ولا يرى الطلاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أي طائل من التعليم الذي يحصلون عليه، رغم الاستثمارات الهائلة التي ينفقها الآباء والحكومات، حيث يتخرجون دون اكتساب المهارات اللازمة للحصول على عمل يدر دخلا. وبعد أن تمكنت المنطقة من إتاحة التعليم للجميع في أغلب البلدان، حولت تركيزها من توسيع نطاق الحصول على التعليم ومد مظلة الخدمات التعليمية إلى التحقق من جودتها. وعلى مدى العقد الماضي، تمت مراجعة المناهج وتنقيحها. كما تم دراسة وتحسين أساليب تدريب المعلمين والأساليب التربوية. وتم تطبيق تكنولوجيا الاتصال في توسيع نطاق المواد التعليمية.ومع هذا، تظل النتائج النهائية للتعليم من بين أدنى المستويات عالميا بينما تبلغ معدلات البطالة أعلاها بين الخريجين.
ومن الجوانب التي لم تحظ بالاهتمام الكافي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تنمية الطفولة المبكرة بما لها من تأثير على التعليم والعمل والحياة. فالسنوات الأولى من حياة الطفل تمثل أساسا حيويا لنموهم كي يصبحوا كبارا أصحاء ومنتجين.فتجارب الطفولة المبكرة تؤثر بقوة على قدرة الشخص على التعلم والدراسة والصحة والعمل والمشاركة الاجتماعية طوال حياته. كما أن الطفولة المبكرة لها تأثيرها حينما تنتقل من جيل إلى آخر الظروف المؤدية إلى استمرار دورة الفقر وانعدام المساواة. وقد ظل ظهور تنميةالطفولةالمبكرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بطيئا ضمن أولويات السياسات. فكثيرا ما يغيب من أجندة السياسات، ولا يحظى بالدراسة الكافية، فضلا عن افتقاره للموارد. ونتيجة لذلك، ورغم تصنيف المنطقة باعتبارها متوسطة الدخل، فإن مؤشرات تنمية الطفولة المبكرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يجعلها أقرب إلى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء منها إلى البلدان المتوسطة الدخل.
وبصفتنا جزءا من الفريق التعليمي الرسمي للبنك الدولي، قمنا بتحليل وضع تنمية الطفولة المبكرة في 12 بلدا باستخدام مسوح الأسر بموجب برنامج يسمى "تنمية الطفولة المبكرة من أجل فرص أفضل"، أو اختصارا باسم ECD-4-ABC.وكانت غايتنا توفير الدليل الذي يمكن أن يساعد الحكومات على تحديد القضايا الأساسية في تنمية الطفولة من حيث الصحة والتغذية والتعليم والعوامل التي تقرر هذه النتائج للأطفال الصغار. وهدفنا هو مساعدة واضعي السياسات على تصميم إجراءات تدخلية موجهة تضع أطفالهم على المسار الصحيح نحو النمو الصحي والتطور، وتوفر لهم فرصا أفضل وأكثر تكافؤا في الحياة. ويأمل الفريق في أن يقدم النتائج خلال الشهور القليلة القادمة كوسيلة لتنوير واضعي السياسات، وزيادة وعي الجمهور والتشجيع على التحرك.
وكما قال الرئيس أوباما، "دعونا نفعل ما ينجح، ونتأكد من عدم تخلف أي من أطفالنا عن بدء سباق الحياة. لنمنح أطفالنا هذه الفرصة".
انضم إلى النقاش