وعلى الرغم من أن زيارة بيروت تمثل دوما مصدرا للبهجة، فإن السبب الرئيسي لرحلاتي المتكررة إليها هو مساعدة الحكومة في تحسين منظومة شبكة الضمان الاجتماعي لديها. هدف الحكومة هو التأكد من وصول شبكة الضمان إلى أكثر الفئات تهميشا، ومن أنها تحمي الفقراء والمستضعفين ضد العوز، وتساعد الناس على التخفيف من الصدمات الاقتصادية.
لقد وضع لبنان أقدامه بالفعل على الطريق الصحيح.وكانت أولى رحلاتي إلى لبنان في أكتوبر من العام الماضي قد تزامنت مع تدشين البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقرا، وهو برنامج شامل لشبكة الضمان الاجتماعي التي تديرها الحكومة في البلاد. يمثل هذا البرنامج تغيرا كبيرا في لبنان.في السابق، اعتمدت البلاد على ثلة من المنظمات الخيرية والدينية وغير الحكومية في مساعدة الفقراء والمستضعفين. لكن، إلى أي مدى كانت مثل هذه البرامج فاعلة في بلوغ الفئات المستهدفة؟ وما هو رأي المواطن اللبناني في الدور الذي ينبغي على الحكومة أن تضطلع به في توفير شبكات الضمان؟
هذا الأسبوع، سأحاول الحديث عن مثل هذه المسائل وأمور أخرى تتعلق بشبكات الضمان الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودورها في لبنان وذلك خلال ندوة ينظمها مركز كارنيغي للشرق الأوسط بالتعاون مع البنك الدولي. وقد أتممنا مؤخرا تقريرا بعنوان " الاشتمال والمرونة: الطريق إلى الأمام لشبكات الأمان الاجتماعي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"(E). وتعد الأدلة التي جمعناها في إطار هذه الدراسة أبلغ من أي كلام. على سبيل المثال، كشف المسح الذي أجريناه أن 83 في المائة من اللبنانيين يعتقدون بأنه ينبغي على حكومتهم أن تكون مسؤولة عن مساعدة الفقراء (8 في المائة يقولون إن تلك مسؤولية المنظمات الخيرية بينما يعتقد 5 في المائة أن الأمر يعود إلى رغبة المنظمات الدينية). ولهذا، وبمساعدة البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقرا، تحاول الحكومة تلبية المطالب الواضحة لمواطنيها والمتمثلة في لعب دور نشط في توفير شبكات الضمان الاجتماعي.
ومع اقترابي من عرض النتائج التي خلص إليها التقرير، سيكون من المفيد حقا معرفة آرائكم عن هذا الموضوع- ما الذي يجب أن تفعله حكومتك بشأن الفقر والضعفاء؟ ماذا تعني برأيك شبكة ضمان فاعلة؟ دعنا نبدأ الحديث ونجد طريقا نمضي بها إلى الأمام بشبكات الضمان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
انضم إلى النقاش