لا ينبغي أن تخير المرأة بين تكوين أسرة وبين العمل.
لماذا تضطر النساء اللائي يتمتعن بمستويات عالية من التدريب ولديهن أطفال إلى الخروج من القوة العاملة في مرحلة ما من مشوارهن المهني؟ بالإضافة إلى نقص الرعاية اللائقة للأطفال، بدأت أفكر في أن انعدام الأجواء الملائمة للعمل في مختلف أنحاء العالم قد يكون من الأسباب الجزئية التي تقف خلف ذلك.
إلا أن ثمة صناعة جديدة تشهد ازدهارا تعمل على تغيير الطريقة التي تسعى بها المرأة إلى بلوغ طموحاتها وتحقيق أحلامها.
ماهي أماكن العمل المشتركة؟
الحيز المشترك للعمل هو أسلوب يتضمن المشاركة في مكان العمل، الذي غالبا ما يكون مكتبا، ونشاطا مستقلا. فعلى النقيض من المكتب المعتاد، فإن من يتشاطرون مكان العمل لا يكونون في العادة من بين موظفي نفس الجهة. وهذا بالضبط يجذب المهنيين الذين يعملون من المنزل، والمقاولين المستقلين، والعلماء المستقلين أو هؤلاء الذين يسافرون كثيرا وينتهي بهم المطاف إلى العمل في بيئة معزولة نسبيا.
اليوم، باتت صناعة المشاركة في مكان العمل الرائجة تتشكل ذاتيا لتلائم المرأة من خلال توفير أماكن العمل التي توفر لها التواصل والندوات المهنية التي تهمها، وذلك وفقا لصحيفة واشنطن بوست. وباتت هذه الأماكن، وكل تلك التي تخدم الآباء العاملين، توفر بشكل متزايد رعاية الطفل، وهي خدمة مازالت منعدمة في العديد من أماكن العمل.
لنأخذ على سبيل المثال، هيرا هاب دي سي، وهو موقع عمل في واشنطن يعد ملتقى لرائدات الأعمال للابتكار والتعاون في بيئة مهنية منتجة تشبه أماكن الاسترخاء والساونا والتدليك.
هناك، تطلق سيدات الأعمال أنشطتهن وتنميها وتوسعها. كما أنهن يساندن بعضهن بعضا عبر برامج "جورو" وغير ذلك من الفعاليات.
تقول جوليا ويستفول، الرئيس التنفيذي لهيرا هاب، "كثيرا ماتجد النساء أن العمل مع مهنيات أخريات لا يساعدهن فقط على أن يكن أكثر إنتاجية ، بل إن اتساع شبكة الاتصالات والموارد المتاحة لهن يساعدهن أيضا على تنمية أنشطتهن بمعدلات أسرع مما لو كن بمعزل عن الأوساط الداعمة لأنشطتهن."
التقيت ديبورا أوينز، وهي عضو في هذا الوسط، وواحدة من خبراء إدارة الثروات وهي تعمل مع النساء لمساعدتهن على فهم ما لديهن من مواطن القوة والمهارات وتحقيق الانسجام بينها وبين قيمهن.
قالت لي أوينز بكل ثقة، "المرأة هي المسؤول المالي التنفيذي للأسرة."
لم يعد هناك مجال للضغط على المكابح
ووفقا لتقرير نشرته مؤخرا مؤسسة التمويل الدولية، فإن نقص خدمات رعاية الطفل تعد عقبة رئيسية أمام مشاركة المرأة بشكل كامل ومتساو في العمل المدفوع لأنها هي على الأرجح التي تضطلع أكثر من الرجل بمسؤولية رعاية الطفل.
قالت نيكول داش، صاحبة مؤسسة بلاي وورك داش، "العمل والأمومة لا يتناقضان. وموقع العمل المشترك الذي توفره في واشنطن يوفر الحيز المهني للآباء من أجل العمل تزامنا مع حل جزئي لمشكلة رعاية الطفل بشكل ملائم في موقع العمل.
فلا حاجة للأمهات إلى كبح جماح ارتقائهن المهني أو الانسحاب الكامل من مجالهن بسبب ركونهن إلى خيار رعاية الطفل."
وبناء على هذه البيانات، وفرت البيئة التي تحقق التوازن بين رعاية الطفل ومواصلة العمل والحصول على الدخل للمرأة ولأسرتها.
ومن الأمثلة العظيمة التي أشارت إليها، ريتشيل كرافت، التي بدأت في استعمال المكان كوسيلة للحصول على استراحة من البقاء في المنزل مع أطفالها. وبينما تعمل هنا مع زميلات أخريات من الأمهات العاملات، لاحت لها فكرة إطلاق نشاطها الخاص الافتراضي. واليوم، أصبح لديها المزيد من الأعضاء بينما يتنامى نشاطها الذي يدر الأموال على أسرتها.
الآن حان الوقت المناسب
أنا أم عاملة، وأضم صوتي إلى أصوات الملايين الذين يقولون إن الوقت قد حان لتمكين المرأة في كل بقاع العالم، والاحتفاء بهؤلاء الذين يجاهدون من أجل استرداد حق المرأة وتحقيق ذاتها بالكامل.
انضم إلى النقاش