بينما نقترب من المنتدى الحضري العالمي العاشر الذي يعقد في أبو ظبي الأسبوع القادم، ننظر إلى المدن كمعاقل أكيدة للاحتواء. بيد أنها يمكن أن تكون أيضا أماكن للإقصاء إذا لم تخضع لإدارة جيدة. ونحن نتساءل- ما هي بعض السبل الأخرى التي تؤثر بها المناطق الحضرية على الفرص؟
وقد استكملنا في الآونة الأخيرة تقريرا جديدا عن الاحتواء في أفريقيا. ومن أبرز الأمور التي تجلت أهميتها في تحليلنا هو الموقع. في حين يوجد انتباه كبير للنمو الحضري في أفريقيا وللتقدم الذي يشهده تقديم الخدمات، فإن ثمة دلائل أيضا على أن هناك العديد من المناطق التي لا تزال متخلفة. ولا يقتصر هذا بالطبع على أفريقيا، كما أنه لا يمثل اكتشافا مذهلا.
فهناك العديد من "المناطق المتخلفة عن الركب في العالم" حيث يصعب على الناس الوصول إلى الأسواق والخدمات والفرص. وبالتالي فمكان الميلاد هو أحد أهم المحددات التي تتحكم في الفرص المتاحة للأطفال، ينطبق هذا على من هم في الولايات المتحدة كما ينطبق على من هم في أفريقيا.
ومثلما يوجد ارتباط بين العيش في المدن، كبيرها وصغيرها، وبين القدرة الأكبر على الوصول إلى الأسواق والخدمات وطائفة من "الأماكن" الملموسة وغير الملموسة، يوجد ارتباط أيضا بين الموقع الحضري والهوية الاجتماعية. وقد عبّر عالم الاجتماع الهندي إم إن سرينيفاس عن ذلك منذ ما يزيد عن نصف قرن في حالة الهند. ومن ثم، فقد تساءلنا ونحن نختتم تقريرنا أهمية الاحتواء في أفريقيا "هل يؤثر الانتماء العرقي على الفقر"؟ نعلم بالطبع أن العرق مسألة شائكة - ليس فقط في أفريقيا، بل أيضا في العديد من مناطق العالم. لكننا نعلم أيضا أن ثمة جماعات عرقية يتفشى فيها الفقر أكثر من غيرها، وتكاد تتكتل في مناطق معينة من العالم.
وعودةً مرة أخرى إلى أفريقيا، هل ثمة علاقة بين العرق والفقر؟ باستخدام المسوح الديموجرافية والصحية التي تتضمن بيانات عن العرق والثروة (استنادا إلى ملكية الأسرة لأصول محددة)، قمنا بتحليل بيانات من تسعة بلدان، من بينها جمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا ومالاوي وموزمبيق ونيجيريا وسيراليون وجنوب أفريقيا وأوغندا وزامبيا. وبالنظر إلى أكبر عشر جماعات عرقية في المناطق الريفية والحضرية بكل بلد، وجدنا أن العرق لايهم حقيقةً في تحديد نواتج الثروة، وينطبق هذا على المناطق الريفية، وينطبق بدرجة أكبر على المدن الصغيرة والكبيرة. وهذه لمحة سريعة عن النتائج التي خلصنا إليها:
- مجموعات عرقية معينة تشكل الفئة الطاغية بين شريحة الخُمس الأفقر من السكان في جميع البلدان التسعة التي شملها التحليل.
- الفروق بين الجماعات العرقية أكبر في المناطق الريفية عنها بالمناطق الحضرية.
- لايبدو أن حجم الجماعات العرقية مهم هنا. قد لاينطوي هذا على مفاجأة، لكنه يظل جديرا بالملاحظة لأن هناك أسطورة شائعة عن الاحتواء باعتباره "شيء خاص بالأقليات." بعض الجماعات العرقية الكبيرة للغاية يسود الفقر أغلبها.
- ويلاحظ أن أكبر توزيع للعرقيات في الخمس الأشد فقرا بالمناطق الريفية يوجد في نيجيريا وكينيا وأوغندا، ويليه توزيع أقل في زامبيا وموزمبيق. وهذا بالطبع قد يعود، من بين أسباب أخرى، إلى نمط وأعداد الجماعات العرقية في هذه البلدان.
وإذا كانت النتائج تبدو معقدة، فهذا يعود إلى عدم وجود نتائج واضحة وبسيطة تم التوصل إليها بشأن الهوية الاجتماعية والموقع.
إقرأ التقرير كي تفهم مدى التعقيد في أوضاع العرق والفقر بالمناطق الريفية والحضرية. وتابعونا وشاركونا ونحن نربطكم بالكثير من الأماكن الحضرية وهي تتوالى في الظهور خلال مناقشاتنا في المؤتمر العالمي العاشر للمدن.
انضم إلى النقاش