهات الراعية للمخيم.
ولحسن الحظ، أفادت 99 في المائة من المشاركات أنهن تمتعن بأوقاتهن في المخيم، وهو ما تظهره بجلاء الصور المعروضة مع هذه المدونة.
في الواقع، ما كنت أرجوه أصلاً من هذا المشروع هو أن يتمحور المخيم الرياضي حول تجربة تعتمد على عينات عشوائية.فقد كنت أرغب، على وجه التحديد، في إجراء بحث تأثير النشاط البدني والترابط الاجتماعي على متلازمة إجهاد ما بعد الصدمة (PTSD). وتدعو "مراجعةكوكران 2010" (E) إلى إجراء المزيد من التجارب الموجهة التي تعتمد على عينات عشوائية حول مدى فعالية الرياضة في التخفيف من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، وحتى اليوم، لا توجد تجربة واحدة تعتمد على عينات عشوائية في هذا الموضوع تحديداً.وقد قامت خطتي لهذه التجربة على افتراض واحد يتسم بالبساطة ولكنه مهم:وهو تقدم عدد كبير من الفتيات للمشاركة في المخيم وذلك بما يفوق قدرة المخيم الاستيعابية.وإذا كان هذا الافتراض قد تحقق، لكنت قد تمكنت من استخدام المنهجية التي تعرف باسم "العينة العشوائية الزائدة عن حد المشاركة" لتوزيع الفتيات على مجموعة تجريبية وأخرى ضابطة.إلا أن منظمة "استعادة الطفولة" لم تتمكن من اقناع سوى 400 من أولياء الأمور للسماح لبناتهن بالمشاركة في المخيم. رغم ازالة كافة المعوقات، حيث بدأت عملية الدعاية للمخيم قبل ثلاثة أشهر من التاريخ المحدد له، وعرضت خدمات نقل مجانية من وإلى المخيم، ووجبات خفيفة مجانية، ووجبة غداء مجانية، وأحذية مجانية لجميع المشاركات في المخيم عن كل دورة من دورات الفصول الأربعة.وكانت هناك أعداد أكبر من الآباء والأمهات الذين كانوا سيسمحون لأبنائهم من البنين بالمشاركة في مخيم، لكن كان من الصعب ولأسباب اجتماعية إقناعهم بالسماح لبناتهن بالمشاركة.وإذا كان قد تم فتح المخيم أمام البنين والبنات، لتمكنّا على الأرجح من إجراء تجربة ناجحة تقوم على العينات العشوائية لأنه كان على الأقل هناك عدد كاف من البنين الذين كانوا سيشاركون في المخيم.ولكن في هذه الحالة، فإن معظم الفتيات ما كن ليشاركن أصلاً.
في الختام، أنا سعيد بالمشروع لأننا نظمنا بنجاح مخيماً صيفياً كبيراً لفتيات لم تكن أمامهن فرصة للمشاركة في مثل هذه الأنشطة لولا هذا المخيم.وأما عن البحث الذي كنت أطمح إلى إجرائه، فقد أجلّته لوقت لاحق.
ومما قيل في المخيم: إن الانسان يشارك بكل حواسه ومشاعره أثناء ممارسة الرياضة. ويخرج كل ما في داخلهمن طاقة كامنة... إنها الرياضة التي تبعث فينا الحياة وحب التقدم والتحدي والانتصار.وهذا بحق ما تعنيه الرياضة لنا.
انضم إلى النقاش