نشر في أصوات

إعداد سلاسل الإمداد من أجل لقاحات فيروس كورونا وعلاجاته في المستقبل ضرورة حتمية

الصفحة متوفرة باللغة:
Intervention de l'auteur pendant le Forum mondial GS1 de février 2020 à Bruxelles, en Belgique. © David Plas/GS1, utilisation autorisée. Intervention de l'auteur pendant le Forum mondial GS1 de février 2020 à Bruxelles, en Belgique. © David Plas/GS1, utilisation autorisée.

ما من شيء من شأنه أن يقوض توفير لقاحات وعلاجات ناجعة لفيروس كورونا (كوفيد-19) أسرع من ظهور لقاحات مغشوشة . وقد بدأت مؤسسات التنمية والتمويل في مجال الصحة عملها بالفعل من أجل زيادة الوعي العام بهذه الحلول المحتملة لإنهاء هذه الجائحة وتقبل هذه الحلول. وسيجعل انتشار النسخ المغشوشة من اللقاحات في الأسواق في أنحاء العالم المهمة أكثر صعوبة. بالإضافة إلى ذلك، فإن احتمال تحول هذه السلع الثمينة بعيدًا عن المتلقين ذوي الأولوية أو الذين يتلقون خدمات غير كافية سيكون أمرًا مأساويًا. ومن الممكن أن تمثل لقاحات فيروس كورونا وعلاجاته حافزًا لتكثيف الجهود بشأن إمكانية تتبع الأدوية، لكن يجب أن تحرز سلاسل الإمداد تقدمًا سريعًا. 

تنسيق سلسلة الإمدادات الصحية العالمية

تمثل اللجنة التوجيهية العالمية المعنية بضمان جودة المنتجات الصحية التي يستضيفها البنك الدولي منصة تنسيق تطوعية للقطاعين العام والخاص للعمل معًا بشأن قضايا سلامة سلاسل الإمداد الرئيسية. في الواقع، أدى فيروس كورونا إلى زيادة الحاجة إلى هذه الجهود الجماعية، إذ تسببت حالات توقف الشحن والتصنيع في ارتفاع حاد في كم الأدوية المغشوشة في العديد من البلدان. واليوم، وقد بتنا على وشك توزيع سلعة عالية القيمة - وهي لقاح فيروس كورونا، تجمع اللجنة التوجيهية العالمية الشركاء الرئيسيين للبحث عن حلول.

ويُعد مسرِّع الوصول إلى أدوات لمكافحة فيروس كورونا تحالفًا عالميًا يهدف إلى تطوير اختبارات فيروس كورونا، وعلاجاته، ولقاحاته وإنتاجها وتوفيرها للجميع على نحو يتسم بالعدل والإنصاف. تُعد حماية سلامة سلاسل الإمداد جانبًا مهمًا من الجهود الأوسع نطاقا التي تبذلها وكالات متعددة. وإحدى الأدوات المهمة لتعزيز شفافية سلاسل الإمداد وكفاءتها هي التعامل مع الأدوية في نظام تتبع قائم على تتبع المنتجات التي تحمل أرقامًا متسلسلة خلال عمليتي الشحن والتوزيع. وقد أنشأ العديد من البلدان والمناطق أنظمة لتتبع المنتجات الطبية وتعقبها بدءًا من الشركات المصنعة وصولاً إلى المستخدم النهائي. ويجب على معظم البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل اللحاق بالركب، مع ما تمثله لقاحات فيروس كورونا وعلاجاته من حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات بشأن إمكانية تتبع الأدوية.

تسهيل تتبع اللقاحات أمر أساسي

في سبتمبر/أيلول الماضي، استضافت نيجيريا مؤتمر الرعاية الصحية في أفريقيا الذي عقدته منظمة المعايير والحلول العالمية، حيث تعهد 25 بلدًا أفريقيًا بإعطاء الأولوية لعملية تتبع الأدوية. ويعتمد نجاح نظام عالمي لتتبع الأدوية على استخدام البلدان صيغة متفق عليها لتعريف المنتجات، وقد وضعت منظمة المعايير والحلول العالمية غير الهادفة للربح، ومقرها في بروكسل، المعيار الأكثر استخدامًا. ويعني تبني أفريقيا معايير منظمة المعايير والحلول العالمية أن المرضى سيستفيدون من معرفة مصدر الأدوية التي يستخدمونها وما إذا كانت منتجات أصلية أم لا.

وتعمل اللجنة التوجيهية العالمية في البنك الدولي بشكل وثيق مع اليونيسف، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين، والوكالات الرائدة الأخرى في مجالي شراء الأدوية وتوزيعها بغية إعادة تصور مسار لإمكانية تتبع الأدوية يدرك مدى الحاجة الملحة التي تفرضها هذه الجائحة. وسيلعب تنسيق البنك الدولي القائم منذ فترة طويلة لبرنامج المواءمة التنظيمية للأدوية الأفريقية دورًا مهمًا، حيث سيتعين على الأجهزة المنظمة لشؤون الأدوية تسهيل الحصول على الموافقات المهمة المطلوبة وتيسيره على مستوى البلدان.

ويضم المجلس الاستشاري للقطاع الخاص التابع للجنة التوجيهية العالمية أكبر مصنعي اللقاحات والشركات التي لها سجل حافل في تنفيذ أنظمة تتبع الأدوية في البلدان المتقدمة. ويوفر هذا التعاون بين المؤسسات العالمية لتمويل مجال الصحة والقطاع الخاص المعرفة التقنية مع حماية الوصول العادل إلى لقاحات فيروس كورونا وعلاجاته الآمنة والفعالة لمن هم في أمس الحاجة إليها.

شعور جديد بالحاجة الملحة

بينما ينتظر العالم بفارغ الصبر وصول لقاحات فيروس كورونا وعلاجاته الفعالة، نحتاج إلى الشعور مجددا بمدى الحاجة الملحة للتأهب لحماية هذه السلع الثمينة . وقد تبدو سلامة سلاسل الإمداد جزءًا غامضًا من جهود إنهاء هذه الجائحة، ولكنها عنصر حاسم في قبول اللقاح على مستوى العالم. وستتطلب حماية لقاحات فيروس كورونا وعلاجاته من التقليد وتغيير مسارها حلولًا متطورة لتتبعها، وتعاونًا بين القطاعين العام والخاص، ودعمًا على المستوى الوطني. وتستلزم الاستجابات لحالات الطوارئ إجراءً عمليًا وسريعًا وجيد التنسيق. وإذا تمت الاستجابة لفيروس كورونا على نحو صحيح، فإنها ستترك إرثًا دائمًا لسلاسل أكثر أمانًا وكفاءة لتوريد الأدوية في العديد من البلدان. 


بقلم

توم وودز

رئيس اللجنة التوجيهية العالمية المعنية بضمان جودة المنتجات الصحية

انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000