"إننا نسلم بأن فيروس ومرض الإيدز والملاريا والسل والأمراض المعدية الأخرى تشكل أخطاراً شديدة بالنسبة للعالم أجمع، كما تطرح تحديات خطيرة بالنسبة لتحقيق الأهداف الإنمائية". —البيان الختامي لمؤتمر القمة العالمية للأمم المتحدة لعام 2005
الفقر وتغير المناخ وعدم كفاية الخدمات ليست سوى بعض الأسباب التي تجعل الناس في البلدان النامية أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الفتاكة. وبصفة عامة، تم القضاء على مرضي الملاريا والسل أو احتواؤهما إلى حد بعيد في البلدان مرتفعة الدخل، إلا أنهما لا يزالان يفتكان بالملايين سنوياً في المناطق النامية. كما لا يزال الإيدز يشكل وباءً عالمياً، حيث يوجد ثلثا المصابين في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء. ويركز الهدف السادس من الأهداف الإنمائية للألفية على مكافحة فيروس ومرض الإيدز والملاريا وغيرهما من الأمراض، وهو يتضمن ثلاث غايات.
الغاية6أ: وقف انتشار فيروس ومرض الإيدز وبدء انحساره بحلول عام 2015
المصابون بفيروس ومرض الإيدز
يصل عدد المصابين بفيروس ومرض الإيدز على مستوى العالم إلى 33.4 مليون شخص. ورغم أن منطقة أفريقيا جنوب الصحراء لا تضم سوى نسبة تزيد قليلاً على 10 في المائة من سكان العالم، فإنها موطن لثلثي المصابين بفيروس ومرض الإيدز، ويزيد عدد النساء المصابات على الأرجح على عدد المصابين من الرجال. وفي عام 2008، كان هناك 2.7 مليون إصابة جديدة بفيروس الإيدز، وشكل ذلك انخفاضاً نسبته 17 في المائة مقارنة بما كان عليه الحال قبل ثماني سنوات. وفي 14 من أصل 17 بلداً أفريقياً تتوافر بشأنها بيانات كافية مستقاة من الدراسات الاستقصائية، فإن نسبة الحوامل المصابات بفيروس ومرض الإيدز في الشريحة العمرية 15-24 عاماً أخذت في الانخفاض اعتباراً من 2000-2001. وتقع بعض أكثر الزيادات إثارة للقلق في أعداد المصابين الجدد بالإيدز حالياً في بلدان مكتظة بالسكان في مناطق أخرى، مثل إندونيسيا والاتحاد الروسي وبعض البلدان مرتفعة الدخل. لكن ما يثير القلق بدرجة أكبر هو تعرضُ نحو 430 ألف طفل تقل أعمارهم عن 15 عاماً للإصابة بفيروس الإيدز في عام 2008. وعلى المستوى العالمي، ارتفع عدد الأطفال المصابين بفيروس الإيدز من 1.6 مليون طفل في عام 2001 إلى 2.1 مليون طفل في عام 2008، معظمهم في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء (90 في المائة).
الأيتام والأطفال الضعفاء
في عام 2008، فقد نحو 17.5 مليون طفل في أنحاء العالم واحداً من أبويهما أو كلاهما بسبب مرض الإيدز، وشمل ذلك قرابة 14.1 مليون طفل في أفريقيا جنوب الصحراء. ويتمثل أحد المؤشرات على تحقيق تقدم في التعامل مع فيروس ومرض الإيدز وأوضاع الأطفال المصابين به في مواظبة الأيتام على الدراسة. لكن الأيتام والأطفال الضعفاء معرضون بدرجة كبيرة لخطر التسرب من الدراسة، وهم يعيشون في أسر تعاني من انعدام الأمن الغذائي، ومعرضون بدرجة كبيرة للوقوع فريسة لفيروس الإيدز. وتشير الدراسات إلى تراجع التفاوت في المواظبة على الدراسة بين الأيتام والأطفال الآخرين فيما يبدو في بلدان كثيرة.
الغاية6ب: توفير العلاج من فيروس ومرض الإيدز لجميع من يحتاجونه بحلول عام 2010
معالجة المصابين بفيروس ومرض الإيدز
أسهم التوسع في توفير العلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات الرجعية في تحقيق أول تراجع في حالات الوفيات بسبب الإصابة بالإيدز منذ بدء انتشار هذا الوباء. وشهدت معدلات التغطية تحسناً كبيراً في أفريقيا جنوب الصحراء، لكن أكثر من 60 في المائة من المصابين الذين يحتاجون إلى العلاج لا يحصلون عليه.
الغاية 6ج: وقف انتشار الملاريا وغيرها من الأمراض وبدء انحسارها بحلول عام 2015
الحد من الوفيات المرتبطة بالملاريا
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن العالم شهد ما بين 190-330 مليون حالة إصابة بالملاريا في عام 2006، مما أدى إلى نحو مليون حالة وفاة. ورغم كون الملاريا مرضاً وبائياً منتشراً في معظم المناطق المدارية وشبه المدارية، فإن 90 في المائة من حالات الوفيات المرتبطة به تقع في أفريقيا جنوب الصحراء، ومعظمها بين الأطفال دون سن الخامسة.
وحتى الأطفال الذين يتعافون من الملاريا، فإنهم يعانون من آثارها طوال حياتهم. فتكرار الإصابة بالحمى وفقر الدم يلحق أضراراً جسيمة على تطورهم الذهني والبدني. وقد توسعت أفريقيا جنوب الصحراء توسعاً كبيراً في استخدام الناموسيات المعالجة بمبيدات حشرية بين الأطفال، حيث ارتفع من 2 في المائة في عام 2000 إلى 16 في المائة في عام 2008.
انخفاض معدلات الإصابة بالسل، لكن ليس بالسرعة الكافية
في عام 2004، بلغت أعداد الإصابات الجديدة بمرض السل ذروتها على مستوى العالم ، ثم أخذت في الاستقرار. وتراجعت معدلات انتشار الإصابة بالسل، لكن من غير المرجح بلوغ الغاية المتعلقة بتخفيض معدلات الانتشار والوفيات المرتبطة به في 1990 بنسبة 50 في المائة في جميع مناطق العالم بحلول عام 2015. ومازالت معدلات انتشاره مرتفعة في أفريقيا جنوب الصحراء، ويبدو أن مستويات انتشاره في بلدان منطقة جنوب آسيا في عام 2007 قد عادت لتوها إلى مستوياتها السابقة في عام 1990. وفي عام 2007، كان هناك 11 مليون حالة إصابة بالسل على مستوى العالم، انخفاضاً من 14 مليوناً في عام 2007، عندما لاقى 1.3 مليون مصاب حتفهم بسبب الإصابة. وتشير التقديرات إلى أن نصف مليون من المصابين بمرض السل الذين لاقوا حتفهم كانوا أيضاً مصابين بفيروس الإيدز.
انضم إلى النقاش