نشر في أصوات

ضمان حصول المرأة على الفرص نفسها التي يحصل عليها الرجل: دراسة حالة من برنامج تكافل في مصر

الصفحة متوفرة باللغة:
A woman with her 4 children in a field ساهم برنامج تكافل في مصر في تعزيز أوضاع المرأة داخل الأسرة من خلال تدعيم قدرتها على اتخاذ قرارات الإنفاق وزيادة ثقتها بنفسها واحترامها لذاتها، فضلا عن حق الولاية على النفس. ‬‬

ما المطلوب لتسريع وتيرة المساواة بين الجنسين وضمان حصول المرأة على نفس الفرص التي يحصل عليها الرجل لبناء حياة ناجحة؟ مع قيام مجموعة البنك الدولي بإعداد الاستراتيجية الجديدة للمساواة بين الجنسين للسنوات 2024-2030، وجدنا المبادرات التي تدعم التمكين الاقتصادي للمرأة وتنمية رأس المال البشري وتوليها المناصب القيادية عنصر إلهام لنا. وبرنامج تكافل وكرامة في مصر هو أحد هذه المبادرات.

وفي مصر، لا تزال هناك فجوات كبيرة بين الجنسين، ويشمل ذلك فجوة قدرها 10 نقاط مئوية في مهارات الإلمام بالقراءة والكتابة و50 نقطة مئوية في المشاركة في قوة العمل. وتعاني النساء من محدودية فرص الحصول على التمويل ويواجهن الاعراف والتقاليد والمعتقدات المقيدة لدورهن في المجتمع، فضلاً عن حصرهن في القيام بأعمال الرعاية والعمل كمربيات. وهناك نقص في خدمات رعاية الأطفال الجيدة وميسورة التكلفة.

سد الفجوة

تبنى برنامج تكافل الذي أُطلق في عام 2015 نموذج "الدعم التكميلي" المشروط كاش بلاس لسد هذه الفجوات، وتغيير الأعراف والتقاليد المقيدة، ومعالجة فقر الدخل، وبناء رأس المال البشري، وتعزيز إنتاجية المرأة. وبالوصول إلى خمسة ملايين أسرة - أو 20 مليون شخص - نجد أن 74% من حاملي بطاقات تكافل من النساء.

ويعني الدعم التكميلي "كاش بلاس" أن الأمر لا يقتصر على التحويلات النقدية التي يحصل عليها المستفيدون، بل أيضا بناء المهارات وفرص التمكين وغير ذلك. وساهم برنامج تكافل في مصر في تدعيم الدخول، وبالتالي تعزيز أوضاع المرأة داخل الأسرة من خلال تدعيم قدرتها على اتخاذ قرارات الإنفاق وزيادة ثقتها بنفسها واحترامها لذاتها، فضلا عن حق الولاية على النفس.

وكانت ميرفت، إحدى المستفيدات من برنامج تكافل، وزوجها، يكافحان لتغطية نفقاتهما وضمان تعليم أطفالهما، وكان هذا هو الدافع الرئيسي لطلب الحصول على المساعدة من برنامج تكافل.

وقالت ميرفت في مقابلة أُجريت في عام 2018 لسرد قصة عن هذا البرنامج للبنك الدولي: "منذ أن بدأتُ أتسلَّم تحويلات تكافل النقدية، أصبحت أدفع المصروفات الدراسية لأطفالي. ولا يزال لدي 300 جنيه أنفقها على أسرتي حسب الحاجة".

وقالت ريهام البالغة من العمر 25 عاما، وهي مستفيدة أخرى من برنامج تكافل وتقر بقدرة البرنامج على تحسين قدرة المرأة على الاختيار: "إذا أردت شراء شيء للمنزل، أذهب لشرائه"، وأنا الآن صاحبة القرار لأن كل امرأة تعرف احتياجات منزلها، كما أتخذ قرارات عندما أشتري شيئا شخصيا لنفسين ولكن إذا كان هذا الشيء ليس لي ، فأنا آخذ رأي زوجي ".

وإلى جانب دعم الدخل، يحفز برنامج تكافل الأسر على الحصول على الخدمات الصحية والتعليمية. وقد أدى ذلك إلى تحسينات في جودة الأنظمة الغذائية وتغذية الأطفال، وخفض احتمال الوقوع تحت خط الفقر، وزيادة الاستثمارات في الصحة والتعليم.

تغيير الأعراف والتقاليد

تساعد حملة التوعية المصاحبة لبرنامج تكافل، وهي مبادرة "وعي"، في إحداث تحول في الأعراف والتقاليد الاجتماعية استنادا إلى الرؤى السلوكية السديدة والتواصل والتوعية لتغيير أنماط التفكير والممارسات والسلوكيات. وفي إطار مبادرة "وعي".

يتم نشر رسائل مهمة ، من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل: من المجتمع والأخصائيين الاجتماعيين الذين يطرقون الأبواب، إلى الإعلانات في الكنائس والمساجد وحتى عبر الرسائل النصية للمستفيدين. وتعزز هذه الرسائل المساواة في الحصول على التعليم، وتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، وتدعيم الأبوة الإيجابية، ومكافحة العنف القائم على نوع الجنس، لا سيما ضد المرأة ، ومكافحة ختان الإناث، ومكافحة الزواج المبكر، وتشجيع تشغيل المرأة.

ومن خلال تبني نهج مجتمعي، نجحت المبادرة في حشد القيادات الدينية وقادة المجتمع المحلي والعاملين في المجتمعات المحلية لدفع عجلة التغيير. وقد شجع ذلك بعض الطلاب الجامعيين المستفيدين من برنامج "تكافل" على التطوع داخل مجتمعاتهم - وهو دليل على تأثير البرنامج على تعزيز الوعي المجتمعي، وتغيير أنماط السلوك، والحث على التغيير الاجتماعي الإيجابي على مستوى مجموعة متنوعة من المجتمعات المحلية.

ومع توسع برنامج "تكافل"، جرى تشجيع التغيير السلوكي الإيجابي. وتسعى مبادرة جديدة في إطار البرنامج إلى مكافحة الزواج المبكر وإقرار قانون يمنع الزواج قبل سن الثامنة عشرة. وإلى جانب مبادرات الصحة والتعليم، فإن الهدف هو تحقيق نتائج إيجابية طويلة الأجل للنساء والفتيات، لا سيما في الصحة ومعدلات الخصوبة والتعليم والمشاركة في قوة العمل والرعاية الاجتماعية والرفاهية الاقتصادية بوجه عام.

تدعيم الشراكات

لضمان الحصول على مجموعة واسعة ومتنوعة من الخدمات بغية التصدي للتحديات التي تواجه النساء، أقام برنامج " تكافل" شراكات قوية مع المنظمات غير الحكومية (الجمعيات الأهلية) وقادة المجتمع المحلي والأخصائيين الاجتماعيين والمتطوعين المحليين في الجمعيات الدينية.

وكانت الشراكة الأولى هي "لا أمية مع التكافل"، وهي مبادرة تساعد الأمهات على تعلم القراءة. وتعمل مبادرة "2 كفاية" على تسهيل الحصول على خدمات الصحة الإنجابية وخدمات تنظيم الأسرة المدعومة. وتهدف مبادرة "أول 1000 يوم من الحياة"، وهي شراكة مع جمعيات مجتمعية ودينية، وقادة ومتطوعين، إلى زيادة التحويلات النقدية للأمهات اللاتي لديهن أطفال دون الثانية من العمر لضمان تلبية احتياجاتهن الغذائية. ويتيح برنامج الشمول الاقتصادي "فرصة" إمكانية تنمية المهارات والحصول على فرص تحقيق الدخل.

توسيع نطاق العمل وأنشطة المحاكاة

تمثل برامج مثل "تكافل" مصدر إلهام لنا ونحن نعمل في البنك الدولي على صياغة إستراتيجية جديدة للمساواة بين الجنسين. ومن الممكن، ، بل يتوجب، تكرار ومحاكاة هذه البرامج وتوسيع نطاقها لتغيير الأعراف والتقاليد السائدة وتمكين المرأة وإحداث فرق حقيقي في حياتها وفي المجتمع بأسره.


انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000