[[avp asset="/content/dam/videos/backup/2018/jun-18/______________-_______________________-__________________________________________________basic_-_small.flv"]]/content/dam/videos/backup/2018/jun-18/______________-_______________________-__________________________________________________basic_-_small.flv[[/avp]]
أبيدجان، كوت ديفوار - في أحد مراكز التدريب الوظيفي في هذه المدينة الرئيسية بغرب أفريقيا، أطلعني شاب على ما اكتسبه مؤخرا من مهارات تتيح له العمل ككهربائي. ففي إحدى الورش، راحت لمبات الإضاءة تضيء وتنطفئ . ثم أبلغني هذا الشاب المتدرب بشيء جد مهم، قائلا:
"مضت عشر سنوات منذ أن تخرجت من المدرسة الثانوية، وبسبب الصراع الذي كنا نعيشه لم أحصل على أي عمل. ولذا فتلك نعمة بالنسبة لي. لكن إخوتي وأخواتي وكثيرون غيرهم لم ينالوا هذه الفرصة. وأتساءل كيف يمكن أن يحصلوا هم أيضا على وظيفة."
في أول رحلة أقوم بها للخارج منذ توليت منصبي رئيسا لمجموعة البنك الدولي، وفي أول رحلة لي لأفريقيا بعد أن أمضيت أعواما في العمل بالقارة، أتيت إلى كوت ديفوار وأنا أفكر في سبل خروج البلدان من رحم الصراع واستقرارها باقتصاد قوي. كيف يمكن لدولة هشة أن تتخلص من هشاشتها؟
لقد علمتني رسالة هذا الشاب بعض الدروس المهمة والملموسة.
أولها أن الطريق إلى استقرار بلدان مثل كوت ديفوار، التي خرجت العام الماضي من خضم صراع دام عقدا من الزمن، ينبغي أن يشمل توفير العديد من الوظائف الجديدة. (قام البنك الدولي بتمويل هذا المشروع الذي درب ذلك الشاب في إطار برنامج يتكلف 50 مليون دولار لتوظيف الشباب وتأهيل أصحاب العمل الحر منهم.)
والثاني، هو أنه ينبغي عمل الكثير هنا وفي مناطق أخرى من أفريقيا لخلق المزيد من فرص العمل للشباب. وينضم بين 7 ملايين و10 ملايين شاب إلى قوة العمل سنويا في جميع أنحاء أفريقيا. وإذا كانت معدلات البطالة مرتفعة عامة في مختلف أنحاء القارة، فإن معدلاتها بين الشباب مذهلة.
ربما تبدو تلك المشكلة شديدة الوطأة، وقد يقول البعض إنه من الصعوبة بمكان توفير الوظائف لملايين الشباب في أفريقيا كل عام. لكن زيارتي لكوت ديفوار أثارت لدي شعورا بالتفاؤل بأنه مع وجود قيادة قوية، وتبني توجهات عملية تركز على النتائج فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية، والمشاركة النشطة مع القطاع الخاص، يمكن إحداث تغيير إيجابي كبير. فنجاح هذا البلد من شأنه أن يترك أثرا هائلا على المنطقة وكذا على القارة.
وثمة انطباعات ثلاثة رئيسية خرجت بها من هذه الرحلة:
• أجريت محادثات طويلة مع الرئيس الحسن وتارا، الذي كان يشغل في السابق منصب نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي. وقد أثارت رؤيته الاقتصادية الجريئة رغبتي في الإنصات وهي: تحقيق نمو اقتصادي بمعدلات تزيد عن 10 في المائة بحلول عام 2014، وتحويل كوت ديفوار إلى اقتصاد صاعد بحلول عام 2020. ومن الاختبارات المهمة التي يواجهها مواطنو كوت ديفوار الآن هو الإيمان بالسلام والبناء على خطواته الأولى نحو الرخاء. وقد اتفقت أنا والرئيس على أنه لكي يتم ذلك، ينبغي على كل المواطنين أن يديروا ظهورهم للصراع.
• أخجل تواضعي وأثار شجوني اجتماع عقدته مع مجموعة من القيادات النسائية. وضمت هذه المجموعة محاميات ورئيسة تحرير إحدى الصحف، ورئيسة اتحاد التعاونيات الزراعية النسائية، ومديرة إحدى المبادرات النسائية للمصالحة. وقد أبلغنني، وأنا أتفق معهن تماما، بأن السبيل الوحيد أمام كوت ديفوار كي تبني اقتصادا مستداما هو وضع المرأة في صدارة الجهود الرامية إلى إعادة بناء البلاد.
• خلال زيارتي لمشروع أغروبارك الصناعي، رأيت إنتاج جوز الكاشو، ودقيق الكاسافا، والأعشاب الطبية فضلا عن أفران الطهي ذات الاستهلاك الاقتصادي للطاقة. وقد حققت هذه المبادرة من الشراكة بين القطاعين العام والخاص أثرا قويا بتبسيط عملية الإنتاج، وتخفيض التكلفة، وتحسين سبل وصول فقراء المزارعين إلى الأسواق المحلية والإقليمية بل والعالمية. وخلقت هذه الجهود التي يمولها البنك الدولي العديد من الفرص الاقتصادية الجديدة للمزارعين في المناطق الريفية.
لقد سررت كثيرا بزيارة كوت ديفوار. وكان شيئا رائعا أن أرى زعيما قويا يحقق تغييرات رئيسية ويعمل مع القطاع الخاص لتدعيم النمو الاقتصادي. ونأمل في أن تمضي عملية المصالحة قدما وأن يزداد السلام رسوخا.
وإنني أعلم وأنا أغادر هذا البلد أنه يتعين علينا الآن العمل على توسيع نطاق هذه المشاريع التجريبية الناجحة. إن كوت ديفوار تقف على أهبة الاستعداد، وينبغي أيضا على مجموعة البنك الدولي أن تكون كذلك.
انضم إلى النقاش