افتتحت "أنيسة شيخ عبد القادر" مطعماً يطل على الطريق الوطني رقم 1 الذي يحظى بشعبية كبيرة بين سائقي الشاحنات الإثيوبيين وسكان مدينة مولود التي تقع بمنطقة دخيل الجنوبية في جيبوتي. و"أنيسة" واحدة من بين 1497 مستفيداً من برنامج تدريب الشباب على ريادة الأعمال الذي تديره الوكالة الجيبوتية للتنمية الاجتماعية ومركز القيادة وريادة الأعمال، كما أنه جزء من مشروع يموله البنك الدولي لمساندة الشباب ورائدات الأعمال.
وقد كبر مطعم "أنيسة" الصغير بفضل البرنامج الذي مكنها من توصيل الكهرباء وشراء ثلاجة وتعيين طباخ جديد أكثر خبرة لتوسيع قائمة المأكولات التي يقدمها المطعم. وقالت "أنيسة": "لقد تحسن وضع أسرتنا كثيراً، فالأطفال يتمتعون بحياة أفضل، كما يمكننا توفير المزيد من اللوازم المدرسية والوجبات الخفيفة والملابس التي لم نكن قادرين على سداد مقابلها من قبل...إن الوضع الحالي يجلب السعادة لأطفالنا. وقبل ذلك، كنا نعتني أيضاً بالأخ الأصغر لزوجي. واليوم، يعمل هذا الأخ معنا في المطعم واستقل بحياته حتى أنه تزوج مؤخراً."
ويمنح هذا البرنامج 2300 مؤسسة أعمال متناهية الصغر القدرةَ على الحصول على خدمات تنمية الأعمال مثل المحاسبة والتسويق والتدريب على الإدارة وكذلك رأس المال التأسيسي. ويهدف البرنامج إلى معالجة البطالة والفقر بين الشباب والنساء من خلال إتاحة الفرصة لهم لخلق الأنشطة المدرة للدخل. كما أنه يتسق مع هدف الحكومة المتمثل في تعزيز دور القطاع الخاص في البلاد وتوسيع نطاق النمو ليكون أكثر شمولاً للجميع.
ويكتسب هذا البرنامج أهمية خاصة في جيبوتي حيث يبلغ معدل البطالة نحو 79% بين صفوف الشباب و74% للنساء.
ويحصل المستفيدون على ستة أشهر من التدريب على ريادة الأعمال يتعلمون خلالها كيفية إعداد المشاريع، وإدارة الشركات، وبدء أنشطة الأعمال جنباً إلى جنب مع خلق المزيد من فرص العمل داخل مجتمعهم المحلي.
وهذا هو الحال بالنسبة إلى "منى ياسين عبد الله"، التي تظهر صورتها أدناه مع تلاميذ فصلها بمنطقة دخيل الجنوبية حيث افتتحت مع شريكتين لها مركزاً خاصاً لتعليم الأطفال في مرحلة ما قبل الدراسة يضم الآن فصلين ويستقبل نحو 40 طفلاً. قالت "منى": "بعد دراستي، بحثت طويلاً عن فرصة عمل دون جدوى، وأمضيت أيامي لا أفعل شيئاً، وهو ما أثر كثيراً على ثقتي بنفسي...وأتاح برنامج تدريب الشباب على ريادة الأعمال الفرصةَ لي، ومنحني سبباً أصحو من أجله كل صباح، ولهذا أشكر كل من يقف وراء هذا البرنامج الذي جعلني أشعر أنني مفيدة للمجتمع من حولي."
ولا يساعد البرنامج النساء فحسب، بل يساعد فئة الشباب بوجه عام. "حميد علي موسى" الذي تظهر صورته أدناه، شاب يمتلك ورشة لتصنيع الألومنيوم والنجارة يعمل بها أربعة أشخاص، أخبرنا بقوله: "إن أثر البرنامج بالنسبة لي أثر حقيقي لأنني ساعدت العديد من أبناء منطقة "دخيل" في مشروعاتهم الإنشائية ووفرت لهم فرصاً للعمل...وبسبب الورشة أصبح لهذه الأسر دخل يُعينها، كما أنني، ولله الحمد، أصبحت أمتلك مشروعاً خاصاً بي."
وفي جميع أنحاء البلاد، كان هناك انتشار للشركات متناهية الصغر، من متاجر الأجهزة إلى المطاعم. وهذه المؤسسات الجديدة هي التي تدفع عجلة النمو الاقتصادي المحلي وتساعد الناس على الخلاص من شَرَكِ الفقر وتحسين حياة الآخرين في مجتمعاتهم المحلية. وهناك مثال آخر، كما هو موضح أدناه، وهو مزرعة زراعية رعوية بمنطقة أوبلي، يساندها برنامج تدريب الشباب على ريادة الأعمال.
تتمثل العوامل الرئيسية لنجاح هذا البرنامج في منهجيته الشاملة والتدريب على ريادة الأعمال، فضلاً عن التوجيه من جانب الميسرين. ويُعتبر إتقان بعض الأدوات، مثل وضع خطة عمل، أمراً ضرورياً لبدء النشاط التجاري الناجح، وسمحت هذه الأدوات والمهارات للمشاركين باكتساب الأسس المتينة لتأسيس أعمالهم.
تجدر الإشارة إلى أن برنامج التدريب على ريادة الأعمال اتبع نهج "من القاعدة إلى القمة"، بمعنى أن النساء والشباب انضموا إلى البرنامج بأفكارهم الذاتية المستمدة من مجتمعاتهم المحلية، بدلاً من أن يقوم البرنامج بتوجيههم نحو تأسيس أنشطة أعمال محددة. كما تم تدريب ميسرين من المجالس الإقليمية وغرف التجارة المحلية بمجال ريادة الأعمال ليقوموا بنشر هذه المعارف على المستوى المحلي من جهة، وضمان استدامة البرنامج من جهة أخرى.
انضم إلى النقاش