هناك قول مأثور مخيف في بعض البلدان العربية: وهو أن المرأة ليس لها إلا بيتها وزوجها فقط. فهي لا ينبغي أن تتعلم أو تعمل أو أن يكون لها رأي. ومما يؤسف له أن هذا الاعتقاد مازال يهيمن على بعض المناطق في العالم العربي. ولكن النساء والرجال العرب العصريين والمتعلمين وأصحاب الإرادة القوية يرون أن ذلك لم يعد ملائما للحياة العصرية بل ومتخلفا.
تشكل النساء 49.7 في المائة من حوالي 345.5 مليون نسمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويعتقد البعض في الغرب أن هؤلاء النساء محبوسات في خيمة في الصحراء، وربما يتعرضن للضرب على يد أزواجهن، وهي صورة نمطية يحاربها العديد من النساء العربيات اليوم ويثبتن أنها خاطئة.
نعم، لا زال هناك العديد من الحواجز المتبقية في طريق سد الفجوة بين الجنسين في العالم العربي، إلا أنه تم تحقيق العديد من التقدم في مجالات التعليم، والسياسة، وريادة الأعمال، والعمل، والصحة. والمرأة العربية اليوم منها من هي رائدة أعمال وقائدة وناشطة ومعلمة وحاصلة على جائزة نوبل، وأكثر من ذلك بكثير. انهن يعدن تشكيل مجتمعاتهن ويبنين طريقا أفضل لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين الفتيات من أسباب القوة على مدى الأجيال القادمة.
وهنا بعض من قصص كثيرة حول كيفية إعادة النساء من مختلف الدول العربية تشكيل مجتمعاتهن ومحاربة عدم المساواة بين الجنسين:
1. العراق: مدرسة للبنات بها سبورات ذكية تعمل باللمس
تبرعت بمبلغ مليوني دولار لبناء مدرسة ثانوية للبنات في مسقط رأسها مدينة الحلة، في محافظة بابل. قبل عشرات السنين، عندما كانت في مثل عمرهن، كان يتعين على مديحة البيرماني الذهاب إلى مدرسة ثانوية للبنين لأن المجال العلمي الذي أرادت أن تلتحق به لم يكن متاحا إلا للأولاد. والآن، وهي طبيبة مهاجرة، فإنها تبرعت بمدخراتها لتعليم وتمكين أجيال من الفتيات العراقيات كي يصبحن ما يردن.
لم تتبرع مديحة فقط بهذا المبلغ الكبير ولكنها شاركت أيضا في اختيار أعضاء هيئة التدريس. وبالمال الذي تبرعت به، قامت بتجهيز المدرسة بأحدث التكنولوجيات، بما في ذلك سبورات ذكية تعمل باللمس ومختبرات حديثة، وهذا يمكن أن يفيد الطالبات بطريقة غاية في التميز.
2. تونس: تترك باريس لتخدم قرية
اعتاد والدها أن يأخذها معه في رحلات إنسانية إلى العراق والسودان. وكان الناشط التونسي في مجال المجتمع المدني مصدر إلهام لإبنته سارة التومي، التي انتقلت من باريس إلى قرية والدها "بير الصالح". وهناك، أسست جمعية حلم في تونس، وهي منظمة غير حكومية. إنها تساعد في تعليم نساء القرية الحرف اليدوية وتساعدهن على ترويج وبيع منتجاتهن.
كما أسست أيضا السيدة الشابة، خريجة جامعة السوربون، مؤسسة اجتماعية (أكاسيا للجميع) تقاوم التصحر في تونس بتقنيات زراعية مستدامة، مثل زراعة أشجار الأكاسيا (السنط).
اُختيرت سارة كواحدة من 30 من رائدات الأعمال الاجتماعية تحت سن 30 عاما اللاتي يحققن التغيير في أوروبا وحول العالم في عام 2016.
تركت باريس لخدمة قريتها.. تونسية وضعتها "فوربس" بين أفضل 30 شاباً في العالمhttps://t.co/BJDkm5diA3 pic.twitter.com/1Ghx2Wjpbu
— HuffPost Arabi (@HuffPostArabi) February 22, 2016
3. الأردن: الدفاع عن النفس، ركلة في وقتها
التحرش الجنسي مشكلة عالمية ولمحاربتها ومحاربة العنف المنزلي، أسست امرأة أردنية منظمة غير حكومية تعمل في مجال الدفاع عن النفس وصالة للتدريب.
أسست لينا خليفة، الخبيرة بمجال الدفاع عن النفس وإحدى مناصرات تمكين المرأة، مؤسسة "شي فايتر" وهي منظمة غير حكومية في عام 2010 لتعليم المرأة الأردنية أساليب الدفاع عن النفس ومواجهة العنف المنزلي في البلاد. لقد ألهمها في ذلك تعرض إحدى صديقاتها للضرب بشدة على يد والدها وشقيقها. وعندما شاهدتها وهي تتعرض للضرب، أرادت أن تعلمها وغيرها من النساء كيف تكون قوية وتحمي نفسها من مثل هذه الأفعال.
لينا خليفة من #الأردن
— She's A Leader (@sheisaleader) February 9, 2016
مؤسسة النادي الأول لرياضة الدفاع عن النفس للمرأة في #الأردن والشرق الأوسط#قيادية pic.twitter.com/CkU6T69XJS
4. اليمن: الدعوة للديمقراطية من خلال وسائل سلمية
لقد كانت سجينة في وقت ما ومتهمة بتنظيم "أعمال شغب". لقد أثار اعتقالها في عام 2011 غضب السكان وأشعل الثورة ضد الحكومة اليمنية السابقة لعلي عبدالله صالح. توكل كرمان، وهي إحدى المدافعات عن حقوق الصحفيات النساء، امرأة عربية حققت تغييرا من خلال وسائل سلمية. وكانت من بين الوجوه الشعبية التي كانت وراء تغيير النظام في اليمن خلال ما وصف بالربيع العربي.
في عام 2011، أصبحت كرمان أول امرأة عربية تفوز بجائزة نوبل للسلام.
إسأل التاريخ عني .. أنا يمني pic.twitter.com/1OOeS7upsx
— توكل كرمان (@TawakkolKarman) February 18, 2014
5. سوريا: ملالا العربية
يقال إنه "ما لا يقتلك يجعلك أقوى"، وما لم يقتل مزون المليحان ابنة 16 ربيعا في بلدها التي مزقتها الحرب في سوريا جعلها مناضلة من أجل تعليم الفتيات في مخيم الأزرق للاجئين في الأردن.
وعلى مدى عامين، قامت مزون بحملة قوامها فتاة واحدة لإقناع الآباء بإبقاء بناتهم في المدرسة بدلا من إجبارهن على الزواج. وقد اُطلق على مزون اسم "ملالا السورية" وذلك نسبة لكفاحها من أجل إبقاء الفتيات في المدارس، في اشارة الى الناشطة الباكستانية في مجال التعليم التي هاجمتها "حركة طالبان" في عام 2012.
مزون المليحان.. فتاة سورية ضمن قائمة النساء الأكثر إلهاما على مستوى العالم https://t.co/1zXCfU3Ocf pic.twitter.com/w3Hk0APdoZ
— Akhbar | أخبار الآن (@akhbar) November 22, 2015
انضم إلى النقاش