مصطلح "الاتصالية connectivity " هو مصطلح مألوف لمعظمنا، حتى لو كنا لا نفكر فيه كثيرا. فحين نأسف على ضعف شبكة الهاتف النقال في منطقتنا أو نشكر النادل على شبكة الواي فاي السريعة بشكل غير متوقع في المقهى المفضل، فإننا نقر بمكانة الاتصالية في حياتنا.
غير أن الاتصالية تؤدي أيضا دورا عالميا أكبر - الربط بين المجتمعات والاقتصادات والبلدان من خلال شبكات النقل والتجارة والاتصالات والطاقة والمياه. وفي هذا النطاق الأوسع، تعرف هذه الشبكة بأنها الاتصالية بين مرافق البنية التحتية العالمية، وفي هذا المجال فإنها تتباهى بقوة فائقة خاصة: القدرة على حفز تطوير البنية التحتية. فمرافق البنية التحتية الجيدة التخطيط والارتباط يمكن أن تؤدي إلى زيادة الإنتاجية وزيادة المكاسب في مجال كفاءة الخدمات وزيادة الاستثمارات. تريد فائدة أخرى من الاتصالية البينية؟ قطاع تجارة أكثر حيوية تعززه الخدمات اللوجستية للنقل التي تستفيد من تقنيات تعزيز الكفاءة.
وحظيت مزايا تعزيز الاتصالية بين مرافق البنية التحتية باهتمام الحكومات الوطنية والمنظمات الدولية وغيرها من الأطراف المعنية الدولية - بما في ذلك مجموعة العشرين. فعلى مدى السنوات العشرين الماضية، تبنى المجتمع الدولي دور الاتصالية بين مرافق البنية التحتية في دعم التنمية المستدامة وزيادة الرخاء المشترك. ونتيجة لذلك، برزت الاتصالية بين مرافق البنية التحتية كأولوية رئيسية لصانعي السياسات والممارسين في جميع أنحاء العالم .
مجموعة العشرين: اتخاذ إجراءات لتعزيز الاتصالية
أدى الاهتمام المتزايد بالاتصالية بين مرافق البنية التحتية إلى حفز الطلب على الممرات الاقتصادية وبرامج الاستثمار عبر الحدود والمراصد التجارية واللوجستية والهيئات الإقليمية المكرسة لتعزيز الاتصالية والتكامل الإقليمي. ومع ذلك، فقد تأخر التقدم عمّا كان متوقعا.
سبب واحد كبير لذلك؟ في حين أن الخبراء العاملين في قطاعات ذات صلة بالبنية التحتية ينتجون تدفقا ثريا ثابتا من الموارد التي تركز على الاتصالية، فإن هذه المعارف غالبا ما يجري تبادلها على المستوى الإقليمي أو المواضيعي، مع وجود فرص محدودة للمقارنات عبر المناطق أو القطاعات. ومن دون منصة سهلة الوصول على شبكة الإنترنت لالتقاط وتبادل المعارف ذات الصلة، يواجه واضعو السياسات والممارسون حاجزا إضافيا لتطوير المشاريع المصممة لتعزيز الاتصالية بين مرافق البنية التحتية.
تدخلت مجموعة العشرين بطرح حل، فإدراكا منها لوجود فرصة لسد الفجوة في توفر الموارد الحالية ذات الصلة، قامت بتدشين تحالف الاتصالية بين مرافق البنية التحتية العالمية في يوليو تموز 2016، حيث تعمل مجموعة البنك الدولي كأمانة له.
ويساند التحالف الاتصالية بين مرافق البنية التحتية من خلال العمل عبر مختلف المناطق والتخصصات وقطاعات الممارسات العالمية بالبنك الدولي لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة وتحقيق تقدم ملموس في الاتصالية البينية العالمية.
ويستضيف مركز البنك الدولي للبنية التحتية والتنمية الحضرية في سنغافورة هذا التحالف الذي يتعاون تعاونا وثيقا مع أعضائه، بما في ذلك مركز البنية التحتية العالمية، ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، وبنوك التنمية المتعددة الأطراف، والمنظمات الدولية، ووكالات الأمم المتحدة، والبلدان المهتمة.
ودعما لتفويض مجموعة العشرين لزيادة إمكانية الحصول على المعارف ذات الصلة بالاتصالية، وأنشأ التحالف مكتبة موارد على الإنترنت - وهي مستودع واحد للمحتوى الرئيسي بشأن الاتصالية بين مرافق البنية التحتية - حيث يستطيع صانعو السياسات والممارسون (وغيرهم) البحث عن المعارف والأدوات وأفضل الممارسات الضرورية لتطوير وتنفيذ مشاريع الاتصالية بين البنية التحتية.
إطلاق التحالف العالمي
يمكن الاطلاع على موقع التحالف الجديد على الإنترنت لمعرفة المزيد عن التحالف والاتصالية بين مرافق البنية التحتية العالمية، وتصفح مكتبة الموارد، ومعرفة شروط العضوية أو غيرها من الفرص للمشاركة في أنشطة التحالف.
الاتصال على لينكد إن
إلى جانب تدشين موقع على شبكة الإنترنت، يمتد وجود التحالف على الإنترنت إلى لينكد إن، حيث يمكن لأعضاء التحالف والمهنيين المهتمين تبادل المعارف. انضم إلى مجموعة التحالف على لينكد إن للتواصل مع الآخرين الذين يعملون في مجال الاتصالية بين مرافق البنية التحتية والمشاركة في المناقشات عبر الإنترنت.
تجمع للاتصال بشأن الاتصالية
في وقت لاحق من هذا الشهر، سيستضيف الاتحاد اجتماعه السنوي الأول في باريس، الذي يشارك في تنظيمه الاتحاد والبنك الدولي ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. ويحضر منتدى أعضاء الاتحاد، الذي يستهدف تبادل أحدث أبحاثهم واستنتاجاتهم وتحديد مجالات جديدة للتعاون على أساس ما تحدد من ثغرات، والمقتصر على حاملي الدعوات، يجمع صناع السياسات والممارسين المشاركين في الاتحاد لمناقشة حالة الاتصالية العالمية والممارسات المبتكرة وتوقعات الاتصالية مستقبلا.
ونحن نرحب بصناع السياسات والممارسين العاملين في مجال الاتصالية بين مرافق البنية التحتية لتسجيل اهتمامهم بالحضور.
انضم إلى النقاش