لنواجه الأمر. إذا كان لنا أن ننجح على الإطلاق في التصدي لأزمة بطالة الشباب عالميا، فإننا نحتاج إلى العمل معا – كمجتمع عالمي. وهذا هو السبب في أنه مع نشر تقرير فرصة للتحرك العام الماضي، دعت شركة مايكروسوفت والمؤسسة الدولية للشباب قيادات القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني إلى الانضمام إلى الجهود "الجماعية والواسعة والعالمية" لزيادة فرص العمل وكسب العيش لشباب اليوم.
ومنذ ذلك الحين، كان هناك شعور بالزخم على هذا الصعيد، خاصة بين كبار المسؤولين عن وضع السياسات. وفي الأسبوع الماضي، قام البنك الدولي برعاية حوار حماسي مباشر في دائرة مستديرة في اليوم السابق على اجتماعاته السنوية في واشنطن، حوار شهد تكرارا للدعوة إلى التحرك الجماعي إزاء بطالة الشباب. وخلال تحدثهم في قاعة غصت بوزراء المالية ومسؤولي القطاع الخاص وخبراء التنمية من مختلف أنحاء العالم، استعرض المتحدثون في ندوة "تعزيز الرخاء المشترك من خلال طرح حلول لبطالة الشباب" نماذج حية لحلول عملية ودائمة للأزمة الراهنة. لكن كثيرا ما كان النقاش يعود ليدور حول الحاجة إلى التحرك معا لكي نحدث أثرا حقيقيا.
تشارلوت بيتري غورنيتسكا، مدير عام الوكالة السويدية للتعاون والتنمية الدولية SIDA، دعت المجتمع الدولي إلى المزيد من الاستثمار في التعليم الفني – لكن ليس على حساب جودة التعليم الابتدائي، بل بالإضافة إليها. كما حثت على ضخ استثمارات أكبر في برامج "الفرصة الثانية" في مختلف أنحاء العالم ليستفيد منها من تخلفوا عن التعليم، أو من استكملوا تعليمهم الأساسي لكنهم لا يتمتعون بعد بالمهارات اللازمة للالتحاق بالقوة العاملة. ومثل العديد من المتحدثين، أكدت غورنيتسكا على أهمية حشد الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني معا من أجل التصدي لبطالة الشباب.
وزير التنمية والتعاون الدولي التونسي، الأمين دوغري، ندد بنقص فرص العمل المتاحة أمام شباب بلاده، حتى من يحملون مؤهلات عليا.
وقال "في الثورة الأولى، حققنا الحرية. في الثورة التالية، سنحتاج إلى خلق فرص عمل". وأشار إلى أن عقلية الشباب أيضا في حاجة إلى التغيير، موضحا أن العديد منهم ينتظرون الوظيفة الحكومية ولا يأخذون في الاعتبار القطاع الخاص حيث تتاح فرص أكثر. وقال، "هذه مشكلة فكر وثقة، وعلينا أن نغير من هذا النمط في التفكير".
وشهدت الجلسة التي رعاها البنك إجماعا على تشجيع الحلول المستندة إلى السوق حتى يتمكن الشباب من اكتساب المهارات الحياتية والمؤهلة للعمل والتي تلبي احتياجات الاقتصاد المحلي. كما أكد المشاركون في الحوار على ضرورة تعليم الشباب المهارات التي تساعده على إنشاء وبناء أنشطة أعماله الخاصة. ومع هذا، ووفقا لجيل هانتلي، المدير العالمي المنتدب لمواطنة الشركات بمؤسسة أكسنتشر Accenture، فإن أصحاب العمل الحر الناشئين يحتاجون إلى أكثر من مجرد الحصول على رأس المال. وقالت "نحتاج إلى إنشاء "منظومة" دعم لهم لكي ينجحوا."
وقد احتل دور القطاع الخاص في المساعدة على التصدي لبطالة الشباب صدارة الحوار. وقالت جنيفر سيلبرمان، نائبة رئيس مسؤولية الشركات لدى شركة هيلتون العالمية، إن هناك، على سبيل المثال، العديد من فرص العمل في قطاع الضيافة في مختلف أنحاء العالم، خاصة لشباب اليوم. هذه الصناعة لا توفر فقط عددا هائلا من الوظائف الملائمة للمبتدئين، لكنها تمد نطاق أثرها أيضا ليشمل المجتمع المحلي من خلال سلسلة قيمة دائمة التوسع – تشمل الأغذية والمشروبات والنقل، والإرشاد السياحي.
وقالت سيلبرمان "نحتاج إلى برامج مهنية لندرب الشباب في مجال الخدمة، لكننا نحتاج أيضا إلى الشراكة مع المنظمات غير الحكومية المحلية لتوفير مهارات إضافية تعين على الحياة وتؤهل للتوظيف وتمثل أهمية كبرى للنجاح في الوظائف المتصلة بالضيافة".
في هذا اليوم، كانت هناك العديد من الحلول العملية والمبتكرة ذات التأثير الفعلي على الشباب ومجتمعاتهم مطروحة على الطاولة. ولكن بالنسبة لي، كانت المحادثات الأهم هي تلك التي دارت حول الحاجة إلى العمل بطريقة عملية ومنسقة ومتعددة القطاعات لتشجيع المزيد من الفرص الاقتصادية لشباب اليوم.
وقالت غورنيتسكا في الوكالة السويدية "ينبغي أن نعقد ميثاقا مع كل قطاع لكي يتولى المسؤولية عن بناء جسور التواصل والالتزام بالعمل معا. فهناك العديد من النماذج الناشئة – لكننا نحتاج إلى عمل المزيد كي ينضم القطاع الخاص إلى هذه المناقشات حيث أنه يمثل حلولا طويلة الأجل".
وأنا اتفق تماما مع هذا.
انضم إلى النقاش