نشر في أصوات

دائرة مناصري الشباب في المؤسسة الدولية للتنمية: تمكين الشباب من أجل رسم ملامح مستقبل التنمية

الصفحة متوفرة باللغة:
دائرة مناصري الشباب في المؤسسة الدولية للتنمية: تمكين الشباب من أجل رسم ملامح مستقبل التنمية

مع انطلاق الدورة الحادية والعشرين للمؤسسة الدولية للتنمية – صندوق البنك الدولي المُخصص لدعم البلدان منخفضة الدخل – تقف المؤسسة على أعتاب لحظة فارقة بالنسبة للبلدان الثمانية والسبعين التي تساندها. هذه البلدان تواجه مزيجاً من التحديات العالمية المتداخلة، من الصدمات المناخية، والنزاعات، والضغوط الاقتصادية، لكنها في الوقت نفسه تمتلك طاقة هائلة لتحقيق النمو بفضل ازدياد أعداد الشباب وتنامي الابتكار المحلي.

إن إطلاق عملية تجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية في 1 يوليو/تموز 2025 ليس مجرد بدء دورة تمويل جديدة، بل هو تجديد للالتزام بالقضاء على الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك على كوكب صالح للعيش. وفي قلب هذه الرسالة حقيقة واضحة: الشباب ليسوا مجرد مستفيدين من التنمية، بل هم مهندسو الغد وصناع ملامحه.

العائد الديمغرافي: قوة شابة تصنع الفارق

في كثير من البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية، يشكل الشباب أكثر من نصف السكان. طاقتهم، وإبداعهم، وقدرتهم على الصمود في مواجهة التحديات تمثل عناصر حيوية لرسم مستقبل ديناميكي، شامل، ومتقدم تكنولوجياً.

وبحلول عام 2040، سيرتفع عدد الشباب في هذه البلدان إلى أكثر من 700 مليون، مقابل 480 مليوناً اليوم. وفي أفريقيا وجنوب آسيا – أكبر المناطق من حيث عدد البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة – يشكل الشباب بالفعل نحو نصف السكان. وهذه التحولات الديمغرافية تمثل تحدياً كبيراً، لكنها أيضاً فرصة تاريخية غير مسبوقة. وإذا حظي الشباب بالتعليم الجيد، والوظائف اللائقة، والأدوات الرقمية، فإنهم قادرون على قيادة التحول الاقتصادي، وتعزيز القدرة على التكيف مع تغيّر المناخ، ودفع عجلة التغيير الاجتماعي في المستقبل.

كما تحمل أصوات الشباب رؤى جديدة وأفكاراً مبتكرة تُسهم في بناء عالم أكثر ملاءمة للحياة. فإشراك الشباب يمكنهم من القيادة ويضمن عدم تخلفهم عن الركب. وكما قال رئيس مجموعة البنك الدولي، أجاي بانغا في قمة الشباب هذا العام: "يجب أن يكون جيلكم في طليعة جهودنا لإعادة تصور العالم كما ينبغي أن يكون."

وإدراكاً لهذه الحاجة الملحّة، تطلق المؤسسة الدولية للتنمية مبادرتها الجديدة "دائرة مناصري الشباب" — وهي منصة عالمية لإعلاء أصواتهم، وإشعال جذوة الابتكار، وتحويل الأفكار إلى أثر ملموس على أرض الواقع. هذه الدائرة ليست مجرد شبكة تواصل للشباب، بل محرّك حقيقي للمشاركة، ومساحة مفتوحة للإبداع، والمناصرة، ومساءلتنا عن النتائج.

إطلاق دائرة مناصري الشباب التابعة للمؤسسة الدولية للتنمية

اختارت المؤسسة بعناية مجموعة ديناميكية من القادة الشباب، يمثلون مناطق مختلفة من العالم، لتشكيل أول دائرة مناصرة شبابية في تاريخها. هؤلاء الشباب يجمعهم الحماس لتشكيل مستقبل أكثر شمولاً للجميع وقدرة على الصمود واستدامة، ويملكون سجلاً حافلاً في مجال الدعوة والمشاركة المجتمعية، وجذور عميقة في البلدان التي تعمل فيها المؤسسة. إنهم أيضاً ملتزمون بدفع أولويات المؤسسة قُدماً، ضمن العملية الحادية والعشرين لتجديد مواردها.

تعرفوا على روّاد أول دائرة لمناصري الشباب في المؤسسة الدولية للتنمية:

سيلاه بوغونكو

تتمتع بوغونكو بخبرة واسعة في مجالات الأعمال التجارية والحكومية والمجتمع المدني. وهي المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمنظمة "جاكوبس لادر أفريكا"، وهي منظمة أفريقية تركز على الشباب وتهدف إلى تحفيز إنشاء 30 مليون وظيفة خضراء بحلول عام 2033، من خلال أنشطة المناصرة وريادة الأعمال وتطوير المهارات. كما أسست بوغونكو منظمة "زيندوكا" التي تسعى إلى تمكين الشباب الكيني في مجالات الديمقراطية وبناء الدولة.

حسنة ماينا

 ماينا محامية وكاتبة ومستشارة في مجال النوع الاجتماعي تعمل على تعزيز العدالة الاجتماعية في شمال نيجيريا. وهي مؤسسة ومديرة تنفيذية لمبادرة دعم قادة مكافحة العنف الجنسي، وقد حظيت بالتقدير لنشاطها وقيادتها، بما في ذلك حصولها على جائزة "جوائز المستقبل في أفريقيا" للنشاط.

تشيمويموي جون بول مانوزو

مانوزو هو خبير استراتيجي في مجال الاتصالات والتنمية، يركز على ربط البحث العلمي بالسياسات والعمل المجتمعي في أفريقيا وأوروبا. يقود مبادرات إشراك الشباب ضمن "مبادرة أكسفورد لأفريقيا" في جامعة أكسفورد. كما أسس مبادرتي Maphunziro265 والشباب من أجل تمكين الشباب، اللتين تدعمان آلاف الشباب في ملاوي.

سينثيا نافولا نيونغيسا

نيونغيسا هي محامية لدى المحكمة العليا في كينيا وناشطة في مجال دعم تعليم الشباب. وقد أسست منصة رقمية بإسم "سينثيا أنتيمد" لتسليط الضوء على القيادات الشابة والنسائية في جميع أنحاء أفريقيا.

أجاي ياداف

ياداف هو أحد القادة الشباب من نيبال، ويتميز بشغفه تجاه تمكين الشباب من خلال التعليم وريادة الأعمال والتنمية الشاملة. وقد شارك في تأسيس منظمة "خلية شباب نيبال"، التي تعمل على تعزيز التوعية بريادة الأعمال وتنمية العقلية الريادية.

الشباب في صدارة عملية التنمية

يعتمد إطلاق دائرة مناصري الشباب على عمل المؤسسة الدولية للتنمية السابق في هذا المجال، حيث تواصل المؤسسة تعزيز التزامها تجاه الشباب. في مختلف أنحاء العالم، تُظهر المشاريع التي تدعمها المؤسسة نتائج ملموسة لصالح الشباب. فيما يلي بعض الأمثلة:

ندرك أن الشباب ليسوا مجرد مستفيدين من التنمية، بل هم أيضاً شركاء أساسيون في صياغة الحلول للتحديات العالمية. تستثمر العملية الحادية والعشرون لتجديد موارد المؤسسة في الشباب — من خلال إطلاق العنان لإمكاناتهم، وتعزيز أصواتهم، والعمل معهم لتحقيق النتائج. تجمع دائرة مناصري الشباب صُنّاع التغيير الشباب لمساعدتنا في تخيّل عالم أفضل وقيادة مسيرة التغيير. وبالتعاون معهم، يمكننا ضمان أن يكون الجيل القادم ليس فقط مستعداً للمستقبل، بل قادراً أيضاً على تشكيله، ليكتب فصوله بيده وبإصراره.


آكي نيشيو

نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون تمويل التنمية

انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000