نشر في أصوات

تمويل الأنشطة المناخية تغيّرُ لا مناص منه

الصفحة متوفرة باللغة:
هذه المدونة متوفرة باللغات التالية: English
Image
مجمع نور-ورزازات، الذي يضم ثلاث محطات للطاقة الشمسية المركزة في المغرب، هو أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم.

يتوقف بلوغ مستقبل أكثر مراعاة للبيئة على تبني تكنولوجيات منخفضة الكربون على نطاق واسع.  فمن خلال أهداف التنمية المستدامة واتفاقية باريس حول المناخ، طرح زعماء العالم أجندة ثورية تبشر بالتحول من اقتصاد عالمي يعتمد على الوقود الأحفوري إلى آخر منخفض الكربون وقادر على التأقلم مع التغيرات المناخية. ويعني تمويل هذا المستقبل أننا نحتاج إلى التفكير بالتريليونات وليس المليارات.

وسيلعب القطاع الخاص- الذي يأخذ جانب كبير منه التغير المناخي في حسابات نماذج النشاط وقرارات الاستثمار وبيانات الإفصاح لديه- دورا مهما في الدفع بهذه الاستثمارات. وفي العديد من الاقتصادات النامية والصاعدة، يمكن لصندوقي الاستثمار في الأنشطة المناخية أن يقدما المساندة.

وقد خصص الصندوقان حتى الآن مزيدا من التمويل لجهود القطاع الخاص الرامية إلى التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية، والاستثمار في الغابات، أكثر مما خصصه أي صندوق آخر متعدد الأطراف للعمل المناخي. ويمضي صندوق التكنولوجيا النظيفة الخاص بنا والذي يقدر رأسماله بنحو 5.6 مليار دولار، ويعد الأكبر من بين أربع نوافذ للتمويل تابعة لصندوقي الاستثمار، نحو توجيه 1.9 مليار دولار لدعم جهود القطاع الخاص في مجالات الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة ومشاريع النقل المستدام، ويتوقع أن يعبئ 20 مليار دولار من الاستثمارات المشتركة للقطاع الخاص.

ويسلك صندوقا الاستثمار نهجا من شقين لتحفيز الاستثمارات المراعية للمناخ.

أولا، ندعم نموذجنا الفريد في أنشطة الأعمال لتقديم تمويل ميسر طويل الأجل وقادر على تحمل المخاطر على نطاق واسع، وهو ما رأينا مرارا وتكرارا أنه عنصر أساسي في المساعدة على توسيع نطاق التكنولوجيات الرئيسية والقطاعات في الأسواق الصاعدة.

إن حجم هذا التحدي هائل. فوفقا لبحث أجراه معهد بروكينغز للبحوث هناك حاجة لاستثمار 90 تريليون دولار في البنية التحتية المستدامة خلال الخمسة عشر عاما القادمة. وكذلك الحال بالنسبة لإمكانيات الابتكار اللازمة في تمويل الطاقة المستدامة، وهو أمر مطلوب بشدة إذا كان للاقتصادات الصاعدة أن تتطور على مسار منخفض الكربون يعتمد على مصادر الطاقة المتجددة بدلا من الفحم.

ويمكن للتمويل الميسر أن يلعب دورا تحفيزيا في توفير هذه الاستثمارات المبتكرة المراعية للمناخ.  ففي المغرب، على سبيل المثال، دعم صندوقا الاستثمار إنشاء مجمع نور-ورزازات للطاقة الشمسية المركزة- الذي يعد الأكبر في العالم.

وقد قدم صندوقا الاستثمار للمحطة 435 مليون دولار، بالإضافة إلى 700 مليون دولار استثمرها البنك الأفريقي للتنمية والبنك الدولي، وذلك كمساهمة في أكثر من ثلاثة مليارات دولار قدمها مستثمرون أجانب ومتعددو الأطراف. وينتهي تحليل مستقل إلى أن الديون منخفضة التكلفة تعمل بالفعل على تقليص تكلفة الطاقة الشمسية المركزة في المغرب بنسبة 25% لمحطة نور-1 و10% إضافية لنور-2 ونور-3، ومن ثم تخفض الدعم الحكومي المطلوب لسد الفجوة في القدرة على تحمل التكاليف بالنسبة للطاقة الشمسية المركزة.

وفي تايلند، دمجت مؤسسة التمويل الدولية (IFC) أربعة ملايين دولار مقدمة من صندوق التكنولوجيا النظيفة وثمانية ملايين دولار من أموالها الخاصة لتقديمها إلى اثنتين من أولى محطات الطاقة الكهروضوئية التابعة لمرفق الطاقة من خلال دين طويل الأجل لم يكن متاحا في الأسواق آنذاك. وقد ساعد نجاح تمويل هذه المشاريع المبكرة في إرسال إشارات إيجابية إلى السوق المحلي، وأظهر للمستثمرين أن الطاقة الكهروضوئية يمكن أن تكون نشاطا جيدا في تايلند. ومهد هذا الطريق للمطور لتعبئة استثمارات بأكثر من 800 مليون دولار في سنوات قليلة، في الوقت الذي ساعد على تسريع وتيرة التنمية في قطاع الطاقة الكهروضوئية الناشئ بتايلند.

هذا النوع من التمويل هو ثوري حقا. وهنا يمكن أن يكون لدى نهجنا الثاني القدرة على تغيير قواعد اللعبة. ويعمل صندوق التكنولوجيا النظيفة باستمرار على تنقيح نهجه إزاء القطاع الخاص لكي يتكيف مع الأوضاع المتغيرة للسوق. والآن، نعكف على استكشاف الجبهة التالية ووضع استراتيجية لتعبئة التمويل من أسواق رأس المال الخاص. ونعلم من سنوات خبرتنا التي اكتسبناها من العمل مع القطاع الخاص أن المستثمرين حريصون على زيادة استثماراتهم منخفضة الكربون والقادرة على مجابهة تغير المناخ. وقد رأينا لتونا 400 مستثمر لديهم أصول بنحو 25 تريليون دولار يؤكدون على ذلك الانضمام إلى برنامج المستثمر في النشاط المناخي.

لهذا، نتصور أن أداة التمويل الثوري هذه لدى صندوق التكنولوجيا النظيفة- التي تعد الأولى من نوعها- ستتيح فرصة فريدة للمؤسسات الاستثمارية الباحثة عن حافظة منوعة ومستدامة. وستدعم الاستثمارات المراعية للمناخ في مجالات جديدة كتخزين الطاقة والتوليد الموزع والكفاءة الصناعية والمنزلية، مع المساعدة على توسيع نطاق التكنولوجيات الحالية كالطاقة الشمسية والنقل المستدام. كما أنها ستساعد على توفير الدعم المالي الذي تحتاجه بلدان الاقتصادات الصاعدة لمواصلة خططها للتنمية منخفضة الكربون.

إن مثل هذا الابتكار ضروري إذا كان لنا أن ننتقل من المليارات إلى التريليونات.


نُشرت هذه التدوينة أولا على موقع www.sustainableinvestmentforum.org


بقلم

انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000