يقف العالم في مفترق طرق. ونحن نواجه الأزمة منقطعة النظير لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وما أعقبها من صدمات صحية واقتصادية ومالية، تبرز بوضوح وجلاء رؤيتان لمستقبلنا الجماعي. الأولى تبني على ما كنا نحقِّقه من تقدم قبل عام 2020 - مستقبل يصبح فيه الناس في شتَّى أنحاء العالم أكثر أمنا في أرزاقهم، والرخاء مشترك يتقاسم الجميع ثماره، والفقر في انحسار. والصورة البديلة هي مستقبل تزيد فيه مشاعر عدم اليقين، وعدم المساواة، والفقر - على الأقل من جراء التحديات الصحية العالمية، وتغير المناخ، وانعدام الأمن. وثمة أمر واضح لا لبس فيه - وهو أن الإجراءات التي ستتخذها الحكومات والهيئات متعددة الأطراف في الأشهر والسنين القادمة ستلعب دورا حاسما في تحديد أي الاتجاهين يسير العالم.
وانطلاقا من إدراك أن الفقر وعدم المساواة، والتحديات التي تسببت فيها جائحة كورونا، وتغير المناخ أمور متشابكة، يهدف نهجنا في البنك الدولي إلى معالجتها على نحو متزامن وبشكل منهجي من خلال نهجنا لتنمية خضراء قادرة على الصمود في وجه الصدمات وشاملة للجميع.
وقبل بضعة أشهر دعونا الجميع إلى بدء مناقشة بشأن الملامح المحتملة للحكومات بعد زوال الجائحة، وكيف تتغير إلى الأفضل. ويطرح البنك الدولي الآن مبادرة مستقبل الحكومات لإطلاق هذه المناقشة.
سنرعى سلسلة من المناقشات المبتكرة والمناقشات البناءة ستعقد بشكل افتراضي بين مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول 2021 بشأن التغيرات المحتملة في الحكومات وذلك بهدف توليد معارف ورؤى جديدة. وستُركِّز كل جلسة من هذه المناقشات على واحد من ستة أسئلة:
ستضم هذه المناقشات طائفة متنوعة من المتحدثين والأطراف المعنية، بمن فيهم قيادات شابة من مختلف المجالات، ونشطاء وعناصر فاعلة من المجتمع المدني وخبراء اقتصاديون ومفكرون سياسيون وموظفون من القطاع العام وسياسيون ورجال أعمال ورواد أعمال. وعلى مدى الأشهر القادمة، سنستكشف كيف يمكن للحكومات والمجتمع الدولي والبنك الدولي على وجه الخصوص مساندة التحرك على الصعيد العالمي والإقليمي والوطني لاغتنام الفرص وتحديد معالم المستقبل. وسيتم تلخيص هذه النتائج في تقرير رئيسي من المقرر إصداره في ربيع 2022.
قبل بضعة أشهر، وجَّهتُ خمسة أسئلة مهمة في هذا الموضوع. وإنني أضيف إليها الآن سؤالا آخر - السؤال صفر إن أحببت تسميته- "ما الذي سيطلبه المواطنون ومنشآت الأعمال من الحكومة في المستقبل، ماذا ستكون أهداف الحكومة في المستقبل". ومن الضروري أن نفهم ما الذي ينتظره المواطنون والمجتمع المدني والقطاع الخاص، بل ما قد يطلبونه من حكوماتهم في المستقبل. ويجب علينا أيضا أن ندرس كيف يمكن أن تُغيِّر الحكومات أهدافها وأساليبها الحالية استجابةً لهذه المطالب والتوقعات.
انضم إلينا يوم الأربعاء 12 مايو/أيار 2021 الساعة 10 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة في فعالية تُبث مباشرة على شبكة الإنترنت.
لقد استطعنا تجميع مجموعة رائعة من المتحاورين. سيناقش الفائز بجائزة المعلم العالمية، رانجيتسين ديسيل، ومديرة السياسات في الأكاديمية البريطانية، ومؤلفة كتاب عقد فيروس كورونا (COVID Decade)، مولي مورغان جونز كيف ستتطور المطالب والتوقعات المرتقب وفاء الحكومة بها في المستقبل.
وستكون مناقشة هذه المسالة حاسمة في تحديد إطار مناقشاتنا حول الأسئلة الباقية المتصلة بكيف تتغير الحكومات لتلبية هذه المطالب والأهداف المستجدة مع التركيز على دورها والطريقة التي تؤدي بها مهامها، وتحسين الإنتاجية، وثقة المواطنين، والتأهب لمواجهة المجهول والأزمات.
وكما ذكرتُ في بداية هذه المُدوَّنة، فإن العالم يقف في مفترق طرق. وبعقد هذه المناقشات الآن بشأن مستقبل الحكومات، يحدوني الأمل أن نستطيع الإسهام في تمكين الحكومات من انتهاج السبيل المؤدي إلى مستقبل أكثر ازدهارا، ومراعاة للبيئة، وأكثر قدرة على الصمود في وجه الصدمات للمواطنين في كل أنحاء العالم.
ما هي أفكارك بشأن مستقبل الحكومات؟ يمكنك الإسهام في هذه المناقشة من خلال موقع تويتر على wbg_gov@،
وباستخدام هاشتاغ #مستقبل الحكومات، من خلال موقعنا الإلكتروني في الرابط:
http://www.worldbank.org/futureofgovernment
أو مجرد ترك تعليق أدناه.
أتطلع إلى مساهماتكم!
انضم إلى النقاش