نشر في أصوات عربية

حان الوقت لطرح أجندة عالمية طموحة للشباب

الصفحة متوفرة باللغة:
تدوين: غلوريا لا كافا و توبياس ليختينفلد

حان الوقت لطرح أجندة عالمية طموحة للشبابتقل أعمار نصف سكان العالم اليوم عن 25 عاماًوهناك تجمعات كبيرة من الشباب خصوصاً في أفريقيا جنوب الصحراء، وأجزاء كبيرة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعديد من مناطق آسيا. كما لم تصل بعد المعدلات المتزايدة من الشباب والفتيات ذروتها، وستواصل نموها على مدى العقدين القادمين. ولن يكون ممكناً القضاء على الفقر إذا لم يتم التعامل بعناية فائقة مع احتياجات هذه الأعداد الكبيرة من الشباب. وتشيرالتقديرات الأخيرة إلى أن حوالي ربع شباب العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 29 عاما غير ناشطين اقتصادياً. كما أن نصف شباب العالم تقريباً إما يعملون خارج منظومة الاقتصاد الرسمي أو لا يعملون بكامل إمكاناتهم. وخلال السنوات العشر القادمة، ستكون هناك حاجة إلى 47 مليون وظيفة جديدة، أي ما يقرب من 400 ألف وظيفة جديدة في الشهر، من أجل استيعاب جيل الشباب في القوة العاملة .ويقف على القدر نفسه من الأهمية الشعور المتزايد بالإحباط الذي يعبر عنه الشباب نتيجة تضاؤل الفرص ونقص المشاركة، ليس فقط في المجال الاقتصادي، ولكن أيضاً فيالمجالين السياسي والاجتماعي. والتحدي كبير لدرجة أنه يصعب مواجهته بالأساليب المعتادة، وليس بوسع أحد من المعنيين أن يقدم منفرداً حلاً شاملاً.

وفي إطار جهوده للانخراط مع الشباب، استضاف البنك الدولي مؤخراً القمة العالمية للشباب والتي شارك فيها أكثر من 500 شخص من أكثر من 24 بلداً. وضمت قائمة المتحدثين مبعوث الأمم المتحدة الخاص لشؤون الشباب أحمد الهنداوي وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية الدولية، والقطاع الخاص، والمنظمات الشبابية. وقد حقق المؤتمر نجاحاً منقطع النظير حيث ضم جميع الأطراف المعنية بأجندة الشباب العالمية.

ما هي النتائج التي أفضى إليها هذا المؤتمر؟ كيف يمكن من خلاله دفع أجندة الشباب قدماً؟ كيف يمكن للبنك الدولي أن يساهم في تحقيق الأجندة العالمية للشباب؟ أثارت الجلسة التي عقدت خلال القمة حول "أجندة ما بعد 2015 :التصدي لتحديات إقصاء الشباب"مناقشات ساخنة. وهنا نشير إلى مقترحات المتابعة الرئيسية التي تمخضت عنها القمة.

حلول شاملة للشباب في أجندة التنمية ما بعد 2015. خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت مؤخراً، تمت مناقشة المسودة الأولى لأجندة ما بعد 2015 التي تتطلع إلى ما بعد الأهداف الإنمائية للألفية. وبناء على تقرير رفيع المستوى قدمه فريق من الأمم المتحدة، رأى مندوبو 185 بلداً لأول مرة أجندة الشباب تطرح مبلورة في شكل هدف كمي واضح: تخفيض عدد الشباب "الموجودين خارج نطاق التعليم والعمالة والتدريب ". هذا الهدف الذي تدافع عنه منظمات الأمم المتحدة ويجري استخدامه بالفعل من قبل العديد من بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي (OECD)، يساعد على النظر إلى ما وراء المنظور الضيق للبطالة. ويتناول المؤشر المقترح بطريقة منطقية غياب نشاط الشباب وإقصاءه. ويمكن بسهولة قياس نسبة العاطلين عن العمل وغير المتعلمين وغير المدربين باستخدام مسوح معيارية من خلال أسئلة عن التوظيف والتعليم والتدريب. وبوسع البنك أن يلعب دوراً مهماً في إثراء أجندة الشباب العالمية عبر التأكد من شمولية الحلول المقترحة للشباب وذلك اتساقاً مع توصيات تقرير فريق الأمم المتحدة ، وتزامناً مع استمرار قياس مؤشر الأشخاص الموجودين خارج نطاق التعليم والعمالة والتدريب على مدار عملية المسح ومراقبته في تقييمات نسب الفقر، والتقارير الرئيسية والاستراتيجيات القطرية.

Imageهدف لتنمية الشباب. يحتاج مجتمع التنمية بصورة ملحة لنهج مشترك نحو تنمية الشباب. وينبغي أن يتضمن هذا النهج جهوداً لترشيد الاستثمارات الشبابية القائمة على الأدلة وزيادتها، وحشد الموارد، ومتابعة التقدم، وأن يكون المجتمع الدولي مسؤولاً عن التقدم الذي يحرزه الشباب. وعلى المجتمع الفاعل في التنمية أن يضع نصب عينيه هدفاً طموحاً للغاية يستهدف نصف سكان المعمورة. فلنأخذ مؤشر الأشخاص الموجودين خارج نطاق التعليم والعمالة والتدريب على سبيل المثال: إن تخفيض هذا العدد يعني مساعدة مليار شاب على العثور على فرصة عمل، والمشاركة في تنمية العمل الحر، والحصول على التدريب المناسب، أو المشاركة في نشاطات مدنية.هذا الأمر يعني أنه ينبغي إشراك مليار شخص ومساندتهم على مدى 15 عاماً في الفترة الممتدة بين عامي 2015 و2030 – أي مساعدة زهاء ال70 مليون شاب في العام.هل سيكون ذلك كافيا لإنهاء الفقر؟ هل سيكون ذلك كافياً لتعزيز الرخاء المشترك؟ ربما يجب أن يكون الهدف من الأجندة أكبر من هذا، إلا أن هذه الأرقام تبين لنا مدى جسامة الجهد المطلوب.

البرامج والمجالس التي يقودها الشباب للاستماع والتعلم. أطلق مبعوث الأمم المتحدة الخاص لشؤون الشباب مؤخراً برنامجاً لتشجيع الحكومات في مختلف أنحاء العالم على تشكيل مجموعات استشارية بقيادة الشباب أو برامج يمكنها أن تقدم المشورة للوزارات الوطنية والوفود المحلية وأن تساعد في مراقبة تطبيق السياسات. كما وأن دعم مثل هذا النوع من إشراك المواطنين يمثل أولوية للبنك الدولي، وقد ساعدنا على إنشاء مجموعات استشارية بقيادة الشباب من أجل برامجنا القطرية من البيرو إلى البرازيل إلى مقدونيا، ومؤخرا في جامعة الدول العربية. وقد خطت الأمم المتحدة خطوة أكبر في هذا الصدد إذ أنها قررت تشكيل مجالس للشباب في كافة المكاتب القطرية لديها للتأكد من تلبية البرامج كلها لاحتياجات وتطلعات الجيل الذي سيحقق التغيير لهذا العالم. هذه لحظة حرجة للحكومات وكافة شركاء التنمية لكي تقف "لحظة صدق". كما سيكون إنشاء شراكات مع المنظمات الشبابية عنصراً أساسياً في العملية، إذ أنه يساعد على التركيز على المشاكل الأساسية ويتيح للبنك الإصغاء والتوصل إلى حلول أفضل.

هذه أفكار ثلاث ملموسة للغاية لمساندة أجندة الشباب العالمية. فتمكين الشباب والشابات المساهمة في رسم مستقبلهم يمثل مفتاحاً أساسياً في هذه العملية، ولن نبلغ هذه الغاية إلا من خلال العمل معاً وإنشاء شراكات متينة.

فهل نستطيع أن نزيد من مشاركة الشباب وأن نحد من عدم نشاطه بطرق أخرى؟ ماهي أفكارك؟ دعونا نطرح هذه الأسئلة للنقاش.


بقلم

جلوريا لا كافا

منسق لبرنامج البنك الدولي من أجل الشباب

انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000