ماذا يعني "النمو الشامل للجميع" بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟

كنت في أبو ظبي الأسبوع الماضي لحضور افتتاح الدورة التدريبية المشتركة للبنك الدولي وصندوق النقد العربي عن السياسات المعنية بالنمو الذي يعمُّ الجميع بمكاسبه. وكانت الدورة التدريبية للمستويات الوسطى والعليا من واضعي السياسات والمسؤولين الحكوميين في البنوك المركزية ووزارات المالية في 16 بلدا عربيا. وبعد الكلمات الافتتاحية، كان من المقرر أن أبدأ الدورة التدريبية بمحاضرتين عن الاتجاهات الاقتصادية والنمو الذي يفيد الجميع في المنطقة.

وكنت أتطلع إلى فرصة للحوار مع مجموعة متنوعة من واضعي السياسات العرب في موضوع يحمل أهمية كبيرة في سياق الأحداث التي شهدتها المنطقة في العام المنصرم.فخلاصة القول أن الانتفاضات العربية فجرتها مشاعر الاستياء والظلم والإذلال من جراء قضايا خطيرة تتعلق بنظام الإدارة العامة والافتقار إلى تكافؤ الفرص في كثير من مجالات الحياة.وقد أثبتت الشعوب العربية أن القدرة على التعبير عن الرأي والمساءلة والاحتواء عوامل مهمة للاستقرار السياسي والتنمية.

ولذلك، فقد بدأت محاضراتي وأنا أتوقع أن يبدي المشاركون اهتماما بالموضوع. ولكن ما لم أتوقعه هو أن يكون هذا الاهتمام بهذه القوة.فقد كانت المجموعة نشطة ومستعدة أن تطرح أسئلة صعبة وجوهرية.وكان واضحا أنهم درسوا مليا هذه القضايا قبل بدء الدورة التدريبية.ولذلك كانت هذه مناسبة مثالية لتبادل الأفكار ومناقشة أهمية تحقيق نمو يشمل الجميع بمنافعه لشعوب المنطقة.

وبمضي الوقت، تأكَّدت لي صحة مشاعري.وأتاحت الدورة التدريبية فرصة فريدة للتواصل والتعلم بعضنا من بعض وبرزت عدة محاور مهمة.فالنمو الشامل في بيئة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتعلَّق بتيسير الحصول على مزيد من فرص العمل الأفضل نوعية، ولا سيما للشباب، وجودة التعليم والابتكار، وبيئة أعمال لا تحابي ذوي المصالح الخاصة يمكن فيها للشركات من كل الأحجام التنافس على أساس قواعد منصفة والتكافؤ في فرص الحصول على الموارد والوصول إلى الأسواق والمعلومات.