نشر في أصوات

إنهاء الفقر وتعزيز الرخاء المشترك يتعلق بتحقيق الإمكانيات البشرية

الصفحة متوفرة باللغة:

© Vikash Kumar

بقيت مفتونا طوال حياتي بمفهوم حدود المعرفة. ما الذي أتى بنا إلى هنا؟ ماذا بعد؟ عندما كنت طفلا كان كتابي المفضل هو "10 آلاف لماذا؟"، وهي سلسلة علوم شعبية تتضمن كل أنواع الأسئلة التي تبدو تافهة مثل "لماذا يقل عدد النجوم في السماء خلال الشتاء؟"

وقد كتبت رسالة الدكتوراه عن نظرية حدود كفاءة الإنتاج – كيف يمكن تحديد الوحدات الأكثر كفاءة في شبكة الإنتاج وقياس الحدود الفنية. وأصبحت فيما بعد خبيرا في الاقتصاد الكلي، واتسع مجال اهتمامي ليشمل تحديد البلدان التي تقف على حدود النمو. ومن ثم، بدأت في دراسة أكثر المفكرين عمقا وأصبحت على قناعة بأن البشرية تقف على حدود جديدة للتطور الكوني.

وفي مؤسسة التمويل الدولية، أشعر بأنه يمكنني أن أواصل قناعتي العميقة بالغاية من حياة الإنسان. فأنا أعتقد أن هناك جبهتين تتقدمان في عالم اليوم: إحداهما اجتماعية والأخرى تكنولوجية. هاتان الجبهتان هما اللتان تدفعان النمو الاقتصادي أكثر من أي وقت مضى. ويكمن التحدي في كيفية السماح للناس باستغلال إمكانياتهم الإنتاجية الحالية، وكيفية الارتقاء بالجبهة التكنولوجية إلى مستويات جديدة.

هاتان الجبهتان صنوان لا ينفصمان، بمعنى أن النمو يتعلق بشكل متزايد بتعظيم قوة العقل. فالتقدم التكنولوجي يزيد من الثروة ورأس المال، وهو ما يساعد بدوره في تمكين قوة العقل من دفع الحدود التكنولوجية. لكننا مازلنا بعيدين كل البعد عن استغلال قوة العقل الحالية على الأرض. فالملايين من الشباب الذكي والمتحمس لا يمتلكون ضرورات الحياة، وهي أقل بكثير من التعليم أو البيئة المناسبة للعمل لتوظيف مواهبهم.هذه هي أكبر خسارة للإنسانية وأكبر الإمكانيات في الوقت نفسه، إنها هي حقيقة مرة نأمل أن نحدث فيها أثرا نحو الأفضل.

أين يمكن للمرء أن يجد مكانا أفضل يعمل فيه، في ظل تفويض مؤسسة التمويل الدولية التي تمزج بين الجبهتين؟ أهدافنا- المتمثلة في إنهاء الفقر وتعزيز الرخاء المشترك- تتعلق في الأساس بتعبئة الإمكانيات البشرية والاستفادة منها.

إن القول أسهل من الفعل في الدفع بالجبهتين قدما. فالتقارب بين الفقراء والأغنياء اجتماعيا واقتصاديا كان بطيئا بشكل مؤلم ومتفاوت، فيما تراجع نمو الإنتاجية في أغلب البلدان المتقدمة في أعقاب فترة قصيرة من الانتعاش شهدتها التسعينات. وقد غدا التقدم، بمعنى أن يجعل الإنسان نفسه أكثر سعادة وإنتاجية وأهمية من الأجيال السابقة، صعب المنال بالنسبة لجانب كبير من السكان.

ونحن نعتقد أننا نعرف الكثير عن كيفية الدفع بالجبهتين، إلا أنه مازال أمامنا الكثير لنتعلمه من خلال الممارسة. فمؤسسة التمويل الدولية التي تعد ملتقى القطاعين العام والخاص ينبغي أن تتحدث بلغة التمويل والتأثير، لغة التكنولوجيا والثقافة، لغة الظروف المحلية والاتجاهات العالمية. إننا نتحدث عن نمونا الهائل منذ عام 1956، إلا أننا مازلنا مجرد "قطرة في دلو" من حيث الاستثمار في الدول النامية. المهمة جد صعبة ومذهلة.

أترك لكم هذه الأسئلة التالية. كيف نتأكد:

• من أن دور القطاع الخاص في دفع هاتين الجبهتين مفهوم جيدا؛

• من أن دورنا في تشجيع ودعم جهود القطاع الخاص بالقوة التي ينبغي أن يكون عليها؛

• من أننا نعمل في أكثر البرامج والمشاريع تأثيرا في هذه المجالات؟

كيف ننمي أنشطة مؤسسة التمويل الدولية كي يكون لها أكبر الأثر على هاتين الجبهتين؟


بقلم

Ted Chu

Chief Economist, International Finance Corporation

انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000