تتسارع دقات الساعة على ضفتي البحر المتوسط، فهناك قوة عاملة تتقدم في العمر على إحدى الضفتين، وعلى الضفة الأخرى هناك فائض في القوة العاملة. ورغم ذلك وأيا كانت الديناميكيات الديموجرافية، فإن منطقة البحر المتوسط تواجه تحدياً هائلاً: توفير مستقبل آمن يتسم بالقوة والازدهار لشبابه مما ينعكس بالفائدة على مجتمعاته وعلى تنميتها الاقتصادية وتقدمها.
ولا يمكن للمرء أن يفكر في مستقبل مزدهر للشباب دون مواجهة تحديين رئيسيين: الأول هو التعليم، وكيفية إعداد الشباب لوظائف الغد التي ليس لها وجود اليوم، والثاني هو بناء اقتصاد الغد. ويعدّ الاقتصاد الرقمي، أسرع القطاعات نمواً على مستوى العالم، وهو المحرك الرئيسي للابتكار والنمو الاقتصادي للخمسين سنة القادمة.
إن التحديين متداخلان في واقع الأمر، وإطار تحدي التعليم الذي نواجهه يُحدَّد بشكل أفضل من جهة علاقته بريادة الأعمال. وتعد مهارات وقيم ريادة الأعمال غاية في الوضوح: حل المشكلات، والتفكير النقدي، والعمل الجماعي، وتحمل المخاطر. ولست في حاجة إلى القول بأن هذه الخصائص تختلف اختلافاً كبيراً عن المهارات التي توفرها أنظمة وبرامج التعليم الحالية التي هي في حاجة ماسة إلى الإصلاح. والتحدث عن الإصلاح يكون دائما أسهل من القيام به، ولكن هذا الأمر ليس متعلقا بالإدارة أو بالمناهج: إنه ينطوي على تغيير في التوجه والعقلية، ويشرك معه المجتمع بكامله وليس المؤسسات التعليمية وحدها.
ويعتبر أكثر من 40% من رواد الأعمال في المنطقة أن إيجاد المهارات المناسبة هو التحدي الأول في عملية اختيار العمالة، وأغلب هذه المهارات هي مهارات شخصية مثل تلك التي ذُكرت آنفا- التفكير النقدي، والاستقلالية في عملهم، والتحلي بروح الفريق. وكما يصف فريدمان الأمر: "العالم مسطح"، ونتيجة لذلك فإن المعرفة لم تعد ميزة نسبية. أما الميزات الحقيقة فهي المثابرة، والفضول، وتحمل المخاطرة. إذن كيف نبني هذه المهارات في المناهج المدرسية وفي العقلية المحلية؟ بمكافأة الشباب الذين يستخدمونها وتوفير مدارس تشرك الشباب في أنشطة بناء المجتمع بما يجعل المدرسة في قلب المجتمع. إن المشاركة الإنسانية والاجتماعية داخل المدرسة وداخل المجتمع هي بالفعل ذات أهمية بالغة ليس فقط من أجل بناء المهارات المتعلقة بريادة الأعمال لدى الشباب ولكن لمنحهم أيضا إحساساً بأهمية الهدف.
ومن الأمثلة التي تعكس المشاركة وجود علاقة أكثر قرباً مع القطاع الخاص ورابطة أقوى مع الشركات، والأعمال الناشئة، وسوق الوظائف، وخصوصاً لطلاب المدارس الثانوية والمدارس الفنية والجامعات. وفي حين أنه ليس هناك وصفه واحدة للنجاح، فإن الكثير من تجارب مشاركة القطاع الخاص في المدارس قادت إلى توافق جيد بين التوقعات التعليمية وحقائق التوظيف. ويمكن للشباب أن يصبحوا مبتكرين للغاية في تلبية الاحتياجات ما داموا يُمنحون الفرص الحقيقية لاكتشاف مهن جديدة وتفريغ طاقتهم في العمل.
تصبح أهمية وضع الشباب في وظيفة ملائمة أكبر إذا أخذنا في الحسبان حقيقة أن هناك تنافساً على شباب منطقة البحر المتوسط. فمحلياً، حددتهم الصراعات وجماعات التأثير بوصفهم أهدافاً ضعيفة يسهل تجنيدها؛ فقد كشف مسح استقصائي جديد عن أن الشباب يعتبرون نقص الوظائف والفرص هو الدافع الأول الذي يقف وراء استقطاب و تجنيد الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) لأقرانهم. ودوليا، قد تَحرم المنافسة على استقطاب الموهوبين منطقة المتوسط من أفضل نماذجها الرائدة، إذ يهرب الكثيرون سعيا وراء فرص أفضل: فأول ثلاثة بلدان يرغب الشباب العربي في العيش فيها إذا أتيحت لهم الفرصة هي الإمارات العربية المتحدة تليها الولايات المتحدة وألمانيا.
إن تنوع الموارد والمواهب في منطقة البحر المتوسط وموقعها الجغرافي يجعلها مكانا مثالياً للابتكار وريادة الأعمال. إن توقيت التغيير المطلوب هو الآن، فالاقتصاد الرقمي يعد قوة هائلة بإمكانها إمداد منطقة البحر المتوسط بفرص نمو اقتصادي غير مسبوقة إذا ما تم توظيف الاستثمارات المناسبة في التعليم وريادة الأعمال.
ولا يمكن للمرء أن يفكر في مستقبل مزدهر للشباب دون مواجهة تحديين رئيسيين: الأول هو التعليم، وكيفية إعداد الشباب لوظائف الغد التي ليس لها وجود اليوم، والثاني هو بناء اقتصاد الغد. ويعدّ الاقتصاد الرقمي، أسرع القطاعات نمواً على مستوى العالم، وهو المحرك الرئيسي للابتكار والنمو الاقتصادي للخمسين سنة القادمة.
إن التحديين متداخلان في واقع الأمر، وإطار تحدي التعليم الذي نواجهه يُحدَّد بشكل أفضل من جهة علاقته بريادة الأعمال. وتعد مهارات وقيم ريادة الأعمال غاية في الوضوح: حل المشكلات، والتفكير النقدي، والعمل الجماعي، وتحمل المخاطر. ولست في حاجة إلى القول بأن هذه الخصائص تختلف اختلافاً كبيراً عن المهارات التي توفرها أنظمة وبرامج التعليم الحالية التي هي في حاجة ماسة إلى الإصلاح. والتحدث عن الإصلاح يكون دائما أسهل من القيام به، ولكن هذا الأمر ليس متعلقا بالإدارة أو بالمناهج: إنه ينطوي على تغيير في التوجه والعقلية، ويشرك معه المجتمع بكامله وليس المؤسسات التعليمية وحدها.
ويعتبر أكثر من 40% من رواد الأعمال في المنطقة أن إيجاد المهارات المناسبة هو التحدي الأول في عملية اختيار العمالة، وأغلب هذه المهارات هي مهارات شخصية مثل تلك التي ذُكرت آنفا- التفكير النقدي، والاستقلالية في عملهم، والتحلي بروح الفريق. وكما يصف فريدمان الأمر: "العالم مسطح"، ونتيجة لذلك فإن المعرفة لم تعد ميزة نسبية. أما الميزات الحقيقة فهي المثابرة، والفضول، وتحمل المخاطرة. إذن كيف نبني هذه المهارات في المناهج المدرسية وفي العقلية المحلية؟ بمكافأة الشباب الذين يستخدمونها وتوفير مدارس تشرك الشباب في أنشطة بناء المجتمع بما يجعل المدرسة في قلب المجتمع. إن المشاركة الإنسانية والاجتماعية داخل المدرسة وداخل المجتمع هي بالفعل ذات أهمية بالغة ليس فقط من أجل بناء المهارات المتعلقة بريادة الأعمال لدى الشباب ولكن لمنحهم أيضا إحساساً بأهمية الهدف.
ومن الأمثلة التي تعكس المشاركة وجود علاقة أكثر قرباً مع القطاع الخاص ورابطة أقوى مع الشركات، والأعمال الناشئة، وسوق الوظائف، وخصوصاً لطلاب المدارس الثانوية والمدارس الفنية والجامعات. وفي حين أنه ليس هناك وصفه واحدة للنجاح، فإن الكثير من تجارب مشاركة القطاع الخاص في المدارس قادت إلى توافق جيد بين التوقعات التعليمية وحقائق التوظيف. ويمكن للشباب أن يصبحوا مبتكرين للغاية في تلبية الاحتياجات ما داموا يُمنحون الفرص الحقيقية لاكتشاف مهن جديدة وتفريغ طاقتهم في العمل.
تصبح أهمية وضع الشباب في وظيفة ملائمة أكبر إذا أخذنا في الحسبان حقيقة أن هناك تنافساً على شباب منطقة البحر المتوسط. فمحلياً، حددتهم الصراعات وجماعات التأثير بوصفهم أهدافاً ضعيفة يسهل تجنيدها؛ فقد كشف مسح استقصائي جديد عن أن الشباب يعتبرون نقص الوظائف والفرص هو الدافع الأول الذي يقف وراء استقطاب و تجنيد الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) لأقرانهم. ودوليا، قد تَحرم المنافسة على استقطاب الموهوبين منطقة المتوسط من أفضل نماذجها الرائدة، إذ يهرب الكثيرون سعيا وراء فرص أفضل: فأول ثلاثة بلدان يرغب الشباب العربي في العيش فيها إذا أتيحت لهم الفرصة هي الإمارات العربية المتحدة تليها الولايات المتحدة وألمانيا.
إن تنوع الموارد والمواهب في منطقة البحر المتوسط وموقعها الجغرافي يجعلها مكانا مثالياً للابتكار وريادة الأعمال. إن توقيت التغيير المطلوب هو الآن، فالاقتصاد الرقمي يعد قوة هائلة بإمكانها إمداد منطقة البحر المتوسط بفرص نمو اقتصادي غير مسبوقة إذا ما تم توظيف الاستثمارات المناسبة في التعليم وريادة الأعمال.
انضم إلى النقاش