نشر في أصوات عربية

بناء مستقبل مشرق: قوة التعليم ما قبل المدرسي في جيبوتي

الصفحة متوفرة باللغة:
 A group of students reading at school in Djibouti. (Photo: Bridget Sabine Crumpton) A group of students reading at school in Djibouti. (Photo: Bridget Sabine Crumpton)

تعد الأسر في جيبوتي أطفالها لبدء العام الدراسي الجديد، تماما مثل العديد من الآباء في كل أنحاء العالم. وستتاح لعدد متزايد من الفتيات والفتيان في سن الخامسة، فرصة الالتحاق بالتعليم ما قبل المدرسة، ليحصلوا على بداية  أفضل في الحياة. وبالطبع فإنه لا يقتصر التعلم داخل جدران الفصول الدراسية الملونة، على الكتب المدرسية والمهام الصعبة. بدلاً من ذلك، يعتمد منهج ما قبل المدرسة، على التعلم من خلال اللعب، وبناء المهارات الحياتية. ويتيح أسلوب اللعب للأطفال الصغار فرصة استيعاب المعرفة بسهولة. فهو يغذي المهارات المعرفية الحيوية؛ مثل حل المشكلات وتطوير اللغة، والمهارات الاجتماعية والعاطفية في التعاون مع الآخرين والتنظيم الذاتي - وكلها مهارات للحياة لا تقدر بثمن،، والاستعداد لبدء التعليم الابتدائي. ويعد الاستثمار في التعليم قبل المدرسي، أحد ركائز الإصلاح التعليمي التحويلي، الذي تنفذه حكومة جيبوتي، لتحسين التعلم، وتزويد الأطفال الصغار بالمهارات الحياتية. 

وكان مديرو المدارس والمعلمون حريصين على تبادل تجاربهم حول تأثير مرحلة ما قبل المدرسة، وذلك خلال الزيارات المدرسية الأخيرة،. وقال أحد المعلمين:"يواجه الطلاب الجدد، في سبتمبر/أيلول، صعوبات في تنظيم أنفسهم والمشاركة مع أقرانهم. وبرغم ذلك، وبعد تسعة أشهر، يمكنهم المشاركة في الأنشطة الجماعية وأداء المهام الفردية. إنهم يكتسبون أساسيات اللغة الفرنسية (لغة التدريس) التي تمنحهم السبق عندما يبدأون المدرسة الابتدائية." 

وأجمع مديرو المدارس على مساندتهم. وقال أحد مديري المدارس: "يأتي الطلاب من مرحلة ما قبل المدرسة، وهم أكثر استعدادًا للالتحاق بالمدرسة الابتدائية، ومع وجود أقل من واحد من كل خمسة طلاب ملتحقين بمرحلة ما قبل المدرسة، نقوم بتقسيمهم على جميع فصول المدرسة الابتدائية حتى يكونوا قدوة للطلاب الآخرين، ويقوموا بدعم الطلاب والمعلمين في مهام التعلم المتنوعة". وتؤكد الأدلة الناشئة أيضًا فوائد التعليم ما قبل المدرسي على نتائج التعليم العالي. ولكن ربما يكون الطلب الواضح من أولياء الأمور للتوسع في مرحلة ما قبل المدرسة، هو الذي يدل بشكل أفضل على فوائده.

 

Image
طالبة تقوم بنشاط تعليمي في روضة أطفال في جيبوتي. (الصورة: بريدجيت سابين كرومبتون)
طالبة تقوم بنشاط تعليمي في روضة أطفال في جيبوتي.

ولهذا السبب أصبح الاستثمار في مرحلة التعليم ما قبل المدرسي أولوية سياسية في جيبوتي، وهي دولة صغيرة وديناميكية تتمتع بموقع استراتيجي عند مدخل البحر الأحمر. وتعمل وزارة التربية الوطنية والتدريب المهني (MENFOP) على تعزيز استراتيجيات التوسع السريع بحيث تشمل جميع الأطفال في سن الخامسة، وذلك بحلول عام 2030. ويأتي مشروع توسيع فرص التعلم (PRODA)، بالشراكة مع البنك الدولي، والذي يقوم بتقديم التمويل، وبالتعاون مع الشراكة العالمية للتعليم، وبرنامج "علّم طفلاً" التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع، وكذلك مع شركاء آخرين، ويعمل الشركاء مع وزارة التربية الوطنية والتدريب المهني لوضع أسس نظام العليم ما قبل المدرسي، ولنجاح الأطفال، وخاصة الأطفال الضعفاء أثناء رحلتهم في نظام التعليم في البلاد. 

ينصب تركيز السياسة على التوسع والجودة والإنصاف والنهج الموحد لجميع مقدمي الخدمات. وتشمل الركائز الأساسية وضع معايير الجودة، وآلية ضمان الجودة، لتنظيم الخدمات العامة والخاصة، ومتابعة التقدم. ويصاحب مراجعة المناهج الدراسية، لمرحلة ما قبل المدرسة، أطر الكفاءة والتدريب والتطوير المهني، والتدريب المستمر للمعلمين لضمان حصولهم على المهارات والدعم المناسبين لتشجيع التعلم القائم على اللعب. 

وتستهدف هذه الخدمات المناطق الريفية واللاجئين والأطفال الضعفاء، حيث عائد الاستثمار هو الأعلى. وتظهر النتائج الحالية مدى التطور غير المسبوق لنظام ما قبل المدرسة، ولا سيما تضاعف معدلات الالتحاق منذ عام 2016، على الرغم من أن هذا المعدل الذي يبلغ 13.6% لا يزال منخفضًا. وهناك أيضًا توسع سريع في أعداد المعلمين في مرحلة ما قبل المدرسة، حيث توسعت بنسبة 50% في عام 2023، وتم بناء وتجهيز أكثر من 30 فصلًا دراسيًا إضافيًا لمرحلة ما قبل المدرسة مما سهّل التحاق أكثر من 800 طفل. 

إن استثمار وزارة التربية الوطنية و التدريب المهني في نظام جيد لمرحلة ما قبل المدرسة، هو استثمار في رأس المال البشري في جيبوتي، وسيؤدي إلى تحسين المستقبل الأكاديمي والاجتماعي والاقتصادي لشبابها. وستكون الشراكة مع الحكومة، وشركاء التنمية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، عنصرا محوريا في إحداث تغيير جذري، بحيث تتاح الفرصة للالتحاق بمرحلة ما قبل المدرسة في عام 2030 لجميع الأطفال الصغار، بدلا من بعض الأطفال فحسب. 

 

لمزيد من المعلومات حول جيبوتي أو مشروع توسيع فرص التعلم، اتصل بـ: Djibouti_Eduteam@worldbank.org  


بقلم

بريدجت كرمبتون

أخصائية تعليم أولى، وجيبوتي، البنك الدولي

نيفين النحاس

مستشارة تنمية الطفولة المبكرة- البنك الدولي

انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000