الإجابة، للأسف، ليس بعيدا. فالعالم خارج المسار الصحيح لتحقيق النقل المستدام. ويجري تلبية الطلب على نقل الناس والبضائع بشكل متزايد حول العالم على حساب الأجيال المقبلة.
هذا هو ما توصل إليه تقرير النقل العالمي، وهو أول تقييم لقطاع النقل العالمي وما تحقق من تقدم نحو الوصول إلى النقل المستدام.
ويعد هذا أول منتج رئيسي من أجل مبادرة "النقل المستدام للجميع"، وهي شراكة عالمية بين أصحاب المصلحة المتعددين، تم اقتراحها العام الماضي في مؤتمر قمة الأمم المتحدة للعمل من أجل المناخ، بهدف تحقيق مستقبل يتسم بالاستدامة. ويضع إصدار هذه الدراسة قطاعا أغفله المجتمع الدولي في كثير من الأحيان على الخريطة باعتباره عنصرا أساسيا للتصدي لقضايا الاحتواء والصحة وتغير المناخ والتكامل العالمي.
ويعرف التقرير النقل المستدام فيما يتعلق بأربعة أهداف: وصول الجميع إلى وسائل النقل، والكفاءة، والسلامة، والنقل الصديق للبيئة. وإذا أردنا تحقيق النقل المستدام، فإن هذه الأهداف الأربعة تحتاج إلى متابعة متزامنة.
ولقياس مدى ما تحقق من تقدم، تقترح الدراسة إطارا عالميا للتتبع يغطي الأهداف الحالية والمؤشرات المتعلقة بالنقل، بما في ذلك المؤشرات التي سبق تحديدها ضمن أهداف التنمية المستدامة. وهذا يتفق مع ما دعا إليه تقرير المجموعة الاستشارية الرفيعة المستوى المعنية بالنقل المستدام التابعة للأمين العام للأمم المتحدة بعنوان "تعبئة النقل المستدام من أجل التنمية"، الذي يبرز الحاجة إلى إطار قوي للرصد والتقييم لتتبع ما تحقق من تقدم في هذا القطاع.
ووفقا لتقرير النقل العالمي، ما لم يتم اتخاذ إجراءات من قبل جميع أصحاب المصلحة في مجال النقل، فإن تكاليف زيادة النقل من حيث الإقصاء الاجتماعي والحوادث وأوجه القصور والتلوث تصبح مرتفعة للغاية. ولأول مرة، يجمع التقرير بين الأدلة والبيانات العالمية، وينظر إلى القطاع بشكل شامل ويقيس المدى الذي قطعته الاستثمارات والسياسات في الاتجاه الصحيح.
ومن بين النتائج الرئيسية للتقرير ما يلي:
• وصول الجميع إلى وسائل النقل: تشير التقديرات إلى أن نحو 450 مليون شخص في أفريقيا - أو أكثر من 70% من مجموع سكان الريف - غير متصلين بالنقل وليس لديهم وسائل للنقل .
• الكفاءة: يتطلب نقل حاوية أفوكادو من كينيا إلى هولندا 200 إجراء تدخلي وأكثر من 20 وثيقة بتكلفة مساوية لتكلفة الشحن. ومن شأن سلاسل التوريد الفعالة أن تزيد دخل المزارعين بنسبة تتراوح بين 10 و 100%.
• السلامة: يموت حوالي 1.3 مليون شخص على الطرق في العالم كل عام، ويصاب عشرات الملايين بإصابات خطيرة. وحوادث المرور هي السبب الرئيسي للوفاة في أوساط الشباب في الفئة العمرية 15-29.
• النقل الصديق للبيئة: ينبعث عن وسائل النقل 23% من جميع غازات الدفيئة المرتبطة بالطاقة ؛ ويمكن أن تزيد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عنها بنسبة 40% بحلول عام 2040.
وتشكل هذه النتائج مدعاة للقلق نظرا لأن النقل المستدام أمر بالغ الأهمية لتحقيق وعد أجندة التنمية المستدامة لعام 2030 وتحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة، إن لم يكن جميعها، مثل خفض انبعاثات غازات الدفيئة (الهدف 13)، وتحقيق هدف الأمن الغذائي (الهدف 2)، وتعزيز الحصول على خدمات الرعاية الصحية (الهدف 3). ومن الضروري أيضا وجود قطاع نقل مستدام لإتاحة الفرصة للمزيد من الشباب للوصول إلى المدارس (الهدف 4) وضمان إتاحة فرص العمل والتمكين للنساء (الهدف 5).
ما من شك في أن مستقبل النقل سيكون له عواقب وخيمة على رفاه الناس والكوكب. إن الرهانات التي تنطوي عليها تلبية متطلبات النقل في الغد من الأهمية بمكان إلى أبعد مدى إلى الحد الذي لا يمكن أن يتم تجاهله، ولاسيما بالنظر إلى أهميتها الأساسية للقضاء على الفقر وتعزيز التنمية المستدامة. ويمكن أن يكون تقرير النقل العالمي أداة أساسية للمساعدة في تحقيق هذا الهدف.
وكان هذا الإلحاح محفزا لطرح مبادرة النقل المستدام للجميع والعمل الذي يجري الآن. ويشارك بالفعل أكثر من 50 منظمة رائدة في هذه المبادرة، بما في ذلك المنظمات المانحة الثنائية، ووكالات الأمم المتحدة واللجان الإقليمية، وبنوك التنمية متعددة الأطراف، والقطاع الخاص، والمنظمات غير الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني العالمية، والمؤسسات الأكاديمية – وجميعهم ملتزمون بالحديث بصوت واحد، والعمل بشكل جماعي لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتحقيق التحول في قطاع النقل، وفي نهاية المطاف نقل العالم إلى الأمام وبخطى كبيرة على الطريق الطويل نحو النقل المستدام.
تعرف على المزيد:
• تنزيل التقرير بالكامل (بي دي أف)
• الرسائل الرئيسية
• بيانات كل بلد على حدة
• بيان صحفي: قطاع النقل "خارج المسار" نحو الاستدامة
انضم إلى النقاش