كتبت هذه الرسالة فتاة يمنية ما زالت تعيش في اليمن، وقد فضلنا نشرها كما كتبتها بخط يدها ودون تدخل من جانبنا لتحريرها وان كنا قد راعينا تصحيح الأخطاء النحوية والإملائية عند اعدادها للنشر.
الخميس الأسود
مازلت اذكر هذا التاريخ والذي يوافق يوم الخميس، 26/3/2015، حين تم الاعلان عن تعليق الدراسة في مدرستي وباقي مدارس اليمن بسبب النزاع المسلح والحرب. كان الخبر صادماً لي حيث لم يعد لي متنفس أستطيع من خلاله تخفيف وطأة ضغوط الحياة في بلد يفتقر لأدنى أساسيات الحياة. حين اتخذ قرار تعليق الدراسة أخذت برهة استرجعت فيها تلك الاحلام التي تخيلت فيها مستقبلي مزهرا مليئا بالعطاء كل ذلك انهار وأصبح كل ما أحلم به هو أن أعود الي مدرستي. في البداية توقعنا أن يستمر توقف العمليه التعليمية لأسابيع لكنها امتدت لأشهر ومازالت بوادر الأمل شبه منقطعة في العودة الى المدرسة في هذا العام. مازلت أمر برفقة زميلاتي بجوار مدرستي المغلقة متأملات تلك الذكريات المحفورة على جدرانها العتيقة. مر علينا الى الان أكثر من أربعة أشهر ومازال الحال على ماهو عليه.
ملاجىء للنازحين
مدراسنا أصبحت غير صالحة لتهيئة مناخ تعليمي داعم للطلاب حيث أن بعضها دمر بسبب القصف والبعض الآخر تم استخدامه كملاجىء للنازحين من المحافظات الأخرى بسبب المواجهات المسلحة.
تشير إحصائيات منظمة اليونيسف الى أن" 315 مدرسة قد تضررت بشكل جزئي في حین تضررت 114 مدرسة بشكل كامل وھناك 360 مدرسة مستخدمة كمأوى من قبل الأسر النازحة. كما ان ھناك ما یقدر بـ600,000 طفل في الصفوف 12-9 غیر قادرین على الجلوس على مقاعد الامتحانات النھائیة للشھادتین الأساسیة والثانویة، وھما الشهادتان التي تخولان من یجتازھما الانتقال إلى مرحلة أعلى من مراحل التعلیم ما جعل مستقبل ھؤلاء الطلاب في علم المجھول".
السلاح بديلاَ للقلم
لم يخسر طلاب اليمن فرصهم في الالتحاق بفصولهم الدراسية في هذا العام وحسب بل تم استغلال عدد كبير منهم للمشاركة في الحرب الدائرة الآن. لعل ما تعكسه الأخبار من قتلى معظمهم من الأطفال يزيد من مرارة الألم الذي يعتصر مستقبل اليمن بعد أن أصبح من يجب ان يرسم مستقبل اليمن هو من يساعد على دمارها. ومازال تجنيد الأطفال الذي يعتبر جريمة دولية مستمراً في اليمن بدون أدنى اعتبار باننا نغتال مستقبل اليمن واليمنيين.
أتمنى ان يعرف العالم ان طلاب اليمن يعانون من الحرب والجوع ولا يستطيعون ان يحصلوا على التعليم وهو أبسط حقوقهم. أريدهم أن يتخيلوا أبناءهم وبناتهم في ظروف مشابهة ماذا كانت ستكون نفسياتهم وكيف سيتصرفون. وفي آخر مقالي هذا أتمنى ان أعود إلى مدرستي وان أحمل كتبي وان استعيد حلمي من جديد.
انضم إلى النقاش