نشر في أصوات

سنوات العيش في الخطر، وسنوات الفرص

الصفحة متوفرة باللغة:

 

سنوات العيش في الخطر

تتلوى العاصفة كالحية التي تستعد للدغ، يساعدها في ذلك ارتفاع درجة الحرارة وزيادة الرطوبة. وتستعد البحار التي ترتفع مناسيبها لتمحو من على وجه الأرض المدن وغيرها من أشكال التنمية المقامة على السواحل. وتهدد التربة القاحلة البنية اللون في أراض زراعية كانت يوما ما خضراء الأمن الغذائي لملايين البشر، كل هذا بينما تزداد أعداد الأفواه المطلوب إطعامها. وتتأجج حرائق الغابات وينطلق من أراضي السبخات المحترقة الكربون الأسود وغازات الدفيئة في الغلاف الجوي الرقيق. 
 
هذه هي صور تغير المناخ التي أصبحت تؤثر على الناس فعليا الآن وفي كل أنحاء العالم والتي يبرزها مسلسل "سنوات العيش في الخطر".
 
تبث قنوات ®SHOWTIME المسلسل الذي يضم طاقم تمثيل غير معتاد، إذ يتألف من أبرز المحررين والصحفيين المشاهير وهم يوثقون أثر تغير المناخ في مختلف أنحاء العالم. وخلال حلقات العمل التسع نشاهد تغير المناخ في صورة قصة إنسانية تماما.

وقد أكد زعماء العالم أحدث تقرير في سلسلة من تقارير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (e)، وهو الهيئة التي حازت على جائزة نوبل عن أعمالها في علوم المناخ. إن هذه التقارير حاسمة في تقييمها بأن تغير المناخ أمر واقع، وأنه يؤثر علينا جميعا، وأنه يحدث الآن وليس مستقبلا، وأنه يزداد سوءا، وأننا لم نتأهب له بعد.  ويوضح أحدث التقارير أننا نملك تكنولوجيا الطاقة النظيفة كي نبدأ الحد من التلوث الكربوني بتكلفة غاية في الانخفاض، وهي أقل من تكلفة التقاعس عن العمل، لكن مساحة التحرك تتقلص سريعا.
 
هذه هي سنوات العيش في الخطر. لكن هناك أيضا سنوات من الأمل. فنحن أول جيل يعرف أن تغير المناخ خطر واضح وماثل أمام الأعين، ونحن أيضا آخر جيل يمكن وقفه. وغالبا ما يصف رئيس مجموعة البنك الدولي، جيم يونغ كيم، رؤية الأطفال الصغار في المستقبل، حين ينظر أحدهم إلى أبيه متسائلا "أبي ماذا فعلت حين عرفت؟"
 
وتحت رئاسة كيم فإن البنك الدولي يفعل الكثير. فقد جمد تقريبا جميع الاستثمارات في محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم ويدفع قدما مشاريع الطاقة المتجددة بقوة وعزم. كما أنه يشجع "الاتصال من أجل المناخ" Connect4Climate، وهي حملة عالمية وتحالف يستهدف وضع حلول لأخطر التحديات في عصرنا. وقادت هذه الرؤية البنك الدولي إلى استضافة أول عرض لمسلسل "السنوات" في مقره بواشنطن يوم 10 أبريل/نيسان خلال اجتماعات الربيع (e). ونحن نحيي مديرة البرنامج لوسيا جرينا وفريق Connect4Climate لأدائه المهني وحماسته.
 
هذه هي سنوات الفرص. فقبل عقدين من الزمان كان لدينا قدرة أكبر على الصمود لحل أزمة المناخ. لكن المشكلة كانت مجردة إلى درجة يصعب معها تعبئة ضغوط الجماهير وهي المطلوبة لإقناع قادتنا بإحداث تغيير، وكانت تكنولوجيا الطاقة النظيفة قد بدأت للتو في الظهور. لكن آثار تغير المناخ وإجراءات منعها أصبحت قائمة أمامنا الآن. فهي ملموسة وهي تؤثر على حياة كل منا. ويظهر مسلسل "السنوات" إلى أي مدى أصبح تغير المناخ يؤثر على حياة البشر.

وتعتمد حملتنا "تحرك الآن" Act Now على حملات تشنها جماعات لمواجهة تغير المناخ مثل www.350.org، وصندوق الدفاع البيئي، ورابطة الناخبين للحفاظ على البيئة، ومجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، والاتحاد الوطني للحياة البرية، ونادي سييرا، وجماعات كثيرة غيرها. إن الهدف هو منع القادة والزعماء من مواصلة أجندتهم بدون أي تغيير ولا تعديل. وينطبق هذا بشكل خاص على القوى العالمية التي اجتمعت في مفاوضات المناخ 2015 بباريس. فقد تكون هذه المحادثات هي الفرصة الأخيرة لتحرك ذي مغزى قبل أن نعبر نقطة اللاعودة حين نصبح عاجزين عن وقف هذه الظاهرة.
 
ولأول مرة منذ عرض الفيلم التسجيلي "حقيقة غير مريحة An Inconvenient Truth"، يتوفر لنا حملة إعلامية لها القدرة على إثارة حوار حاسم عن تغير المناخ. فالمزج بين السرد القصصي الشيق وقوة النجومية وإبداع فن السينما يبشر بتمكين من يشعرون بالقلق بالفعل وإشراك من لا يشعرون به. فهذا العمل لا يتعلق بمسلسل تلفزيوني باهر بل بحركة عالمية آخذة في النمو.
 
بوسعنا – بل يجب علينا - العمل معا للعثور على حلول. ونأمل حقا بأن تشاهدوا هذا العمل - أكبر قصة في عصرنا - مع أصدقائكم وأفراد الأسرة واتخاذ موقف.
 
سنوات العيش في الخطر هو مسلسل من تسع حلقات، ويتم بثه أيام الأحد الساعة العاشرة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة على قناة ®SHOWTIME.

 


انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000