لا تستطيع التنبؤ بما قد تسمع عبر البرنامج التلفزيوني الليبي "
حوار مشترك". يهدف هذا البرنامج إلى تشجيع الحوار المفتوح حول التحديات الحالية التي تواجهها البلاد وإمكاناتها وقدراتها المستقبلية من خلال إستضافة ليبيين من كافة الأطياف. وهناك حلقات نقاشية تضم مختلف السياسيين الليبيين ونشطاء المجتمع المدني حيث يتم تشجيع الجمهور على المشاركة وإتاحة المجال أمام المواطن لإبداء رأيه.
وفي حلقة تم إجراؤها مؤخرا بذكرى مرور 5 سنوات على ثورة 17 فبراير/شباط التي أطاحت بالرئيس السابق معمر القذافي وأدت إلى وفاته، طرحت الحلقة النقاشية السؤال التالي: كيف السبيل إلى المضي قدمًا؟ على منصة بقاعة مدينة العلوم في العاصمة التونسية مدينة تونس حيث تم تسجيل هذه الحلقة، بدأت المتحدثة آمال العبيدي أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنغازي بتسليط الضوء على ضرورة نزع السلاح. وشددت على أن هذا القدر الكبير من الأسلحة التي تدخل إلى البلاد عبر الحدود يمثل مخاوف وشواغل رئيسية يجب معالجتها أولًا. وفي معرض حديثها أشارت قائلة "لن يتم إحراز أي تقدم ديمقراطي دون الأمن".
ودار محور النقاش حول كيفية بناء دولة آمنة ومستقرة. وفي سياق متصل، شدد المتحدث هشام الوندي، وهو مشارك مستقل في حوارات ليبيا مع الأمم المتحدة، على ضرورة إيلاء أولوية لخلق ثقافة التسامح. وأشار الدكتور جمعة أحمد عتيقة، نائب الرئيس السابق للمؤتمر الوطني العام بطرابلس، إلى أهمية المصالحة. وقال إن "هناك ارتباط بين المصالحة الوطنية والأمن". كما أشار إلى جهود لملمة الجراح باعتبارها جزءً لا يتجزأ من إعادة بناء المجتمع. وألمح مصطفى الساقزلي، المدير العام للبرنامج الليبي للإدماج والتنمية، الذي يعمل على إعادة دمج المحاربين السابقين، إلى ضرورة اشتمال جميع الأطراف الراغبة في حوار حول مستقبل البلاد. وفي هذا السياق قال إن "الاستبعاد والتهميش يغذيان روح الكراهية". وشددت نجوى الفيتوري، أحد أعضاء منظمة منبر المرأة الليبية من أجل السلام على أن الوقت قد حان لإجراء حوار.
ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية لبرنامج حوار مشترك في إتاحة المجال للجمهور لإبداء رأيه بحرية بالإضافة إلى الاستماع إلى آراء وأفكار أعلام من المتحدثين. وفي هذا الصدد أشارت ليبيا إدريس وهي معدة للبرنامج وتبلغ من العمر 23 عامًا من منظمة بي بي سي ميديا أكشن غير الحكومية للتنمية والأعمال الخيرية والتي قامت بدعم وتدريب العاملين في البرنامج إلى أن "الهدف هو دعم ثقافة الحوار".
وتابع عدد من الجمهور بلغ حوالي 200 شخص هذه الحلقة من البرنامج عن كثب. وبالإضافة إلى الأمن، تطرق البرنامج إلى موضوعات مثل حكومة الوفاق الوطني، والإرهاب، وهل يتعين مساندة تدخل الغرب لاستهداف الدولة الإسلامية. وفي الموضوع الأخير، بدا معظم الليبيين الحاضرين رافضين للفكرة. واعترض أحد الحضور وهو شاب في مقتبل العمر على أي تدخل أجنبي. وفي هذا السياق أشار قائلًا "إننا نرفض أن نكون عراقًا آخر".
وقالت آمال العبيدي بعد ذلك "إن هذا البرنامج يمثل جهودًا جماعية للتغلب على الانقسام ونشر الأفكار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي". ثم قالت "كلما ناقشنا مشكلاتنا بصورة مستفيضة، كلما كان ذلك أفضل".
أما نعمت غانمي وهي امرأة من طرابلس، وكانت في تونس بصفة مؤقتة، فقد استغلت هذه الفرصة للانضمام إلى الجمهور المشارك، وقالت "لا يوجد مثل هذا البرنامج الحواري في ليبيا". وبحسب ما أورده شخص يبلغ 19 سنة، فإن هذا البرنامج يعمل على تمكين الشباب من خلال إفساح المجال لهم للتواصل مع الساسة. أما جنان عبد القادر وهي فتاة تبلغ 19 سنة، فقد قالت إن هذه المرة هي الثانية التي تشارك فيها في مثل هذا البرنامج. وقد تأثرت هذه الفتاة للغاية بالحلقة السابقة. فهي لم تسمع قط عن أي حوار يُسمح فيه للجمهور بالتحدث بصورة منفتحة وطرح ما يعن له من أسئلة. وكانت أمور السياسة غير ذات أهمية لها من قبل، لكنها الآن حريصة على المشاركة في هذا البرنامج. غير أن معظم أصدقائها وصديقاتها في تونس لم يحبذوا المجيء والمشاركة. وقد حاولت إقناعهم لكنهم خافوا أن تحدث لهم مشكلات من جراء ذلك.
ويقول مقدم البرنامج رأفت بلخير البالغ من العمر 30 سنة "يبين هذا البرنامج أنه بمقدورك إجراء حوار ساخن دون عنف، وبمقدور الليبيون إيجاد قاسم مشترك بينهم". وبالنسبة له، من المهم في هذه الفترة الانتقالية الحرجة التشديد على الحق في التعبير عن الرأي. وعلى الرغم من أن بلخير يحبذ النقاش الساخن والتفاعلي، لكنه يقر أن النقاش قد يحتد بصورة أكبر من اللازم، وبالتالي من الأهمية بمكان التحلي بالحياد وحسن التنظيم.
وقد تم تسجيل هذه الحلقة في تونس، لكن بلخير وهو من طرابس أعرب عن أمله في العودة إلى ليبيا في القريب العاجل. ووافقته في الرأي نعمت غانمي. وقالت وجود البرنامج في تونس وليس في ليبيا يبعث برسالة خطأ. وعلى الرغم من دعمها لهذه المبادرة، فإنها تشك من أن هذه المبادرة ستؤدي الى حلول ملموسة. وسيجري تسجيل الحلقة التالية في أبريل/نيسان في لندن وهي مدينة بها عدد كبير من المغتربين الليبيين. وقالت جنان عبد القادر والأمل يرتسم على شفاهها "ربما تكون الحلقة بعد القادمة في ليبيا إن شاء الله".
ومع نهاية البرنامج، توجه بلخير بالسؤال التالي إلى الجمهور: هل أنتم متفائلون بالمؤتمر الوطني العام؟ ورفع حوالي نصف الحاضرون أيدينهم، وهذا يبين وجود آراء منقسمة وحذرة بين العديد من الليبيين بعد 5 سنوات من الثروة.
وفي حلقة تم إجراؤها مؤخرا بذكرى مرور 5 سنوات على ثورة 17 فبراير/شباط التي أطاحت بالرئيس السابق معمر القذافي وأدت إلى وفاته، طرحت الحلقة النقاشية السؤال التالي: كيف السبيل إلى المضي قدمًا؟ على منصة بقاعة مدينة العلوم في العاصمة التونسية مدينة تونس حيث تم تسجيل هذه الحلقة، بدأت المتحدثة آمال العبيدي أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنغازي بتسليط الضوء على ضرورة نزع السلاح. وشددت على أن هذا القدر الكبير من الأسلحة التي تدخل إلى البلاد عبر الحدود يمثل مخاوف وشواغل رئيسية يجب معالجتها أولًا. وفي معرض حديثها أشارت قائلة "لن يتم إحراز أي تقدم ديمقراطي دون الأمن".
ودار محور النقاش حول كيفية بناء دولة آمنة ومستقرة. وفي سياق متصل، شدد المتحدث هشام الوندي، وهو مشارك مستقل في حوارات ليبيا مع الأمم المتحدة، على ضرورة إيلاء أولوية لخلق ثقافة التسامح. وأشار الدكتور جمعة أحمد عتيقة، نائب الرئيس السابق للمؤتمر الوطني العام بطرابلس، إلى أهمية المصالحة. وقال إن "هناك ارتباط بين المصالحة الوطنية والأمن". كما أشار إلى جهود لملمة الجراح باعتبارها جزءً لا يتجزأ من إعادة بناء المجتمع. وألمح مصطفى الساقزلي، المدير العام للبرنامج الليبي للإدماج والتنمية، الذي يعمل على إعادة دمج المحاربين السابقين، إلى ضرورة اشتمال جميع الأطراف الراغبة في حوار حول مستقبل البلاد. وفي هذا السياق قال إن "الاستبعاد والتهميش يغذيان روح الكراهية". وشددت نجوى الفيتوري، أحد أعضاء منظمة منبر المرأة الليبية من أجل السلام على أن الوقت قد حان لإجراء حوار.
ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية لبرنامج حوار مشترك في إتاحة المجال للجمهور لإبداء رأيه بحرية بالإضافة إلى الاستماع إلى آراء وأفكار أعلام من المتحدثين. وفي هذا الصدد أشارت ليبيا إدريس وهي معدة للبرنامج وتبلغ من العمر 23 عامًا من منظمة بي بي سي ميديا أكشن غير الحكومية للتنمية والأعمال الخيرية والتي قامت بدعم وتدريب العاملين في البرنامج إلى أن "الهدف هو دعم ثقافة الحوار".
وتابع عدد من الجمهور بلغ حوالي 200 شخص هذه الحلقة من البرنامج عن كثب. وبالإضافة إلى الأمن، تطرق البرنامج إلى موضوعات مثل حكومة الوفاق الوطني، والإرهاب، وهل يتعين مساندة تدخل الغرب لاستهداف الدولة الإسلامية. وفي الموضوع الأخير، بدا معظم الليبيين الحاضرين رافضين للفكرة. واعترض أحد الحضور وهو شاب في مقتبل العمر على أي تدخل أجنبي. وفي هذا السياق أشار قائلًا "إننا نرفض أن نكون عراقًا آخر".
وقالت آمال العبيدي بعد ذلك "إن هذا البرنامج يمثل جهودًا جماعية للتغلب على الانقسام ونشر الأفكار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي". ثم قالت "كلما ناقشنا مشكلاتنا بصورة مستفيضة، كلما كان ذلك أفضل".
أما نعمت غانمي وهي امرأة من طرابلس، وكانت في تونس بصفة مؤقتة، فقد استغلت هذه الفرصة للانضمام إلى الجمهور المشارك، وقالت "لا يوجد مثل هذا البرنامج الحواري في ليبيا". وبحسب ما أورده شخص يبلغ 19 سنة، فإن هذا البرنامج يعمل على تمكين الشباب من خلال إفساح المجال لهم للتواصل مع الساسة. أما جنان عبد القادر وهي فتاة تبلغ 19 سنة، فقد قالت إن هذه المرة هي الثانية التي تشارك فيها في مثل هذا البرنامج. وقد تأثرت هذه الفتاة للغاية بالحلقة السابقة. فهي لم تسمع قط عن أي حوار يُسمح فيه للجمهور بالتحدث بصورة منفتحة وطرح ما يعن له من أسئلة. وكانت أمور السياسة غير ذات أهمية لها من قبل، لكنها الآن حريصة على المشاركة في هذا البرنامج. غير أن معظم أصدقائها وصديقاتها في تونس لم يحبذوا المجيء والمشاركة. وقد حاولت إقناعهم لكنهم خافوا أن تحدث لهم مشكلات من جراء ذلك.
ويقول مقدم البرنامج رأفت بلخير البالغ من العمر 30 سنة "يبين هذا البرنامج أنه بمقدورك إجراء حوار ساخن دون عنف، وبمقدور الليبيون إيجاد قاسم مشترك بينهم". وبالنسبة له، من المهم في هذه الفترة الانتقالية الحرجة التشديد على الحق في التعبير عن الرأي. وعلى الرغم من أن بلخير يحبذ النقاش الساخن والتفاعلي، لكنه يقر أن النقاش قد يحتد بصورة أكبر من اللازم، وبالتالي من الأهمية بمكان التحلي بالحياد وحسن التنظيم.
وقد تم تسجيل هذه الحلقة في تونس، لكن بلخير وهو من طرابس أعرب عن أمله في العودة إلى ليبيا في القريب العاجل. ووافقته في الرأي نعمت غانمي. وقالت وجود البرنامج في تونس وليس في ليبيا يبعث برسالة خطأ. وعلى الرغم من دعمها لهذه المبادرة، فإنها تشك من أن هذه المبادرة ستؤدي الى حلول ملموسة. وسيجري تسجيل الحلقة التالية في أبريل/نيسان في لندن وهي مدينة بها عدد كبير من المغتربين الليبيين. وقالت جنان عبد القادر والأمل يرتسم على شفاهها "ربما تكون الحلقة بعد القادمة في ليبيا إن شاء الله".
ومع نهاية البرنامج، توجه بلخير بالسؤال التالي إلى الجمهور: هل أنتم متفائلون بالمؤتمر الوطني العام؟ ورفع حوالي نصف الحاضرون أيدينهم، وهذا يبين وجود آراء منقسمة وحذرة بين العديد من الليبيين بعد 5 سنوات من الثروة.
انضم إلى النقاش