أنا من أشد المعجبين بالعلوم السكانية، وأعتقد أن من الأهمية بمكان فهم الحجم والهيكل والتوزيع المتغير لسكان العالم لاستيعاب معنى أي اتجاه آخر – من الفقر وعدم المساواة إلى التوسع الحضري والتعليم.

ليس السكان فقط أحد أكثر القواسم المشتركة التي ستراها في الإحصاءات الإنمائية، بل إنهم أيضا يؤثرون في قرارات الأفراد وواضعي السياسات بشكل يومي. أين تشتري منزلا؟ أين تستثمر في مشروع جديد للنقل العام أو البنية التحتية أو الطرق؟ كيف تخطط لشبكات الضمان الاجتماعي وسياسات الرفاه للمستقبل؟

ماذا عن تكوين رؤية شخصية؟ أين مكانك من سكان العالم ككل؟

استخدام موقع population.io على شبكة الإنترنت لتحديد وضعك في العالم

ظل فريق معمل البيانات يعكف على العمل على إعداد مشروع سكان العالم (e) وذلك بالتعاون مع آخرين من مختلف أنحاء العالم (e) ، وهو أداة تفاعلية يمكنك أن تطلع عليها على موقع http://population.io/ (e) .

ما عليك إلا أن تدخل تاريخ ميلادك، ونوع جنسك، وبلد المولد، لتتلقى سلسلة من الإحصاءات الديموغرافية والعروض المرئية للبيانات. يظهر الرسم أعلى الصفحة موقعي النسبي بين سكان العالم (وهو فعليا هرم سكاني مجرد من البعد المتعلق بنوع الجنس) ثم يعرض الموقع بعض الزوايا المثيرة الأخرى عن حياتي.

أنا أشارك 311000 آخرين نفس تاريخ الميلاد.

أحد ألغاز الاحتمالات المفضلة لدي هو "مسألة تاريخ الميلاد"، التي تسأل مجموعة من الناس في الغرفة، ما هو احتمال اشتراك اثنين منهم في نفس تاريخ الميلاد؟ بالطبع إذا كان لدينا 367 شخصا في الغرفة، سيكون احتمال اشتراك اثنين منهم على الأقل في تاريخ ميلاد واحد مؤكدا بنسبة 100 في المائة، لكن كم عدد الأشخاص الذين تحتاجهم لكي تصل إلى احتمال بنسبة 50 في المائة لاشتراك شخصين في تاريخ الميلاد؟ (ملحوظة: إنه أقل بكثير مما قد يتوقع أغلب الناس).

سواء تمكنت من التوصل إلى ذلك أم لا، فإن الموقع يبلغني بأنني أشترك في تاريخ الميلاد مع 311000 شخص في العالم، ولا عجب أن يكون أكبر عدد من هؤلاء موجود في أكبر بلدين من حيث عدد السكان- الصين والهند.

وهذا يجعلني سعيدا للغاية لعدة أسباب، ربما يكون منها فكرة أن هناك 9 ملايين شمعة ستطفأ في وقت واحد؟

ماذا لو أني أمضيت حياتي في بلد آخر؟

منذ أن بدأت العمل في البنك الدولي، كان برانكو ميلانوفيتش (e) مصدر أحد أكثر الأشياء المدهشة التي تعلمتها في حياتي. إنه أحد أكبر المفكرين في مجال المساواة في الدخل في العالم الذي يقطع بأن 80 في المائة من مستوى دخلك (e) يمكن أن يفسر "بأقدار الحياة". فجنسيتك عند الميلاد، ومستوى دخل الوالدين، وعرقك، ونوع جنسك كلها تؤثر كثيرا في ثروتك التي تحب الأغلبية أن تقر بها.

ومن ثم، فمن المدهش أن أتصور كيف كان من الممكن أن تتغير حياتي لو أنني ولدت وترعرعت في مكان آخر. لقد ولدت في المملكة المتحدة، لكن أبي ولد في أوغندا. وإذا واصلت العيش في الولايات المتحدة، فيمكنني أن أتوقع أن أعيش 50.5 عاما. لكن لو أنني كنت أعيش في أوغندا، وأمارس نفس النمط من الحياة السائدة هناك، فقد ينخفض هذا الرقم بمقدار 10 سنوات. ومما يبعث على الأسى أن هذه حقيقة أخرى من أقدار الحياة.

ما هو نوع البيانات والنموذج الديموغرافي المستخدم في ذلك؟

آمل أن تتاح لك الفرصة لاستكشاف الموقع population.io- يمكن التعرف بنفسك على المزيد من المعلومات عن المنهجية المستخدمة (e) وتفحص برمجة التطبيقات الفعلية للبيانات data API وشفرة المصدر (e) .

يتم استقاء البيانات من مختلف مصادر الأمم المتحدة التي تتضمن تقديرات لتصنيف السكان حسب نوع الجنس، والعمر المتوقع لكل شريحة عمرية. ونظرا لأن أغلب البيانات مقدرة لفترات زمنية من عام إلى خمسة أعوام، فإن الأرقام تستنبط على المستويات اليومية التي يعرضها الموقع.

ويمكنك أيضا الاطلاع على البيانات والتوقعات السكانية (e) من موقع البنك الدولي للبيانات المفتوحة، وقد نشرنا لتونا قاعدة بيانات سكانية للمناطق المحلية (e) تتضمن تقديرات لأول مستوى إداري من المناطق دون الوطنية.

وكجرعة أخيرة من العلوم السكانية، لا تفوت حلقة "مدونة البيانات" التي تسأل: "كم عدد الأشخاص الذين عاشوا على وجه الأرض؟. (e) "
 

ملحوظة: إذا كنت تود التحقق من إجابتك على مسألة تاريخ الميلاد، يمكنك الاطلاع على صفحة ويكيبيديا. (e)