وجد كيلفن دو أن البطاريات باهظة التكلفة لمشروع كان يعكف على تنفيذه عام 2009. فاستخدم الحمض والصودا والأجزاء المعدنية التي وجدها في صناديق القمامة بالحي الذي يقطنه لبناء بطاريته. دو، البالغ من العمر 13 عاما ويعيش في سيراليون، قام بصنع مولد كهربائي لإنارة منزله وتشغيل راديو صممه لبث محطة إذاعية تعمل على موجة أف أم. والآن
يوظف أصدقاءه في هذه المحطة.
وجذبت ابتكارات دو انتباه ديفيد سنغه، المرشح للحصول على درجة الدكتوراه من مختبر الإعلام بمعهد ماساتشوسيستس للتكنولوجيا. وشارك دو في تحد للحلول (E) أطلقه سنغه عام 2012، حيث طلب من "الطلاب ابتكار حلول لمشاكل يواجهونها في حياتهم اليومية" (E) .
فقد أراد سنغه، وهو مواطن سيراليوني أيضا، أن يساعد الشباب في البلدان النامية على إيجاد حلول للمشاكل المحلية. ورتب سنغه لكي يصبح دو، وهو أحد ثلاثة فائزين، ممارسا مقيما بمختبر الإعلام بمعهد ماساتشوسيستس للتكنولوجيا.
هذا بالنسبة لي نموذج كامل للشباب، ليس فقط لإيجاد الحلول، رغم كل الصعاب، بل أيضا للتعاون مع بعضهم البعض.
واليوم، يشهد العالم أكبر عدد من الشباب في التاريخ. فهناك أكثر من 1.2 مليار شاب (E) تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عاما، يعيش 90 في المائة منهم في بلدان نامية مثل سيراليون (E). وهذا يشكل فرصة بقدر ما يمثل تحديا. وكما تقول منظمة العمل الدولية (ILO)، فهناك ما يقرب من 75 مليون شاب، أو نحو 12.6 في المائة من الشباب في العالم، عاطلون عن العمل. وفي أفقر مناطق العالم، يعمل أغلب الشباب في القطاع غير الرسمي حيث يحصلون على أجور أقل وغالبا ما يعدمون فرصة التقدم مهنيا.
وقد حفز نقص آفاق العمل الفوري والأمان المالي في نفوس بعض الشباب روح العمل الحر من أجل التصدي للتحديات التي تواجههم. وقد رأينا كيف أن الشباب المبتكر يكافح الفساد (E) في أمريكا الجنوبية (E) أو العنف ضد المرأة (E) في جنوب آسيا (E).
وفي البنك الدولي، نتواصل مع الشباب في أكثر من 100 بلد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والندوات ومؤتمرات لخبراء الكمبيوتر (الهاكاثون) والمسابقات. ونحن نعلم أن الشباب يهتمون بالبيئة والإدارة السليمة والفرص. ويعتبرون أنفسهم محفزين للتغيير الاجتماعي الاقتصادي الإيجابي. فالربيع العربي أو الاحتجاجات التي خرجت في الهند لمنع العنف ضد المرأة هي تعبير عن قوتهم في طلب التغيير أو إحداثه. كما أنهم يمثلون عنصرا إنتاجيا للنمو الاقتصادي وخلق الوظائف.
بوسع ثلاثة أرباع سكان الأرض الحصول على هواتف محمولة. والشباب هم رواد التكنولوجيا المحمولة. فهم المبتكرون والمستهلكون لهذا العالم المترابط. ومن الطبيعي أن يدركوا قدرتهم على حل المشاكل، ومحاسبة حكوماتهم، وتشكيل العالم الذي يريدون العيش فيه.
واليوم باتت تطلعات الشباب مختلفة عن تطلعات الأجيال السابقة. فهم لا يفسرون النجاح بقدر الثروات المادية، ولكن بالقدرة على الحصول على الموارد بيسر لأنفسهم ولنظرائهم. ويتبادلون المعرفة من خلال دروس الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. ويعملون من أجل مجتمع أكثر تسامحا واستقرارا وعدلا.
ومن المفيد العودة بشكل مختصر إلى الكيفية التي صنع بها دو البطاريات من النفايات. وكيف قام سنغه بمساعدة دو، الذي لم يسبق له أن سافر من مدينته لمسافة تزيد على 10 أميال، على الالتحاق بمختبر الإعلام بمعهد ماساتشوسيستس للتكنولوجيا لكي يتعلم ويشارك الآخرين قصته. وقد صنع دو البطاريات لأن الحي الذي يقطنه كان محروما من الكهرباء. كما سمح لجيرانه باستخدام مولد الكهرباء الذي صنعه لشحن هواتفهم المحمولة. وسنغه، وهو أحد الناجين من الحرب الأهلية، اكتشف دو لأنه أراد أن يساعد الشباب في بلاده. وقد التقيا لأنهما يشتركان في الأمل في مساعدة نفسيهما وأيضا في مساعدة سيراليون.
هذا هو نفس التحول في القيم والحصول على التكنولوجيا التي تمكن ملايين الشباب، مثل دو وسنغه، من قهر التحديات الحالية. وتتغير فكرة النجاح في الوقت الذي يعمل فيه الشباب بلا كلل من أجل مستقبلهم الجماعي. فالشباب ملتزم بابتكار مستقبل أكثر إشراقا!
انضم إلى النقاش