نشر في أصوات

حتى لا يتخلف أي بلد عن الركب: عمل جماعي رائد لإتاحة اللقاحات في أفريقيا

الصفحة متوفرة باللغة:
Acelerar el acceso equitativo a las vacunas es esencial para la recuperación económica y salvar vidas en África. Fotografía: Mongkolchon Akesin/Shutterstock. Acelerar el acceso equitativo a las vacunas es esencial para la recuperación económica y salvar vidas en África. Fotografía: Mongkolchon Akesin/Shutterstock.

مع تعرُّض الأنظمة الصحية للبلدان في أنحاء أفريقيا لضغوط هائلة بسبب الموجات الجديدة من جائحة كورونا (كوفيد-19)، تشتد الحاجة إلى تكثيف جهود التطعيم (التلقيح) ضد الفيروس.  ومن الضروري تسريع وتيرة الوصول المنصف إلى اللقاحات من أجل تعافي الاقتصاد وإنقاذ الأرواح في أفريقيا.

وسيكون تحقيق هدف الاتحاد الأفريقي بتطعيم 40% من السكان بنهاية هذا العام و60% بحلول منتصف العام القادم تحديا جسيما لأن معدلات التطعيم في أفريقيا لا تزال متدنية. 

ومع أن البنك الدولي يؤدي دوره في هذا السعي، إذ وافق بالفعل على 30 عملية لتمويل اللقاحات وتوزيعها في أفريقيا مجموع ارتباطاتها 2.7 مليار دولار وفي الطريق 11 عملية أخرى، فإنه يتعين القيام بما هو أكثر من ذلك بكثير. ولذلك، نُرحِّب بالشراكة مع فريق العمل الأفريقي للحصول على اللقاحات التابع للاتحاد الأفريقي -وهي مبادرة لمفوضية الاتحاد الأفريقي والمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها والبنك الأفريقي للاستيراد والتصدير (أفريكسيم بنك) والمبعوثين الخاصين للاتحاد الأفريقي بشأن أزمة كورونا واللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة- لجمع كل الأطراف المعنية في غرفة لقاء افتراضي واحدة لمناقشة العقبات التي تحول دون الحصول على اللقاحات.

وفي الأسبوع الماضي، عقد فريق العمل مع البنك الدولي اجتماعه التنسيقي الثاني مع 35 من وزراء المالية والصحة من مختلف أنحاء أفريقيا لتحديد التحديات الكثيرة سواء في شراء اللقاحات أو توزيعها التي تواجهها بلدان القارة في تنفيذ حملات التطعيم، وللاتفاق علي الحلول العملية لهذه التحديات.

وتهدف هذه الاجتماعات إلى بذل مسعى مكثف مع شركائنا للوصول إلى آليةٍ لتمويل اللقاحات بغية تطعيم أكثر من 400 مليون شخص. وفي هذا السياق، تؤدي كل مؤسسة إقليمية ومتعددة الأطراف دورا حيويا. ويعود اتخاذ المسار الإقليمي لشراء اللقاحات بمزايا كبيرة على البلدان، فهو يكفل إشراك الجميع وألا يتخلف أحد عن الركب، وكذلك تحقيق أفضل قيمة للمال، وهو أيضا أكثر كفاءة مما لو اتبع كل بلد مسارا منفردا وتفاوض بشكل ثنائي مع مُورِّدي اللقاحات.

وإننا نشهد بالفعل إحراز تقدم نحو بلوغ هذه الغاية. في هذا الأسبوع، قام مصنع للأدوية في جنوب أفريقيا بإرسال الشحنات الشهرية الأولى من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا إلى المنطقة بدعمٍ من شراكة البنك الدولي مع فريق العمل الأفريقي للحصول على اللقاحات.

ونُركِّز أيضا على مساعدة البلدان على التأهب لتنفيذ عمليات التطعيم ومعالجة بعض عوائق توزيع اللقاحات التي واجهتها البلدان في المراحل الأولى لبرامجها للتطعيم. وتتركَّز الأولويات الرئيسية التي نشهدها في مختلف البلدان على مجالات مثل ما يلي: (1) إدارة الخدمات اللوجستية للأنواع المتعددة للقاحات، بما في ذلك تحليل البيانات، ومتابعة المخزونات، وإدارة المخلفات؛ (2) أنظمة الاتصال والمعلومات للتسجيل وتتبع المرضى ومراقبة الآثار الجانبية عقب التطعيم؛ و(3) تقديم الدعم لمساندة نماذج تقديم الخدمات وتدريب الموارد البشرية على اتباع نهجٍ أكثر تركيزا على الناس حتى تصل اللقاحات إلى الناس على نحو منصف في كل المراحل حتى المرحلة الأخيرة.

إننا نعلم أن التردد في أخذ اللقاحات حقيقي. وتتضمَّن مشروعاتنا تقديم الدعم لبرامج تواصل مُصمَّمة بحيث تلائم ظروف كل بلد لمعالجة التردد في أخذ اللقاحات، بما في ذلك الاستخدام المبتكر لوسائل التواصل الاجتماعي.  في كوت ديفوار، على سبيل المثال، كانت معدلات التطعيم متدنية حينما بدأت الحملة في مارس/آذار لكنها ازدادت من 2000 شخص إلى 20 ألف شخص يوميا في غضون أسابيع استجابةً للطلب المتزايد وتحسُّن ثقة المواطنين. وبالمثل، قامت سيراليون وملاوي ورواندا وغانا على وجه السرعة بتوزيع جرعات اللقاحات التي تلقتها.

وبالإضافة إلى جهودنا الجارية للتنسيق مع فريق العمل الأفريقي للحصول على اللقاحات، في الأسبوع الماضي أعلن البنك الدولي عن اتفاق جديد مع مرفق كوفاكس للمساعدة على تسريع وتيرة توريد اللقاحات المضادة لفيروس كورونا على مستوى العالم من خلال آلية تمويل جديدة تستند إلى ترتيبٍ لتقاسم التكاليف في إطار التزام السوق المسبق الذي ينسقه تحالف غافي للقاحات.

ويتيح هذا الاتفاق الجديد للبلدان المشاركة في التزام السوق المسبق شراء جرعات زيادةً على الجرعات المدعومة بالكامل من المانحين والتي يحصلون عليها بالفعل. وسيكون بمقدور كوفاكس الآن إجراء مشتريات بالدفع مقدما من مُصنِّعي اللقاحات على أساس الطلب المُجمَّع من مختلف البلدان باستخدام التمويل المقدم من البنك الدولي.  وسيُتاح للبلدان النامية المشاركة وضوح ورؤية أفضل للقاحات المتاحة، وكمياتها، وجداول التسليم المستقبلية. وسيُمكِّن هذا البلدان من الحصول على الجرعات في وقت مبكر، وإعداد وتنفيذ خطط التطعيم على نحو أكثر فعالية.

ويعني هذا التطور أن التمويل المقدم من البنك الدولي سيدعم شراء وتوزيع جرعات اللقاح التي يتم توفيرها من خلال فريق العمل الأفريقي للحصول على اللقاحات ومرفق كوفاكس.

ومع التنسيق ستكون الشفافية عاملا رئيسيا في تسريع وتيرة جهود التطعيم. وهي ضرورية لتحسين الوضوح والشفافية بشأن هذه السوق الناشئة للقاحات، وكميات الإنتاج المتوقعة، والجداول الزمنية للتسليم، وخيارات الشراء بالدفع المسبق.  ولذلك، دشَّنت فرقة العمل المعنية بتوفير لقاحات كورونا وعلاجاته ووسائل تشخيصه للبلدان النامية التي أنشأتها مجموعة البنك الدولي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية موقعا إلكترونيا جديدا يشتمل على المرحلة الأولى لقاعدة بيانات عالمية ولوحات بيانية مُصنفة حسب البلدان بشأن اللقاحات والعلاجات ووسائل التشخيص. وتهدف قاعدة البيانات العالمية واللوحات البيانية المُصنَّفة حسب البلدان بإبرازها مواطن نقص مُحدَّدة إلى تركيز الاهتمام العالمي وجهود تعبئة الموارد المالية.

ولا يمكن تحقيق إتاحة اللقاحات في شتَّى أنحاء العالم إلا بالعمل الجماعي وبشفافية. ولن يتسنَّى لنا النجاح في تحقيق أهداف التطعيم ضد فيروس كورونا في أفريقيا إلا من خلال التعاون الوثيق مع شركائنا والإحساس المشترك بوجوب التحرك على وجه السرعة. 

مواضيع ذات صلة

استجابة مجموعة البنك الدولي لوباء كوفيد-19

400 مليون جرعة لقاح لدول الاتحاد الأفريقي ومنطقة الكاريبي

كوفاكس والبنك الدولي يسرعان إتاحة لقاحات كورونا للبلدان النامية

فيروس كورونا: لقاحات من أجل البلدان النامية

دعم الحصول على لقاح كورونا بشكل عادل ومتكافئ | سلسلة التعافي القادر على الصمود


بقلم

أكسيل فان تروتسنبيرغ

المدير المنتدب الأول لشؤون سياسات التنمية والشراكات بالبنك الدولي

انضم إلى النقاش

محتوى هذا الحقل سيظل خاصاً بك ولن يتم عرضه للعامة
الأحرف المتبقية: 1000