إلى كل من أصيب بالإحباط بسبب الأرقام- وأنا من بينهم.
أتذكر قبل الالتحاق بالجامعة مباشرة عندما سألني والداي ما هي الدرجة العلمية التي أريد أن أسعى للحصول عليها. حينها أجبت بغموض "أي شيء إلا الرياضيات". حتى خلال دراساتي العليا، اخترت درجة ليس بها سوى القليل من الرياضيات في منهجها الدراسي. ولكن من سخرية الأقدار أن ينتهي بي المطاف الآن إلى العمل بمجموعة البنك الدولي التي تمثل الأرقام لغتها الأساسية. لكن ثمة أنباء سارة، ليس فقط للمبتدئين من أمثالي، ولكن للجميع- وهي أن الأرقام يمكن أن تكون مدهشة ومفيدة بل ومسلية.
"رقمي المفضل" هي سلسلة مقتطفات على اليوتيوب تبين كيف يمكن للأرقام أن تمنحنا رؤية فريدة عن التنمية العالمية والإنسانية. فخبراء الاقتصاد بالبنك الدولي يتبادلون ما لديهم من حكايات عن أرقامهم المفضلة – ليثبتوا كيف يؤكد تألقهم (وحس الفكاهة لديهم) أن الأرقام جزء حيوي من حياتنا اليومية. وتظهر لقطات الفيديو أن الخبراء الاقتصاديين لا يتعاملون مع مجرد أرقام. بل إنهم يضفون عليها إحساسهم ورؤيتهم الشخصية إزاء قضايا ذات صلة في مختلف أنحاء العالم.
وتضمنت المجموعة الأولى من هذه المقاطع اثنين لراشيل كايت، نائبة رئيس البنك الدولي والمبعوث الخاص لشؤون تغير المناخ، وكاوشيك باساو، رئيس الخبراء الاقتصاديين والنائب الأول لرئيس البنك الدولي.
ويسعدنا أن نقدم أحدث إضافة لهذه السلسلة يساهم بها بيرت هوفمان رئيس الخبراء الاقتصاديين لمكتب منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ بالبنك الدولي. فرقمه المفضل هو "سبعة"— وهو معدل النمو الاسترشادي المرصود في الخطة الخمسية الثانية عشرة للصين. مثل هذا الهدف من شأنه أن يتيح المزيد من النمو المتوازن والمستدام الذي يصب في النهاية لصالح الصين والعالم.
وبالعودة إلى الوراء، لو سألني والداي مرة أخرى أي درجة جامعية تريد أن تسعى للحصول عليها، فهل كنت سأقول "اقتصاديات التنمية؟"، "الرياضيات"؟ "الإحصاء"؟ ربما لا. ولكني الآن على الأقل كنت سأقول إنني "أرى" جمال الأرقام. وأعتقد أن هذه طريقة جيدة لكي أبدأ.
والآن، استعرض الأرقام وأتوقع أن يفعل 65 في المائة على الأقل منكم الشيء نفسه في 3، 2،1...
انضم إلى النقاش