نشر في أصوات عربية

لماذا ينبغي على الشباب الفلسطيني أن يهتم بإدارة النفايات الصلبة؟

الصفحة متوفرة باللغة:

في أوائل شهر أبريل/نيسان 2012، أنشأ مجلس جنين للخدمات المشتركة لإدارة النفايات الصلبة صفحة على موقع فيسبوك للتواصل الإجتماعي تسمى "زهرة الفنجان"، وهي زهرة تنمو في العادة حول مناطق دفن النفايات في جنين بالضفة الغربية. وكان الهدف من وراء إنشاء الصفحة على فيسبوك التواصل بين مجلس جنين وبين أفراد المجتمع المحلي بشمال الضفة الغربية من أجل زيادة التوعية بشأن المدفن الصحي في منطقة زهرة الفنجان والذي يعمل منذ عام 2007 بعد إنشائه بمساندة من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي.     

Imageوبعد خمسة أسابيع من إنشاء الصفحة، تردد عليها حوالى 8300 زائرا ومعلقا على محتوياتها. والسؤال الآن هو:من الذي يكتب عن إدارة النفايات الصلبة، وما هو سبب الاهتمام بها؟ هذا السؤال مثير للاهتمام بشكل خاص نظرا لأن أغلبية متابعي الصفحة والمعلقين عليها من الشباب الفلسطيني. ويعتقد هاني الشواهنه، المدير التنفيذي لمجلس جنين المشترك، أن من الملامح الرئيسية لإدارة مشروع النفايات الصلبة في جنين أنه تم إعداده وتنفيذه بنجاح في ظل ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية هشة للغاية.    

بالنسبة للعديد من الزوار والمدونين، الذين لا يستطيعون لصغر سنهم تذكر الأيام التي كانت فيها مدافن ومحارق النفايات مفتوحة قبل عشر سنوات فحسب، فإن صفحة فيسبوك باتت منتدى للتصفح فيما يبدو أنه صور فوتوغرافية من ذلك العهد للإدارة السيئة للنفايات، وللتعرف على الممارسات العالمية السائدة.  ولا يخجل الزائرون والمدونون الشباب من التعليق على الممارسات المتدنية صحيا في ضواحيهم، ويطرحون الكثير من المقترحات العملية لتحسينها.  

ولأنني عملت في السنوات الماضية على نطاق واسع في مجال إدارة النفايات الصلبة خلال مساندة مشاريع مختلفة، وبصفتي مقيما إقامة دائمة في الضفة الغربية، بوسعي أن أقول أن التقدم الذي تحقق في هذا القطاع كان رائعا حقا. ففي محافظة جنين وحدها، على سبيل المثال، تم إغلاق 85 مدفن نفايات وإعادة تأهيلها بتمويل من البنك الدولي، مما أسفر عن وقف الحرق العشوائي للمخلفات، والإضرار بالأراضي الخصبة، وتلويث الهواء والمياه الجوفية.  واليوم، وسع مدفن زهرة الفنجان الصحي من نطاق خدماته لتغطي جميع مناطق شمال الضفة الغربية، مما زاد من عدد عملائه من السكان ثلاثة أمثاله (من 200 ألف إلى 600 ألف)، وأدى إلى تحقيق تقدم كبير في الاستدامة المالية من خلال زيادة الإيرادات.  وأثار هذا التوسع اهتمام القطاع الخاص الذي دخل في شراكة مع بلدية جنين للاستثمار في أنظمة معالجة النفايات التي تشمل إعادة تدويرها وكمرها.   

ومازال هذا القطاع الذي يبدو مملا يمثل مصدرا للابتكار.  فالشراكات بين القطاعين العام والخاص تزدهر رغم الإطار السياسي الهش.  وقد تم إطلاق مبادرات مماثلة في جنوب الضفة الغربية.إذ سعى مجلس الخليل وبيت لحم للخدمات المشتركة إلى الحصول على تمويل لإدارة مشروعيهما لتوسيع نطاق خدمات النفايات الصلبة وجذب مستثمرين من القطاع الخاص. ويساند البنك الدولي الجهود الرامية إلى محاكاة هذا النوع من النماذج التي نجحت في جنين حيث وقع مجلس جنين للخدمات المشتركة اتفاقا للتمويل مع مؤسسة التمويل الدولية في ديسمبر/كانون الأول الماضي.كما تجري الاستعدادات الرامية إلى إنشاء صفحة على فيسبوك.وكما يقولون: فالتقليد أفضل أنواع الإطراء.


بقلم

إبراهيم دجاني

مدير قطاع النقل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000