نشر في أصوات

بيل غيتس يتحدث عن "تغير جوهري" في تمويل التنمية

 © سيمون ماكورتي / البنك الدولي


ما الذي يمكن أن يشكل تغييرا جوهريا في بلوغ بعض أكثر الأهداف العالمية صعوبة- كالقضاء على الفقر والجوع وضمان حصول كل طفل على تعليم جيد؟

جاء الملياردير الخير بيل غيتس إلى اجتماعات مجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين للإجابة على هذا السؤال خلال نقاش محفز للفكر حول كيفية تمويل التنمية من أجل إحداث أثر أكبر.

وقال غيتس خلال لقاء بعنوان " رؤية جديدة لتمويل التنمية" تم بثه مباشرة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية على شبكة الإنترنت في اليوم الأخير من اجتماعات الربيع، "أعتقد أن أول شيء يجعل المرء يدرك أن عامل التغيير يحقق نجاحا- هو أن التنمية ترتقي بحياة الناس وأن هذا الالتزام يجب أن يصمد". 

وأضاف "إذا كان لدينا أفضل ما تبنته البلدان الأخرى بكافة مستوياتها من الدخل من نظم ضريبية وتعليمية ومن رعاية صحية أولية، فإن لعبة التنمية هذه ستمضي بسرعة فائقة".

وكان غيتس ضمن مجموعة من المتحدثين ضمت وزيرة الدولة البريطانية للتنمية الدولية جستين غريننغ، ومحافظ البنك المركزي الهندي راغورام راجان، ووزير المالية والتخطيط الاقتصادي في غانا سيث تيركبر، ورئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم.

وتطرقت المناقشات التي أدارتها مراسلة البي بي سي ميشيل فلوري إلى كيفية تقليص مخاطر التنمية حتى يتحمس القطاع الخاص للاستثمار، والحاجة إلى نظم ضريبية قوية وشفافة، وتعميم الخدمات المالية، وسبل تمويل أهداف التنمية المستدامة، وقوة التجارة في الحد من الفقر.

وقد نوه غيتس بالمؤسسة الدولية للتنمية، وهي صندوق البنك الدولي المعني بمساعدة أشد البلدان فقرا- حيث ذكرها مرات عديدة أثناء المناقشات. وقال إن هذه المؤسسة تمثل "عنصرا مهما تماما" في عملية التنمية.

تقدم المؤسسة منحا وقروضا بدون فوائد لأفقر البلدان التي قلما تستخدم في البلدان متوسطة الدخل. وقد أقر البنك مؤخرا تقديم تمويل ميسر للأردن، على سبيل المثال، لمساعدته على استضافة أكثر من مليون لاجئ سوري- وهو تحرك يعتبره الكثيرون خدمة عالمية عامة.

وقال كيم إن مثل هذا "التمويل الميسر" يمكن أن يساعد على تحقيق الأهداف الأكبر بتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في الطاقة المتجددة بدلا من الفحم، على سبيل المثال، ومن ثم تخفيض تكلفتها.

"نحتاج إلى الدخول في هذا النقاش- ما هي أهم الأشياء التي نرغب في إنجازها؟ عندما نقترب، على سبيل المثال، من اجتثاث شلل الأطفال، فإننا لا نستطيع التخلي عنها لأن القواعد لن تسمح لنا بذلك."

قال تيركبر إن البلدان النامية، مثل غانا، تستفيد من المساعدات التي تمكن المشاريع التجارية من المضي قدما. وقال إن ضمانات مجموعة البنك الدولي ساعدت غانا على اجتذاب منتجي الكهرباء من القطاع الخاص والمضي قدما بمشروع للغاز الطبيعي الذي سيساعد على تلبية احتياجات البلاد من الطاقة. وقال تيركبر إن التصدي للمخاطر مهم للغاية، ومعه التطلع إلى فعل الأشياء بطرق غير تقليدية.

وقال المتحدثون في الندوة إن تعبئة الموارد المحلية- في شكل ضرائب- جزء كبير من الحل لتمويل التنمية.

وقال راجان إن البلدان النامية في حاجة إلى تحسين قدرتها على تعبئة هذه الموارد، إلا أن المهمة تزداد صعوبة حينما "يودع عدد من أكثر الناس ثراء في بلداننا المال في أماكن يصعب استرداده منها.

أعتقد أن من الأهمية بمكان التأكد من بقاء أموالنا داخل الأوطان وليس خارجها."

وقالت غريننج إنه ينبغي أن تكون هناك اتفاقية دولية حول المعاملات البنكية الخارجية – وهو أمر بحثته مجموعة الثماني عام 2013 عندما كانت تحت رئاسة المملكة المتحدة. وقالت إن الجهود الرامية لجعل الأنظمة الضريبية أكثر شفافية ينبغي أن تسير "يدا بيد مع جهود التصدي للفساد."

وترى غريننغ إن تمكين المرأة سيكون عنصر تغيير جوهري في عملية التنمية.  وأضافت أن "الولايات الأسرع نموا في الهند هي تلك التي يرتفع فيها معدل مشاركة المرأة في الاقتصاد." وقال كيم إن البلدان كثيرا ما تعزف عن الاستثمار في "الأشياء الناعمة"، مثل التغذية والتعليم الجيد، حتى لو كان النمو "الذي يمكن التعويل عليه، هو رأس المال البشري." “

وقال المتحدثون إن العالم بشكل عام يمضي في الاتجاه الصحيح.

وقال غيتس، "إذا نظرت من منظور 50 عاما، أو 25 عاما، فستجد أن التقدم الذي تحقق في الارتقاء بالبلدان كان أسطوريا. وإذا نظرت إلى الإجراءات الاقتصادية والصحية والحكومية، فستجد أن ثمة أشياء كثيرة حدثت. وستتوقع أن نكون قد حققنا في خمسة وعشرين عاما أخرى أفضل من ذلك.

إن نبع ابتكاراتنا لا ينضب- سواء كان هذا في شكل لقاح للملاريا، أو بذور جديدة تقاوم الجفاف...كل هذه الأدوات يمكن أن توضع بين يدي البلدان النامية."


انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000