
مثلت التحديات التنموية والاجتماعية عائقا رئيسيا أمام تنفيذ المشاريع في عدد من المديريات في المناطق البعيدة والنائية والأكثر فقرا في اليمن. وحتى يتمكن الصندوق الاجتماعي للتنمية من الدخول للمناطق الأكثر صعوبة أنشأ الصندوق في عام 2004 برنامج للشباب المتطوعين في التنمية بإسم شباب ريفيون مناصرون للتنمية Rural Advocates Working for Development (RAWFD). استهدف البرنامج في أول مراحله عدد من الشباب (ذكورا وإناثا) القادمين للدراسة في جامعات المدن الرئيسية من تلك المناطق الصعبة. وبعد تخرجهم، أسهم الشباب في تحقيق فارق ملموس في تيسير عمليات الصندوق ومنظمات أخرى حيث ساعد الشباب تلك الجهات على البدء في تنفيذ برامج تنموية في العديد من المناطق النائية والبعيدة.. وقد تمكن الشباب من لعب دور مهم كسفراء للتنمية وأسهموا في تعريف مجتمعاتهم بالفوائد المرجوة من البرامج التنموية المختلفة. وعلى وجه التحديد، قام الشباب بتنفيذ نهج التعلم والعمل التشاركي (Participatory Learning and Action) في مجتمعاتهم، وكذا تشكيل وتدريب لجان الإشراف على المشاريع المختلفة والتي تخدم التعليم والصحة والمياه وغيرها من القطاعات، بالإضافة إلى تشكيل مجالس تنمية القرى، وتحفيز المبادرات الذاتية التي تسهم في تعزيز رأس المال الاجتماعي معتمدين على الموروث التاريخي لأبناء تلك المناطق.

لمناطق مختلفة من جزيرة سقطرى اليمنية – الصورة
للصندوق الاجتماعي للتنمية
خلال الفترة 2004 إلى 2017، وصل عدد المشاركين في البرنامج أكثر من 6000 شاب منهم أكثر من 2700 من إناث (45%) يمثلون جميع محافظات الجمهورية وحوالى 300 مديرية (من أصل 333 مديرية). وقد تمت إضافة هؤلاء الشباب إلى قواعد بيانات الصندوق الاجتماعي للعمل كاستشاريين أو متطوعين في مناطقهم. وقام الصندوق أيضا بإنشاء نظام خاص لتتبعهم لتسهيل التواصل معهم ومعرفة المنظمات أو الجهات التي التحقوا للعمل بها. ووفقا لقواعد بيانات الصندوق الاجتماعي فقد حصل عدد من شباب البرنامج منذ تأسيسه على ما يزيد عن 150 ألف يوم عمل في مشاريع الصندوق المختلفة. كما عمل أكثر من 700 شاب من الخريجين بمشاريع تنمية لمنظمات محلية ودولية أخرى.
تعد المبادرات التي يقودها الشباب قيمة مضافة للجهود التنموية والإنسانية التي تسهم في التخفيف من معاناة الفقراء والنازحين، فعلى سبيل المثال وخلال العام 2017 قام حوالي 2000 شاب من شباب روافد (45% اناث) بتيسير تنفيذ اكثر من 900 مبادرة (خدمية وتنموية وإنسانية) بجهود مجتمعية تعاونية في اكثر من 160 مديرية موزعة على 15 محافظة يمنية هي: المهرة، حضرموت، تعز، الحديدة، ريمة، صعدة، عمران، اب ، حجة ، جزيرة سقطرى ، مأرب ، صنعاء ، ذمار ، الضالع ، ابين.

ذاتية من أبناء المجتمع بإعادة تعبئة المياه بشكل يومي حتى يتمكن أبناء الحي والنازحين إليه من الحصول على المياه مجانا. وفي المناطق الريفية ينفذ الشباب مبادرات ذاتية نوعية، حيث تحكي تهاني، إحدى خريجات برنامج روافد من قرية الشلالة، بمديرية عنس بمحافظة ذمار إنجازها مع عدد من زميلاتها في إنشاء مركز لمحو الأمية في قريتها تستفيد منها سيدات من 27 أسرة في القرية. كما نفذ شباب آخرون من قرية روشي بمديرية حديبو بجزيرة سقطرى مبادرة ذاتية لتنظيف مصادر المياه وتحسين بيئة القرية وقام آخرون في نفس المديرية بإنشاء سقوف لفصول دراسية في قراهم بهدف تحسين البيئة الدراسية لأبناء مناطقهم.
وفي جزيرة كمران قامت الشابه عراقية أبكر بقيادة مبادرة تنظيف وتحسين مصدر مياه الشرب (بئر) في منطقتها. وفي مديرية الجوبة محافظة مأرب قاد المناصر التنموي صالح حليمان مبادرة لإزالة الكثبان الرملية من الطريق الاسفلتي والتي تراكمت بسبب زحف الرمال في المنطقة. كما تكررت بصورة مشجعة مبادرات اصلاح كراسي واثاث المدارس من شباب روافد في عدة مديريات بمحافظة تعز. وفي محافظة تعز أيضا قام المناصر التنموي ايمن محمد من أبناء مديرية المواسط أن يحشد المجتمع لتنفيذ مبادرة اصلاح وتشغيل مشروع المياه المتعثر منذ سنوات .

والفرص والخدمات- اب
انضم إلى النقاش