نشر في أصوات عربية

شبكة المساءلة الاجتماعية بالعالم العربي: إرساء ثقافة وفكر المساءلة الاجتماعية

الصفحة متوفرة باللغة:

حيا ممثلو الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص ووسائل الإعلام الذين جاءوا من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعضهم بعضاً بحرارة خلال لقائهم مؤخرا في الرباط. وتساءل الحاضرون عن أحوال الأهل والأصدقاء، وهو تقليد معتاد في المنطقة، إلا أن أمرا فريدا ميز هذا التجمع، فالمشاركين تحدثوا عن التحول الذي تشهده المنطقة وحركات الشباب والناشطين والدساتير والإصلاحات ليعرب كل منهم عن أحلامه ومخاوفه.

إحدى أهداف اللقاء الذي عُقد في العاصمة المغربية المشمسة كان تأسيس شبكة المساءلة الاجتماعية في العالم العربي، وهي الشبكة الإقليمية للعاملين مجال المساءلة الاجتماعية والتي تهدف إلى تعزيز نشر الوعي وبناء القدرات. وبصفتها أول شبكة للمساءلة الاجتماعية في المنطقة، تصبو الشبكة إلى دعم المشاركة والشراكة البناءة بين منظمات المجتمع المدني والحكومات ووسائل الإعلام والقطاع الخاص.

Image

وقد حقق أعضاء الشبكة تقدما ملحوظا منذ لقائهم الأول في القاهرة في أكتوبر/تشرين الأول عام 2010 حينما طرح التوجه نحو المساءلة الاجتماعية لأول مرة. وفي يوليو/تموز من العام الماضي في عمان، اتفق المشاركون على محاور التركيز ذات الأولوية التي تأتي في صميم التغيرات التي تعتري المنطقة وهي: تداول المعلومات، وشفافية الميزانية، وحرية التجمع، وتقديم الخدمات.وفي مارس/آذار، التقى أعضاء الشبكة في الرباط من أجل تدشين الشبكة رسميا. وتعليقا على ذلك، قال أحد الأعضاء:"إن الشعور بملكية الشبكة من جانب أعضائها هو مطلب أساسي. فهم القادة الذين سيتعين عليهم توسيع قاعدتها ونشر ثقافة المساءلة الاجتماعية في المنطقة."

ومن القاهرة إلى عمان والآن إلى الرباط، شكلت أنشطة تبادل الأفكار والاتفاق والاختلاف والمناظرات والتعبير عن الأفكار الجديدة وتبادلها رمزا لحماس المنطقة ورؤيتها للمستقبل. وبالروح نفسها، سهر فريق عمل يضم سبعة من بلدان المنطقة حتى الساعات الأولى من الصباح على إعداد وصياغة مسودة ميثاق تحدد رؤية الشبكة ورسالتها ومعايير الأهلية والهيكل الإداري لها. وفي اليوم التالي، قاموا بدمج تعليقات إضافية فيها وانتهوا من صياغة الوثيقة.

وقال أحد الشباب المشاركين متحمساً: "ليس هناك وقت نضيعه وليست هناك أية أعذار. نحتاج إلى التحرك الآن. لايمكننا أن نحدث تغييرا إلا إذا نشرنا الوعي بمبادئ المساءلة الاجتماعية من أجل تغيير الثقافات والترويج لفهم جديد لحقوقنا ومسؤولياتنا."

سررت كثيرا لأن أشهد مثل هذه الديناميكية المثيرة وأن أكون جزءا منها بينما تزداد شبكة المساءلة الاجتماعية في العالم العربي نموا وقوة. ومن شأن تشجيع الحوار بين الدولة ومواطنيها، في وقت تبدأ المنطقة فصلا جديدا، أن يسهم في إرساء ثقافة ونمط فكري جديدين يقومان على المساءلة الاجتماعية. 

شاهد عرضا مصورا لبعض حوارات لقاء المغرب باللغة الإنجليزية.


بقلم

نجاة ياموري

أخصائية أولى في مجال التنمية الاجتماعية

انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000