نشر في أصوات عربية

لمحة موجزة: جرأة التطلعات الكبرى في تونس

الصفحة متوفرة باللغة:
ا لأصوات الشبابية الرائدة هي سلسلة من المدونات الذاتية غير المنتظمة التي يسلط فيها مدونونا المعتادون الضوء على شخصية شابة تثير الإعجاب من خلال بصمتها في العالم العربي وهو في طور التغير.  بعض هؤلاء الشباب ستكون لهم مدوناتهم الخاصة، وبالتأكيد سيكونون مشغولين بدرجة تحول دون توقفهم لتزويدنا بالمدونات.ومن ثم، فلكي نشاطرهم آراءهم، طلبنا منهم أن يأذنوا لنا بأن ندون نحن تقاريرنا عن الوقت الذي أمضيناه في التحدث معهم.

---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

Photo Source: Yoann Cimier | www.yoanncimier.com"إذا كنا نستطيع القول إن مجتمعا فقيرا ذا أغلبية مسلمة محافظة يستطيع إقامة ديمقراطية بالمعايير العالمية، فإن البلدان الأخرى في المنطقة لن يكون لها أي عذر في ألا تحذو حذونا.  لكن تونس لن تنجح إلا إذا واصلنا التحلي بالجرأة. ينبغي أن نكون جريئين في طموحاتنا." هكذا تقولأميرة اليحياوي،  رئيسة ومؤسسة منظمة البوصلة المدنية التونسية.

وتضيف اليحياوي التي ربما تشتهر بأنها كانت أول من رفع دعوى قضائية ضد الحكومة التونسية بشأن حرية تداول المعلومات: “بدأت بالدفاع عن حرية التعبير. لكنني أدركت أنك لا تستطيع أن تضغط على حكومتك إذا لم تكن تعرف ماذا يدور في الداخل.فقد أردنا تمكين المواطن التونسي من معرفة كيف يمثله نوابه، وما الذي يدافعون عنه، وكيف يصوتون."

جلست مع الآنسة اليحياوي الشهر الماضي في أعقاب استقالة رئيس الوزراء حمادي الجبالي.  ووفقا لليحياوي، نجمت الأزمة في جانب منها عن "انعدام روح المشاركة عند السياسيين التونسيين،  بل إنهم يتصرفون كفرق كرة القدم، أي باعتبارها لعبة مكسب وخسارة.

 تقول اليحياوي، "في كثير من الأحيان، لا نرى غضاضة في التلاعب بالقانون، أو بنتائج الانتخابات قائلين إن على الحكومة أن تستقيل مادامت هناك حشود من المحتجين. لكن لا يمكننا أن نستمر في ذلك. فعلينا أن نحترم سيادة القانون- حتى في وقت الأزمات."

ومن أجل ترسيخ القانون، تعتقد اليحياوي أنه ينبغي منح الأولوية للانتهاء من وضع الدستور. ويهدف عملها في جمعية البوصلة إلى التأكد من أن عملية الصياغة تتم بأقصى قدر من الشفافية.

ويواصل أعضاء الجمعية التأسيسية جلساتهم يوميا، فيما تراقب البوصلة عملهم.  وتبث الاجتماعات الموسعة واجتماعات اللجان في تغريدات مباشرة، والأهم أنها تنشر كل شيء على الإنترنت.  ويحتوي موقع مرصد على معلومات عن كل نائب، بما في ذلك صلاحياته داخل اللجان، وسجله في التصويت، بل ونوبات حضوره. وقد انضم بعض السياسيين إلى القضية أيضا- وبات من المعتاد مشاهدة مناقشات عبر التغريدات على تويتر بين أعضاء البوصلة وأعضاء الجمعية التأسيسية توضح نظام الجلسات البرلمانية وتتبادل الوثائق التي ينبغي أن تكون معلومة للعامة لكنها ليست متاحة إلى حد ما.  

وليس كل السياسيين سعداء بتسليط الضوء على عملهم.تقول اليحياوي، "اقترب أحد أعضاء الجمعية التأسيسية من زميلة لي كانت تدون أسماء الأعضاء الحضور، وسألها: أليس لديك شيء أفضل من مراقبتنا من الصباح إلى المساء لتدوين الحضور والغياب؟ وأجابت: هذا بالضبط هو ما أتقاضي عليه أجرا."

وبهذا، فلا غرابة في أن تكون البوصلة هي التي تقاضي الحكومة بشأن حرية تداول المعلومات. ومن المسائل التي تخضع للبحث هو ما إذا كانت الجمعية التأسيسية تنشر محاضر اجتماع اللجان حسبما يقضي قانون حرية تداول المعلومات في البلاد.

وبعد رفع الدعوى القضائية، بدأت الجمعية التأسيسية في نشر المزيد من المعلومات.ومع هذا، مازالت اليحياوي تخطط لمتابعة القضية في المحاكم.

فهي تعتقد أن القانون 41 لسنة 2011 الخاص بحرية تداول المعلومات والذي تم إقراره في مايو/أيار 2011، "هو بحق القانون الثوري الوحيد الذي تم تمريره منذ بداية ثورتنا.  إنه في غاية الأهمية."لكن يظل التطبيق مفقودا- وهذا يأتي بالوعي الجماهيري والمزيد من المنظمات غير الحكومية التي تعمل بمهنية- ومن أجل هذا نحتاج إلى دماء جديدة.

وتقول أميرة اليحياوي: "البوصلة هي جمعية شابة حيث إن متوسط عمر أعضائها لا يتجاوز 26 عاما.  والناس يتهكمون علينا ويقولون إننا صغار وطائشون.وقد دخلت في جدال العام الماضي مع أحد المحامين الدستوريين الكبار في السن.وبعد الجدال، قال لي، "إن لديك رعونة الشباب."فقلت له، "بالتأكيد"، ومنذئذ وأنا أقول أينما ذهبت إن لدينا رعونة الشباب.فالشباب يريدون أن يلعبوا دورا أكبر في بلادهم."

وعناد اليحياوي يجري في عروق أسرتها.فهي ابنة لقاض وعالمة كمبيوتر، وتنحدر أسرتها من تطوان في أقصى جنوب تونس.  واستفاد أبواها من نظام اجتماعي بات على ما يبدو أكثر صعوبة للأجيال الشابة.

وقد تعرض والدها مختار اليحياوي للهجوم أثناء حكم بن علي بعد أن ندد علنا بهيمنة النظام على القضاء.  وفصل من عمله ومنع من السفر، وأصبح من الأعضاء المؤسسين لجمعية تساند السجناء السياسيين في تونس.

تقول، "نشأت في ديمقراطية وسط الديكتاتورية.لا أتفق مع والدي على الدوام، ولكن إذا كان ثمة شيء واحد علمني إياه، فهو أن يكون لي موقف وأن أذود عنه." 

ومع نجاح البوصلة، تصبو اليحياوي لتحقيق أهداف أكبر.

"إنني أناضل من أجل إقامة مجتمع مدني محترف.فالمجتمع المدني في تونس حاليا يقوم على التطوع في غالبه.ومن أجل أن يكون له وزن سياسي، ينبغي التفرغ له تماما والتعاون مع بعضنا بعضا.  فالدعوة الحقيقية تحتاج إلى عناية طوال الوقت."

ورسالة اليحياوي إلى التونسيين هي:"ينبغي أن تكون لنا رؤية واضحة وأن نكون على قدر من الجرأة الكافية لكي نبني بلدا عظيما."

إذا كنت تعرف شخصية ما في العالم العربي تستدعي لفت انتباه العالم اليها، يرجى  إعلامنا بها وبإنجازاتها من خلال قسم التعليقات في الأسفل.


انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000