بعد أول رحلة لي في 2022 في إطار عملي في مجموعة البنك الدولي، أود أن أحدِّثكم عن بعض أنشطتي وملاحظاتي.
أولاً وقبل كل شيء، بسبب المأساة الجارية في شرق أوروبا - تشعر مجموعة البنك الدولي بالفزع من جراء أعمال العنف والخسائر المروعة في الأرواح في أوكرانيا. ونحن شريك منذ وقت طويل لأوكرانيا ونقف إلى جانب شعبها في هذه اللحظة الحرجة.
إن التطورات المُدمِّرة التي تشهدها أوكرانيا ستكون لها آثار اقتصادية واجتماعية بعيدة المدى. ونحن ننسق حالياً عن كثب مع صندوق النقد الدولي لتقييم هذه التكاليف.
في خضم هذه الأحداث العصيبة، حضرتُ في 17 فبراير/شباط مؤتمر قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في بروكسل، ثم سافرتُ إلى مؤتمر ميونيخ للأمن من 18 إلى 20 فبراير/شباط. وتركَّزت هذه الاجتماعات على التدهور المتزايد للأوضاع الأمنية في البلدان التي تعاني أوضاع الهشاشة والصراع والعنف وشرق أوروبا، والأزمات المستمرة في الاقتصاد (التضخم والزيادات المحتملة لأسعار الفائدة وسوء تخصيص رأس المال) والسياسة الخارجية، والتنمية.
بروكسل
قبل مشاركتي شخصياً في الاجتماعات، سرَّني أن انضم عبر شبكة الإنترنت إلى ندوة رفيعة المستوى لمجموعة العشرين بشأن تقوية الأنظمة الصحية إلى جانب وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، ووزيرة المالية الهندية نيرمالا سيتارامان، وثارمان شانموغاراتنام الوزير الأول في سنغافورة. وفي كلمتي، سلَّطتُ الضوء على جهود مجموعة البنك الدولي لمساعدة البلدان على اجتياز الجائحة، وتقوية أنظمتها الصحية. وشرحتُ أهمية هياكل رأس المال المرنة -مثل هيكل مجموعة البنك الدولي- حتى يتسنَّى تقديم تمويل مُعزَّز في أثناء الأزمات، ودعم مستدام لتقوية التأهب الصحي على المدى الأطول. وسرَّني أيضاً أن أُلقِي الضوء على ابتكارنا أدوات تمويل متاحة من أجل التأهب لمواجهة الجوائح، ومنها خيار السحب المؤجل لمواجهة مخاطر الكوارث. وتحدثتُ أيضا عن صندوق الوساطة المالية المقترح الذي يهدف إلى زيادة التمويل الصحي وتكملة الجهود الصحية الجارية لبنوك التنمية متعددة الأطراف، وأبرزتُ المبادئ الرئيسية لنجاح أدوات التمويل الجديدة، مع التنويه لضرورة تفادي ازدواجية الجهود.
وفي بروكسل، سعدتُ بالانضمام إلى العديد من موظفينا لمناقشة التعاون المهم لمجموعة البنك الدولي مع الاتحاد الأوروبي، والأعمال المُؤثِّرة التي نعكف على القيام بها في أنحاء أوروبا وآسيا الوسطى. وناقشنا عدة مشروعات جارية، منها مساندة التحول في مجال الطاقة في مناطق إنتاج الفحم في بولندا، والمساعدة على الحد من استخدام الفحم في تدفئة المنازل، وتعزيز جهود احتواء طائفة الغجر، وبناء مؤسسات فعالة في أنحاء المنطقة.
ثم انضممتُ إلى أكثر من 60 من رؤساء الدول من أنحاء أفريقيا وأوروبا في مؤتمر القمة السادس للاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي. وفي كلمتي الرئيسية عن السلام والأمن والحوكمة، أبرزتُ أعمال مجموعة البنك الدولي في البيئات الهشة والمتأثرة بالصراعات. وعبَّرتُ مع الزعماء الآخرين عن أهمية الحوكمة الرشيدة، والشفافية، وسيادة القانون، والتجارة.
وخلال القمة، استمعتُ إلى الزعماء الأفارقة وهم يُعبِّرون عن قلقهم البالغ من آثار تدفق الأسلحة وتبعاتها على البيئات الهشة. وفي مُدوَّنتي عن الهشاشة التي نشرتُها قبل رحلتي، نبَّهتُ إلى أهمية الحد من تدفقات الأسلحة وتبعاتها، وعبَّرت للحضور عن المساندة القوية لمجموعة البنك الدولي لمساعدة البلدان في القضايا الإنمائية المهمة.
ميونيخ
بعد اليوم الذي قضيته في بروكسل، سافرتُ إلى ميونيخ لأنضم إلى رؤساء الدول ووزراء الخارجية والبرلمانيين وشركاء التنمية والقطاع الخاص ووسائل الإعلام في مؤتمر ميونيخ للأمن. وخلال المؤتمر شاركتُ في فعاليات تناولت طائفة من الموضوعات المتصلة بالأمن، منها تلك التي تتركَّز على التحول الرقمي والصحة العالمية والعلاقات بين الشرق والغرب وجنوب القوقاز. ومن الجدير بالذكر، أنني علمتُ أن مناقشات مؤتمر ميونيخ للأمن عن جنوب القوقاز كانت أول اجتماع حضوري لدولتي أذربيجان وأرمينيا منذ الحرب التي نشبت بينهما، وأسعدني أن أستمع من البلدين كليهما - ومن جورجيا وبلدان منظمة الأمن والتعاون في أوروبا - إلى حديث عن التأثير البناء لجهود مجموعة البنك الدولي في المنطقة.
وسررتُ بالانضمام إلى لقاء مفتوح على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن بشأن "الوقاية من الجائحة المتعددة التالية" إلى جانب وزيرة التنمية الألمانية سفينيا تشولزة، والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، ومديرة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو أويالا، ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر على المناقشة المفعمة بالحيوية بشأن التأهب لمواجهة الأزمات في المستقبل.
وكان من دواعي سروري البالغ أيضا أن التقي بالمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي لمناقشة جهودنا المشتركة في أفغانستان واليمن ومنطقة الساحل الأفريقي وفي شتى أنحاء العالم من أجل تحسين إنتاج الغذاء، والأمن، والزراعة، والري.
أوكرانيا
وبشكل خاص، التقيتُ بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتأكيد مجددا على مساندة مجموعة البنك الدولي لشعب أوكرانيا واقتصادها في المدى القصير والطويل. وناقشنا قدرة أوكرانيا على الصمود في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية الجسيمة، وشدَّدنا على التبعات المالية الهائلة للأزمة الحالية على أوكرانيا وروسيا والمنطقة. وأكَّدتُ للرئيس زيلينسكي أننا نقوم بإعداد دعم بصورة عاجلة للموازنة يصل إلى 350 مليون دولار لمساندة الإصلاحات الجارية، وذكرتُ له أن شركاء التنمية يبدون اهتماما قويا بتنسيق المساندة. وناقشنا طائفة واسعة من المشروعات الجديدة الجاهزة لمساندة الوظائف والرخاء في أنحاء أوكرانيا، وأعربتُ عن تشجيعي على مزيد من المناقشات بين المانحين لمساندة أوكرانيا وأجندتها للإصلاح.
ونحن على أهبة الاستعداد لتقديم مساندة فورية لأوكرانيا، ونعكف على إعداد خيارات لهذه المساندة، بما في ذلك تقديم التمويل بصورة عاجلة. وإلى جانب شركاء التنمية، فإن مجموعة البنك الدولي ستستخدم جميع أدوات التمويل والمساندة الفنية اللازمة لتلبية الاحتياجات على جناح السرعة.
وتشارك مجموعة البنك الدولي أيضاً في حوار نشط لمساندة البلدان المجاورة والسكان الذين قد يتأثرون بهذا الصراع، وستتيح موارد إضافية لهذا الغرض.
ومع استمرار الآفاق المستقبلية القاتمة في البلدان النامية في أنحاء العالم، من الضروري أن نتخذ نحن والمجتمع الدولي إجراءات حاسمة وفعالة لمساندة شعوب البلدان النامية.
شكرا جزيلا لكل موظفينا وشركائنا الذين أسهموا في تسهيل اجتماعاتي ومناقشاتي.
هذه المُدوَّنة نُشِرت بادئ الأمر في موقع لينكد إن.
انضم إلى النقاش