نشر في أصوات

بيانات جديدة تبرز الآثار المستترة لمصائد الأسماك الصغيرة على الوظائف

الصفحة متوفرة باللغة:
More than 110 million workers globally earn their livelihoods from small-scale fisheries. More than 110 million workers globally earn their livelihoods from small-scale fisheries.

تبرز دراسة "تسليط الأضواء على المكاسب المخفية" الجديدة، التي أعدتها منظمة الأغذية والزراعة وجامعة ديوك وورلد فيش، أهمية الوظائف في القطاع المهمل من مصائد الأسماك الصغيرة. إذ يحصل أكثر من 110 ملايين عامل على دخلهم من هذا القطاع - أي ما يقرب من نصف إجمالي عدد المهاجرين الدوليين على مستوى العالم. وتستحق خمس رؤى اهتمامنا.

أدى نقص البيانات إلى زيادة تهميش القطاع

تندر البيانات التمثيلية والموثوقة عن المصائد الصغيرة ودورها في التوظيف والحد من الفقر والتغذية. ونتيجة لذلك، غالبا ما تعيش التصورات غير المستنيرة على نحو لا جدال فيه، كما يظهر في الزراعة في أفريقيا - التفرقة بين الأساطير والحقائق. وأدى ذلك أيضا إلى تهميش قطاع المصائد الصغيرة عند وضع السياسات. وهناك ادعاءات كثيرة بشأن هذا القطاع، مثل أن الأشخاص الذين يعملون في المصائد الصغيرة هم أفقر الفقراء، ولا تدعمها شواهد عملية سليمة، وشجعت على القوالب النمطية التي مفادها أن القطاع منخفض الإنتاجية وأنه غير قادر على تخفيف حدة الفقر.

المصائد الصغيرة توفر فرص عمل لملايين الأشخاص

تقدر الدراسة أنه على مستوى العالم، يشارك 52.8 مليون شخص في حصاد أو تجهيز الأسماك من المصائد الصغيرة لاستهلاكهم الخاص، في حين يعمل 60.2 مليون شخص آخر على طول سلسلة القيمة لتلك المصائد، في أنشطة تجهيز الأسماك والنقل وبيع الجملة والتجزئة. ومع ذلك، فعلى الرغم من أن عدد من يكسبون عيشهم من المصائد الصغيرة على مستوى العالم (113 مليونا) يماثل عدد المهاجرين الدوليين (250 مليونا)، فإن تلك المصائد اجتذبت اهتماما أقل بكثير من واضعي السياسات. وفي منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، يعمل في تلك المصائد 13.6 مليون شخص. ويبدو هذا الرقم صغيرا نسبيا، لكنه يخفي أهمية المصائد على المستوى المحلي: توفر فرص عمل لأكثر من ربع السكان (27%) الذين يعيشون على بعد 5 كيلومترات من الساحل أو برك الصيد الداخلية. وكانت الأسر المعيشية في أفريقيا جنوب الصحراء التي تعمل في مصائد الأسماك الصغيرة أقل احتمالا بنسبة 9 نقاط مئوية أخرى أن تكون أفقر من الأسر المعيشية العاملة في الزراعة فقط.

قد تتجاوز المزايا الدخل ومن يعملون في المصائد الصغيرة

تظهر شواهد من ملاوي وتنزانيا وأوغندا استنادا إلى بيانات مسحية جغرافية مرجعية عالية الدقة للأسر المعيشية من دراسة قياس مستويات المعيشة كيف يمكن للمصائد الصغيرة أيضا تحسين النواتج الصحية والتغذوية. إذ تستهلك الأسر التي تعمل في تلك المصائد ما يصل إلى 300 جرام من الأسماك في الأسبوع لكل شخص بالغ أكثر ممن لا يعملون في المصائد (730 جراما مقابل 430 جراما في الأسبوع لكل شخص بالغ على التوالي لمن يعيش في مسافة تقل عن 5 كيلومترات من مسطح مائي و341 جراما مقابل 198 جراما لمن يعيش في مسافة تزيد على 5 كيلومترات من مسطح مائي). وتتجاوز المنافع أيضا من يعملون بشكل مباشر في تلك المصائد، حيث تستهلك الأسر المعيشية غير العاملة في المصائد القريبة من المسطحات المائية أكثر من ضعفي الأسماك مقارنة بالأسر التي تعيش بعيدا. ومع أن الأسماك مصدر مهم للبروتين عالي الجودة والمغذيات الدقيقة في البيئات التي تكون فيها الأغذية الحيوانية نادرة في العادة، فإن الاستهلاك المنتظم للأسماك يساعد على زيادة التنوع الغذائي (وبالتالي النواتج التغذوية) للبالغين والأطفال على حد سواء.

مصائد الأسماك الصغيرة تساعد أيضا على مواجهة الصدمات

أقل تقدير تلقاه على الأرجح المصائد الصغيرة باعتبارها "بنكا في المياه". ويدخل العديد من المهمشين ويخرجون من مصائد الأسماك الصغيرة بتكلفة منخفضة نسبيا، وغالبا ما يكون ذلك كاستراتيجية لكسب الرزق للحد من تعرضهم للمعاناة الاقتصادية أو التكيف مع الصدمات البيئية. وفي البلدان الأفريقية، تشير التقديرات إلى أن ثلث العدد الإجمالي للمشاركين في تلك المصائد هم عمال الكفاف الذين يحتفظون بالكثير من الأسماك لاستهلاكهم. ويسلط هذا الجانب الضوء على وظيفة مصائد الأسماك الصغيرة، وهي استيعاب العمالة الزائدة غير الماهرة في بعض البيئات ودعم التعددية المهنية، وغالبا ما تجمع بين الزراعة (المحاصيل والماشية) وصيد الأسماك.

الضغوط البيئية حقيقية ولكن يمكن تخفيفها

على الرغم من أن مصائد الأسماك الصغيرة يجب أن تكون جزءا من الحل لخلق فرص عمل للفقراء وزيادة الأمن الغذائي، من المتوقع أن يؤدي النمو السكاني، إلى جانب زيادة الطلب على المواد الغذائية المائية، إلى توسيع قطاع تلك المصائد، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى ضغوط على الصيد والإفراط في استغلال الموارد المشتركة. ومن شأن تشجيع القواعد التي تحول دون الاستغلال المفرط للموارد المائية، مع تحسين كفاءة صيد الأسماك في الموارد غير المستغلة بصورة تامة وضمان التوزيع العادل للمنافع الاقتصادية أن يساعد في توسيع هذا القطاع مع الحفاظ على استدامته على المدى الطويل . وتظهر الدراسة الجديدة أن لدى تلك المصائد فرصة أفضل للوصول إلى هذا التوازن مقارنة بصيد الأسماك الواسع النطاق.

ومن الواضح أن تأثير مصائد الأسماك الصغيرة وإمكاناتها في تحسين الرفاهة ليس ضئيلا بالمرة. وتتيح السنة الدولية لمصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية فرصة لزيادة الوعي بالدور المهم الذي يمكن لتلك المصائد أن تؤديه. ومن شأن إعطاء تلك المصائد مكانتها في أجندة السياسات الدولية أن يساعد على تعزيز مبادرات الدعوة المحلية وتمكينها من تحقيق كامل إمكاناتها في توفير فرص عمل جيدة، والحد من الفقر على نحو مستدام بيئيا، وتحسين التغذية. ولهذا السبب، سيكون من الضروري بنفس القدر مواصلة الاستثمار في البيانات الخاصة بتلك المصائد، على سبيل المثال من خلال إدراج وحدات كافية لمصائد الأسماك في مسوح الأسر المعيشية متعددة الأغراض مثل قياس مستويات المعيشة.


بقلم

جيانلويجي نيكو

خبير اقتصادي في مجموعة الوظائف، البنك الدولي

لوك كريستينسن

خبير اقتصادي زراعي، البنك الدولي

انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000