قد نكون مررنا كعاملين في مجال التنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على مثالين على الأقل لمشاريع اجتماعية شهيرة في المنطقة، لكنني لست على يقين من أننا قد وقفنا بالفعل على الأثر الحقيقي لهذا القطاع وحجمه.
ولكن ما هي المشاريع الاجتماعية؟ بحسب موقع ويكيبيديا فإنها مهنة أولئك الأشخاص الذين يرصدون مشكلة اجتماعية ما ومن ثم يوظفون مبادئ العمل الحر لتنظيم مشروع وإنشائه وإدارته بغرض تحقيق تغيير اجتماعي (مشروع اجتماعي). وفي حين يقيس أصحاب المشاريع التجارية الأداء وفقا للربح والخسارة، فإن صاحب المشروع الاجتماعي يركز في المقابل على تعزيز الأهداف الاجتماعية والبيئية.
ولدى النظر إلى ما نُشر من دراسات أو ذُكر عن هذا النوع من المشاريع، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعتبر للأسف متخلفة في هذا المجال. ويتساءل المرء عن السبب في ذلك؟ربما يعود الأمر، أولا، لعدم وجود أمثلة كافية للدلالة على ذلك في المنطقة، أو ربما لم تنجح التجارب في هذا المجال بالقدر الكافي لنسمع عنها، أو ربما توجد بالفعل أمثلة ناجحة لكننا لا نعلم عنها لسبب أو آخر. لكن بالنظر إلى مجتمعات المنطقة التي يغلب عليها الشباب، أوالفئات المتعلمة التي عاشت (أو مازالت تعيش) في الخارج، وبالنظر إلى سائر المواطنين الذين يواجهون تجارب يومية متعلقة بالمشاكل المجتمعية التي تشكل تحديا لبلدانهم، يصعب عليّ تصديق أنه لا يوجد طلب كاف على الابتكار الاجتماعي.
ومع تغير الحقائق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما يجبر (أو بالأحرى يشجع) كل من يشارك في العمل على تغيير المنطقة، فربما يستحق الأمر توجيه النظر إلى أصحاب المشاريع الاجتماعية والمبدعين اجتماعيا. وفي حين يسافر الكثير منا في البنك الدولي إلى المنطقة بينما يقيم بعضنا الآخر فيها، إلا أننا قليلا ما نصادف أصحاب المشاريع الاجتماعية أو نسمع عن قصص لمشاريع ناجحة. وعندما يحدث ذلك، فإننا نحني رؤوسنا إقرارا وإعجابا برسالتهم النبيلة أو إنجازاتهم لكننا نواصل من بعدها اجتماعاتنا بنظرائنا في البنك.
وأعتقد أن باستطاعتنا أن نبدأ الآن بالبحث عن أولئك المبتكرين مع الأخذ بعين الاعتبار قدرتنا على القيام بالمزيد. وبإمكاننا أن نكون طموحين وأن نضع أجندة تتضمن بنودا مثل المساندة المالية للمشاريع الاجتماعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والدفعنحو إصلاحات لخلق ما يجري الإشارة إليه غالبا بمصطلح "البيئةالمواتية " لنموالمشاريع الاجتماعية وأمور عديدة أكثر إثارة.
انضم إلى النقاش