وتكاد الصفة الرسمية تنعدم في المشاريع الصغيرة والصغرى، وقد يكون ذلك أحد أسباب غياب المساعدات الرسمية. وقد تبين أنها أيضا أحد المصادر الهائلة للابتكار، لاسيما في قطاع الصناعات التحويلية (الذي يضم 14 في المائة من إجمالي المشاريع الصغرى والصغيرة في البلاد.) وعادة ما تكون هذه المشاريع الصغرى والصغيرة ضمن الصناعات التي تصنع منتجات متدنية القيمة المضافة. ومع هذا، فإن "الحاجة أم الاختراع"، كما يقول المثل. إذ تجد المشاريع الصغرى والصغيرة نفسها "مضطرة" إلى الابتكار حتى يتسنى لها التغلب على العديد من المعوقات التي تواجهها، وأبرزها تعذر الحصول على التمويل. وعادة ما يكون لهذه الابتكارات الشعبية تأثير كبير على ربحية المشاريع الصغرى والصغيرة سواء من خلال زيادة مبيعاتها بإطلاق منتجات جديدة أو بزيادة كفاءة عملياتها الإنتاجية. هذا على الرغم من حقيقة أن نظام الابتكار في مصر يعتبر واحدا من الأنظمة "المدفوعة بالتكنولوجيا" أكثر من كونه مدفوعا بالطلب في السوق.
وقد تم إطلاق موقع يمكن الإلكتروني من أجل إضفاء الصفة الرسمية على روح الفهلوة – وهي كلمة مصرية يصعب ترجمتها وتعبر عن مزيج من الابتكار والحدس والحس الفطري والتجربة – كمصدر للإنتاجية الاقتصادية. فهي تهدف إلى الاستفادة من حكمة الشعوب وإلى إعطاء دفعة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في مجال الصناعات التحويلية البسيطة تكنولوجيا. ويربط هذا الموقع بينها وبين الطلاب والمهندسين والباحثين ومصادر أخرى للمعرفة والمهارات لمساعدتها على التصدي للكثير من التحديات التي تواجهها.
كيف يعمل هذا الموقع؟ يقوم موقع يمكن على نموذج للإبداع المتاح للجميع حيث يمكن نشر أي مشكلة معينة (تتراوح من التحديات المتصلة بتصميم أحد المنتجات، إلى بناء ماكينات صغيرة للتصنيع) ويتم دعوة مجتمع الإنترنت كله إلى اقتراح الحلول. . وإلى جانب إشراك الجمهور في طرح الحلول، يقدم يمكن أيضا منصة للمشاريع الصغرى والصغيرة وللشباب وللمبتكرين من أصحاب العمل الحر للبحث عن التمويل التأسيسي وتسويق منتجاتهم. ويتم هذا من خلال "التمويل الجماهيري" حيث يجري تلبية الاحتياجات التمويلية بدعوة العملاء على الإنترنت إلى طلب المنتجات مسبقا.
وقد حصل موقع يمكن على تمويل تأسيسي من صندوق الشباب للابتكار التابع للبنك الدولي لتدريب عدد من المتطوعين ولطرح برنامج الابتكار المفتوح والتمويل الجماهيري. واستوحى المشروع من تقرير مركز التكامل المتوسطي الصادر بعنوان : تحويل الاقتصادات العربية: المضي قدما على طريق المعرفة والابتكار . وقد أتم المشروع مرحلته التجريبية وسلم إلى مبادرة استبداع (وهي مشروع اجتماعي خاص) لتقوم على إدارته مستقبلا. ونظرا لنجاح المرحلة التجريبية، حيث حصل واحد من كل ثلاثة منتجات على التمويل الشعبي بنجاح ووجد اثنان من بين كل ثلاثة تحديات حلا، فإن البرنامج يعمل حاليا على عقد شراكة مع عدد من المنظمات غير الحكومية المحلية لتوسيع أنشطته إلى مستويات وطنية وإقليمية.
مركزالتكاملالمتوسطي CMI هو منظمة تعاونية متعددة الشركاء تهدف إلى تيسير الحصول على المعرفة المتقدمة وعلى أفضل الممارسات مع حشد الدعم والمساندة من قبل المؤسسات العامة والمستقلة لزيادة التعاون، وتعزيز التنمية المستدامة، وتحقيق التكامل بين السياسات في منطقة البحر المتوسط. يتوافر المزيد من المعلومات على الموقع التالي:www.cmimarseille.org
للمزيد من المعلومات عن موقع يمكن دوت كوم، يرجى الاتصال بتامر طه على بريده الإلكتروني: (telsayedtaha@worldbank.org)
فيسبوك: facebook.com/yomken
تويتر: @yomkencom
انضم إلى النقاش