وهناك سبب يجعل مسألة عيش المرأة في مجتمع يخلو من العنف والتمييز أمرا شخصيا لي. أنا أصلا من أوغندا. وفي إطار برنامج التخرج عام 2009، أجريت بحثا عن أسباب انخفاض الجنود المسجلين من الفتيات في أوغندا مقارنة بنظرائهم من الرجال.
وفي إطار بحثي، الذي تحوّل لاحقا إلى فيلم وثائقي، تعرفت على ثلاث نساء: بياتريش وإيثير وأليس. تشترك هؤلاء النسوة في أمر واحد. فقد اختطفن حين كن مراهقات وأُجبرن على أن يصبحن "زوجات" لجنود جيش الرب للمقاومة الذي يتزعمه جوزيف كوني.
ووفقا لأرقام موقع The Resolve فإن 66 ألف شاب تتراوح أعمارهم بين 14 و30 عاما تعرضوا للاختطاف منذ منتصف التسعينيات حتى عام 2006. واُختطف 30 ألف طفل دون الثامنة عشر بين عامي 1988 و2004. ووقعت عمليات الاختطاف حين كانت الحرب مستعرة بين جيش الرب والحكومة الأوغندية. كان من أكثر هؤلاء تضررا الفتيات ومن بينهن بياتريس وإيثير وأليس.
وفي فبراير/شباط، طرحنا عليكم سؤالا في استطلاع للرأي عن رغباتكم خلال اليوم الدولي للمرأة. وقال 42 في المائة منكم إنكم تريدون أن تروا مساواة بين الجنسين. وقال 31 في المائة إنهم يريدون تمكين المرأة و27 في المائة أعربوا عن الرغبة في حصول المرأة على حقوق الإنسان.
وأعتقد أن المسائل الثلاث حيوية، خاصة لأنه لا يمكن التعامل مع كل منها بمعزل عن المسائل الأخرى. فامرأة لديها حقوق هي امرأة تشعر بالتمكين للتنافس في عالم تسوده المساواة. ولهذا ألهمتني النساء الثلاث كما ذكرت.
بياتريس جاهدت لتربية ثلاثة أبناء أحدهما أبوه جندي من الثوار. وهي تأمل بأن تصبحة ممرضة وقد تطوعت بالفعل في مستشفى جولو كاستشارية لمرض الإيدز. وشكلت أيضا جماعة من الشباب المصابين بالإيدز لمحاولة توعية مجتمعها بهذا المرض. وقصتها هي قصة القدرة على الصمود والأمل والقبول.
ومثلها مثل بياتريس، تربي إيثير عدة أطفال وهي مصابة بالإيدز. ورغم أنها تتلقى بعض المساعدة من مؤسسة خيرية محلية في جولو وتحصل على علاج مجاني للإيدز من منظمة لدعم مرضى الإيدز، مازالت إيثير تجاهد للوفاء باحتياجات أسرتها. وقد ألهمتني بشكل خاص بقدرتها على تحمّل الصعاب. وبدأت إيثير زراعة الزنجبيل الذي تبيعه لمصنع كوكا كولا المحلي. وبهذا المال افتتحت متجر بقالة صغيرا. وفي يوم السعد تبيع بما قيمته 20 ألف شلن (حوالي 6 دولارات). وفي غير ذلك تبيع بما قيمته خمسة آلاف شلن (حوالي دولارين اثنين).
وفي النهاية، تعجبني كثيرا روح أليس في ريادة الأعمال. فلم تستطع النجاة من الأسر لدى الثوار فحسب، بل تأمل أيضا في أن تعمل في حفظ السجلات الطبية في مستشفى مولاجو أكبر المستشفيات الحكومية في أوغندا. وتقوم حاليا بصنع المجوهرات من الأوراق المعاد استخدامها وتبيعها في الأسواق المحلية.
ويساعد مشروع البنك الدولي المعني بتسريح الجنود والاندماج في المجتمع في أوغندا، على ضمان حصول الأفراد الذين أُجبروا على الانضمام إلى جيش الرب وعادوا إلى موطنهم الآن يحصلون على ما يحتاجونه من مساعدة مالية ومن خلال التعليم. وقد ساعد المشروع أكثر من 6 آلاف شخص. من يلهمك؟ كرّمها بنشر صورتها على إنستجرام. وتأكد من وضع العنوان !SheIsInspiration#. (وشارك معنا أفكارك في قسم التعليقات).
انضم إلى النقاش